أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الشرع - قول على قول














المزيد.....


قول على قول


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 13:44
المحور: المجتمع المدني
    


اكبر في الاستاذ حسن الكرمي رحمه الله تسمية برنامجه الذين كان يذاع ولمدة ثلاثين عاما بقول على قول ولا اود معاذ الله ان اصعد على اكتاف الاموات عامتهم وخاصتهم..لكن أحدا أخذ علي صمتي عن الكتابة ولمدة او قل فترة نافت على الشهر عجت بالصراخ السياسي ،لم يكن كلام الكثير من السياسيين ذهبا حتى نقول الفضة ولم يكن من فضة حتى نقول (التنك) .لقد اوحت الي ذكرى علامتنا الكرمي ان استعير اسم مؤلفه الشهير الذي نشر في ثلاثة عشر مجلدا ان اتخذه عنوانا لهذه السطور..ليس اقتباسا او تبركا او (حوسمة) انما قصدا وانتفاعا واعجابا.
امر يوميا وانا ذاهب الى عملي في الجامعة المستنصرية بشارع تشرف عيه بعض المؤسسات الثقافية ومباني الكليات ومنها المكتبة المركزية لجامعة بغداد التي كان لا يكاد يمر اسبوع دون ان نزورها قارئين او مستعيرين .اكاد اجزم ان لا احد من طلبتنا او العاملين في امانة بغداد او شرطة مرور رصافتها يعرف اسم هذا الشارع ، قلت لسائق تكسي وانا اصف له وجهتي :انني ارغب في الوصول الى شارع صفي الدين الحلي ،لكن الرجل ابدى استغرابه قائلا :(لازم الحجي مو من بغداد)!..اقول ما قاله صفي الدين الحلي:
قـالَت تَـناسَيتَ قُلتُ عافِيَتي قالَت تَناءَيتَ قُلتُ عَن وَطَني
قالَت تَخَلَّيتَ قُلتُ عَن جِلدي قـالَت تَغَيَّرتَ قُلتُ في بَدَني
كان السائق الشاب يستمع الى دعاء بنبرة بكاء تبثها احدى المحطات المحلية عندما اسمعته هذين البيتين ،تظاهر بالتأثر قائلا :انت شاعر؟قلت لا: قال كيف حفظت البيتين :قلت هما من قصيدة مغناة لمحمد عبد الوهاب،هنا استغرب وقال على الفور ناصحا: اليس ذلك بحرام ياحجي.هنا كان السكوت اولى.لكنه سرعان ما غير المحطة الى محطة اخرى ،فمن اهم مظاهر التغيير الذي اعقب حرب عام 2003 و ما ترتب على الاحتلال كثرة المحطات الاذاعية والتلفزيونية وكثرة المسؤولين والسيارات والجدل البيزنطي والافلاطوني وسعة رزق الكبار وضنك عيش الصغار وسعة صدر الاخيار وضيق ملابس الصغار والقول على القول!. هذه اغنية لفيروز لخاطرك حجي! هكذا كانت ردة فعله تجاه صمتي.
ياغصن نقا مكللا بالذهب افديك من الردى بامي وابي
ان كنت اسأت في هواكم ادبي العصمة لا تكون الا لنبي
هل هي كذلك ياحاج ..العصمة لا تكون الا لنبي ؟ وماذا عن عصمة الائمة عليهم السلام؟ ..سائق التكسي يسألني سؤالا ترتيت عليه اثار الحكم والسياسة والدين ليس في العراق وحسب وان كان تاثيرها اكبر بل في سائر اغلب البلدان الاسلامية الاخرى.طرح السائق سؤاله هذا وهو الذي كان قبل لحظات يستمع من المذياع الى مجموعة توسلات ائمته المعصومين للهداية وان يجعلهم من المظلومين لا الظالمين قلت له اللحن جميل والكلام بسيط لا يحتمل الكثير من التاويل والتفلسف ،آلا ترى ان الناس لا يجب عليهم ان ياخذوا عقائدهم من الشعراء قال :فما بالك من يعبد الحشرات والحيوانات والاحجار ،الم يكونوا متخذين من هو ادنى من ان يكون شاعرا؟ كان صاحببي بارعا في الرد الى درجة جعلني اتفق معه عندما تذكرت باقي بيتين اخرين من القصيدة ذاتها
لو صادف نوح دمع عيني غرقا او شاهد لوعتي الخليل احترقا
او حُملت الجبال ما احمله صارت دكاً وخرموسى صعقا
تذكرت في هذه اللحظة انني يجب ان أخبر زوجتي بامر مهم نسيت ان اقوله قبل ان اغادر المنزل لكن عبارة على شاشة هاتفي المحمول ذو الشريحتين أخبرتني مايأتي (مكالمة غير مسموح بها) ثم (بدا خاوا) ثم ..لا يمكنك الاتصال... قلت في نفسي: رحم الله حسن الكرمي، لقد كان رجلا انكليزيا سحنته عربية وثقافة عربية..
قول مريح وقول مستريح ،لكن خوفي ان القول كله لم يغادر السياسة..ثقافة وادبا وشعرا وعقائدا وعلاقات عامة وخاصة، فأين تذهبون؟.





#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلول المنقول و دلالة المعقول
- سعدي
- مذكرات زبال في ليلة رأس السنة
- مقامات عراقية
- هو الأفضل
- في الثقافة العراقية
- أفاعي الناصرية
- رمضان كريم
- سباستيان سوريا
- الشهادة لله
- صحة صدور
- منطق المشمول في علة المعلول
- أصبوحة بغدادية مغبرة
- ...آسف لقد رفضني الرفاه الأكاديمي
- كركوشات حديدات
- ام المكارم
- المزغرفون في الوقت الضائع والجزاء الاوفى
- خوش ولد
- رحماك بول يرحمك الله
- ماذا لو صح الصحيح


المزيد.....




- شاهد.. تواصل الإنفلات الأمني في سوريا مستهدفا الأقليات!!
- خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق ...
- كاميرا العالم توثّق مشاهد تسليم الأسرى من ميناء مدينة غزة
- ماذا نعرف عن عاطف نجيب المتهم بتعذيب الأطفال في سوريا؟
- مصر.. الحكم بالإعدام غيابيا على محمود فتحي المقيم في سوريا
- وصول الأسرى المحررين بصفقة طوفان الأقصى للمشفى الأوروبي بخان ...
- مكتب إعلام الأسرى: إفادات المحررين تكشف تعرضهم للضرب المبرح ...
- بدء خروج الأسرى الفلسطينيين المحررين المبعدين من معبر رفح با ...
- شاهد/ إحتفالات في خانيونس بعودة الأسرى وتأكيد على محورية الم ...
- تفاعل غير مسبوق بعد اعتقال عاطف نجيب، المتهم بـ -قتل الطفل ح ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الشرع - قول على قول