محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 15:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عصفت بالفكر اليوناني عواصف من السفسطة قبل 500 سنه قبل الميلاد
حيث لم يكن الفكر الفلسفي قد نضج بعد
فكان الصراع بين التناقضات الفلسفية
سببا لاضطراب فكري
وكان منبعها ملكة الجدل
حيث كانت تغذي السفسطائيين بأقيسة خاطئة
أنكروا على أساسها العلم وركائز الفكر
ومن قادتها غورغياس
حيث وضع كتابا في اللاوجود
• لا يوجد شيء
• اذا كان يوجد شيء فالإنسان قاصر عن ادراكه
• اذا ادركه احد فلن يقدر على ابلاغه للآخرين
وهكذا بقيت السفسطة مدة من الزمن
تعبث في العلم والفلسفة
حتى جاء سقراط العظيم
ثم تلميذيه ارسطو وافلاطون
هكذا شمر سقراط عن ذراعي الحكمة
فدحض السفسطة بأسلوب هادئ رصين
معلنا بداية عهد جديد من المنطق
تبلور في المنطق الارسطي
على يد ارسطو
قامت بعدهم محاولة للتوفيق بين الانكار القاطع وهو السفسطة
والاثبات القاطع وهو المنطق الارسطي
فجاء ما يعرف بمذهب الشك
الذي يعتبر بيرون بطله الحقيقي
بحججه العشرة
التي تؤكد على ضرورة الشك المطلق
فكل قضية في نظره تحتمل قولين ويمكن ايجابها وسلبها بقوه متعادلة
ولكن مذهب اليقين
الذي أسسه سقراط ومن بعده ارسطو
انتصر
واستطاع العقل ان يتربع على عرش الفلسفة
وذهب الشك من الساحة الفكرية
لقرون طويلة
حتى العصر الحديث
في القرن السادس عشر فبعثت مذاهب الشك والانكار من جديد
مرتدية لباس العلم والتطور هذه المرة
اذا فالشك ليس جديدا في محتواه
وهو فكر انساني
لا بد وان ننظر اليه باحترام
لان له مبرراته
التي سوف اشير ليها عند عودتي من اليونان القديم
الى الفلسفة الغربية الحديثة
وهنا ثار في داخلي شك جديد
لماذا لا يكون هذا العالم مجرد وهم وسراب
بدلا من ان اجد جوهرة هذه المرة
تعثرت بشك جديد
لم يكن بالحسبان
ولكني واصلت الرحلة
نقلها لكم
محمد الحداد
01. 06. 2012
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟