نداء يوم الشغيلة العالمي

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 13:25
المحور: سيرة ذاتية
    

نداء يوم الشغيلة العالمي
نزع سلاح اعداء البشرية المسؤلية التاريخية للشغيلة
نعم لم تستطع قوى العولمة الانسانية لجم جموح الراسمال العالمي وانقاذ الشعب العراقي من هذه الحرب الاجرامية وتبعاتها, ليس فقط على الشعب العراقي , بل وعلى البشرية عموما . ولكن قوى العولمة الانسانية اكتسبت تجربة غزيرة وقوى جديدة , ويبقى لشغيلة اليد والفكر الدور الرئيس في تحرير البشرية من كل هذه المخاطر . فكتبت هذا النداء في 1/5/2003
يفرض عصرنا عصر العولمة الراسمالية والتمركز الهائل للراسمال وسلطته التي تمثلها الادارة الامريكية التي تجاوزت كل المؤسسات الدولية وكل القوانين والاعراف, ورأي ملايين البشر التي جسدتها مظاهراتهم الرافضة للحرب , فضلا عن , التطور الهائل لاسلحة الدمار الشامل وتطور اساليب ووسائل الصراع الطبقي السالفة التي لم تعد ملائمة لتطور الصراع الطبقي , القانون الاساسي لعلاقات الانتاج الراسمالية وتحوله من صراع بين العمل والراسمال الى صراع بين البشرية والراسمال!! فسلطة العولمة الراسمالية التي تجسدها الادارة الامريكية لم تعد تستغل وتستعبد الشغيلة او ابادتها فقط , بل هي تعمل على استغلال واستعباد البشرية او اباتها. واذا كانت الثورة الاجتماعية ضد الراسمال في بلد او عدة بلدان وسيلة لتحرير البشرية من الراسمال تحت شعار نقل السلاح من كتف الى كتف, مبررة في المرحلة السابقة , فان هذا الاسلوب في الكفاح وبفضل الثورة العلمية التكنولوجية اصبح غير فعال !! اذ بقدرة اسلحة الدمار الشامل القضاء على بلد واحد او عدة بلدان كما صرح بوش قائلا, ان في قدرة الولايات المتحدة خوض اكثر من حربين او ثلاث في أن واحد,
ولم يعد امام البشرية من وسيلة للتحرر من مخاطر علاقات الانتاج الراسمالية الا بنزع اسلحتها المتعددة وفي مقدمتها اسلحة الدمار الشامل ودون اغفال السلاح الايديولوجي!! لقد رفعت البشرية شعار نزع السلاح الشامل منذ الحرب العالمية الثانية ولكنها لم تجد السبيل الصحيح ولا القدرة على تحقيقه. فقد عمدت الى تنظيم حركات السلم العالمية وعقدت المؤتمرات الدولية ولجأت الى وسيلة توازن القوى التي لم تؤدي سوى الى انتشار اسلحة الدمار الشامل . لان توازن القوى موقت واختلاله دائم لصالح الاقوى . ورغم كل التأكيدات على الرسالة التاريخية لشغيلة العالم في تحرير البشرية من كل اشكال الاستغلال والحروب , فانه جرى تغييب هذه الرسالة عمليا , وتجميد كل وسائل واساليب تحقيق ذلك!!
واستغل مؤدلجو الراسمالية ذلك التغييب للايغال في استغلال الشغيلة واخضاعها لكل شروط الراسمال وسلب الكثير من مكاسبها التي قدمت التضحيات الجسام لنيلها. وبدلا من استخدام منجزاتها العلمية والتكنولوجية لترفيهها وترفيه البشرية , جرى الامعان في استغلالها ورمي الملايين منها باحضان البطالة . وبدلا من نزع السلاح الشامل جرى ويجري نزع سلاح من جانب واحد, نزع سلاح الشغيلة من حق الاضراب والدفاع عن النفس ونزع سلاح الشعوب وحقها في الدفاع عن حريتها وحقها في الحياة!!
ان شغيلة اليد والفكر وهم بناة الحضارة الانسانية الجبارة بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات , فهم المخترعون والمصممون والمنفذون والمستخدمون لكل المنجزات بما فيها اسلحة الدمار الشامل!! وهم القادرون على رفض انتاجها واستخدامها وقادرون على تحويلها الى وسائل سلمية تخدم البشرية او اتلافها .. وبذلك ينزعزن اسلحة الراسمالية ويمكنون البشرية عموما من التمتع بمنجزاتهم!! والبشرية اليوم تنادي,
- يا عمال العالم حولوا مراكز البحث العلمي لتطوير الاسلحة الى مراكز لبحث وتطوير كل وسائل وسبل رفاه البشرية وتحررها.
- يا مهندسوا العالم وخبراءها ابطلوا مفعول كل اسلحة الدمار الشامل وحولوا معامل انتاج الاسلحة الى معامل للانتاج المدني .
- يا طياري العالم ارفضوا قصف المدن وترويع الاطفال وقتل البشر وتهديم منجزاتهم , وحولوا حاملات الطائرات الى منتزهات عائمة ومصحات ورياض اطفال.
- يا عمال العالم ارفضوا العمل لا نتاج السلاح او نقله , وارفضوا تجنيدكم ضد ابناء شعبكم او شعوب العالم تنفيذا لاهداف مستغليكم ومستعبدي شعبكم وشعوب الارض . ولا تكونوا الاداة والوقود لافناء العالم بيد اعدائكم واعداء البشرية.
ان السبيل الوحيد لانقاذ البشرية بل والكرة الارضية من خطر الفناء هو ادراك شغيلة اليد والفكر رسالتهم التاريخية , تحرير البشرية, من خلال نزع السلاح الشامل , وهم الجديرون بالنهوض بها باسناد كل البشرية وتظافر جهود كل منظماتها الانسانية لبناء المجتمع الانساني الحقيقي.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات