أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - ثقافة التدجين














المزيد.....

ثقافة التدجين


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 22:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قيل الكثير من الكلام بشأن ضعف مساهمة الثقافة العربية في الجهد الفكري الانساني العالمي وغياب التفاعل المنتج المثمر للمبدع العربي مع حركة التدافع الحضاري التاريخي والاكتفاء بدور المتلقي العاجز المستقبل للمنجز الابداعي للآخر..وكان الخلل وانعدام التوازن والتقاعس المؤسف هي الصفات التي يمكن اطلاقها على هذا الوضع الذي يعبر عن تبعية واتكالية قد تكون شديدة الوطأة على المشهد الثقافي العربي ولا تليق بالثقل الابداعي لمفكريه..
خلل لم يأل مثقفونا جهدا في محاولة فهمه وتبريره وتعليل مسبباته والتي غالبا ما كانت تحال الى اتهام الآخر بالتآمر على العقل العربي المسلم والسعي الى ابقائه داخل قوقعته المحلية ومقاومة محاولاته في التوشج مع الفضاء الفكري الانساني..
تبريرات كانت تنهك الامر بحثا وتحليلا ولكنها تتغاضى تماما عن مسؤولية ثقافة التلقين التي كانت العلامة الفارقة التي تسم الحراك الثقافي العربي المحكوم بفضاء ومحددات العقيدة بصورتها السلفية المنغلقة..تلك الثقافة التي تعتمد العلاقة الشخصانية والتراتبية الصارمة المبنية على مبدأ الهامية الفكر وفوقيته وكليته وترفعه عن التفاعل والفهم المشترك المبني على الاستيعاب والنقاش والحوار وطرح الاسئلة والاكتشاف ما بين المبدع والمتلقي مما كان له الدور الاساس في التحنط الذي اصاب الفكر وأفقده حس العفوية والمشاركة والحوار..
وقد يكون للظرف السياسي المتسم بنمط الاستبداد والتسلط السائد في المجتمعات العربية دورفي اضفاء بعض القدسية واللامساس بتلك الثقافة لما تمثله من تأميم والحاق لآليات الفكر والتنوير وربطها بمؤسسة ومتبنيات الحكم من خلال فقهاء ومثقفي التكسب والولاء والارتزاق ..وهذا ما انتج حالة تلقين عامة لا تقتصر على الثقافة بل تمتد الى الوطن باكمله وناسه وقضه وقضيضه..
ومثل هذه الثقافة هي المسؤولة تماما عن شيوع حالة الوهن الفكري والاستلاب وفقدان المناعة امام الافكار الوافدة التي تضرب باطناب المجتمع العربي المسلم مخلفة اجيالا من العاجزين عن التفاعل العقلاني المتحضر..وكذلك عن انتاج هيمنة واستحكام التلقي على حياة الفرد المدجنة بالاجترار والابتعاد عن التفكير الحر المنفتح على الآخر واعلاء ثقافة الانغلاق والتوجس والتعميم والتنميط والاستعصاء وعدم تقبل تعددية الرأي او نسبية المعطيات ومصادرة الوقائع واحالتها الى الشعارات التي تمثل الكليات المقولبة الملقنة ..
واول الصواب يجب ان يكون من خلال الاعتراف بمسؤولية هذه الثقافة عن تحول الانسان الى مكب لصب المعلومات الممنهجة حسب ضوابط عليا مقننة بما لا يؤثر على ديمومة واستمرارية السلطة المستبدة..
كما ان حالة اقتران الثقافة بمفهوم التلقين والاستقبال الطائع المسلم المذعن ..هي المسؤولة عن خيار اللامبالاة التي يقصر عليها الفرد مع اول تجربة حقيقية يمر بها مع الواقع المعاش..وهي المسؤولة عن التنابز الفكري مع الآخر والتمترس خلف مقولات التقديس والخصوصية والاصالة مما يحرم المجتمع من الاستفادة من تراث انساني ضخم وفخم مكون من نتاج وابداع الفكر الانساني للقرون التي تشكل عمر الحضارة البشرية..وهي المسؤولة عن تدجين الخطاب الفكري المعاصر بما يخدم التسلط والاستبداد..اي انها مسؤولة عن الصورة الشوهاء التي تحكم مجتمعاتنا الان..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات
- لا بديل عن التعايش.. لا بديل عن الحوار
- الجهاد ضد كوفي عنان
- عصر الحرية المفتوح
- وثيقة ابو سفيان
- تساؤلات على هامش القمة
- هدم الكنائس..وما الجديد؟؟
- بلاغة القرضاوي لا تكفي
- حلبجة الشهيدة
- مقاربة متأخرة لاعلام دولة فاعل..
- الرئيس اوباما يقلب الطاولة..
- حاكم جائر طيب..حاكم جائر شرير
- الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة
- النووي الخليجي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - ثقافة التدجين