أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - احمد مصارع - سحقا لحضارة البلاستيك ..














المزيد.....


سحقا لحضارة البلاستيك ..


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:02
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


سحقا لحضارة البلاستيك ..
العالم يحتضر , والسماء تختنق , والأرض تتنفس بصعوبة بالغة .
من تلك الصناعة البلاستيكية التي صبت لعنتها من جحيم الصناعات الكيميائية , نتجت مكتبة كاملة من أنواع الأغلفة البلاستكية المسمومة ,التي دخلت الى أسواق الاستهلاك العالي , وفرضت نفسها بقوة لسهولة استعمالها , والحاجة إليها , وبدون تحفظ .
الأكياس البلاستيكية بكل أنواعها ملقاة بإهمال على الأرض , كئيبة وشاحبة المنظر تبعث في فضاء النظر روح الاشمئزاز والقرف و بعد أن كانت تملأ الرفوف زاهية ومزدانة .
الريح تتقاذفها من مكان لآخر , مغبرة تارة , ومبلولة تارة أخرى , وفي حالة نشاز فظيع .
فوضى استهلاك الأغلفة البلاستيكية , وعدم وجود ضوابط بيئية , في جمعها , وحصر مناطق معينة لمعالجتها , إما بإعادة تصنيعها , أو بالتخلص منها بطرق علمية , تجنب السماء السحب الدخانية السامة المنبعثة من احتراقها
فالأرض ترفض أن تدفن فيها و خوفا منها على حشراتها وعلى أعشابها ونباتاتها الخضراء .
الأرض التي تمد صانع الفرفوري والخزف بعجين هو من عظام البشرية , كما وصفها احد عباقرة الدنيا عمر الخيام , وهو يوصي الفنان بالرفق مع العجين الأرضي .
العشب يختنق من تلك المواد البلاستكية التي لا تتحلل , لأنها تركيبية الصنع كيميائيا فان تحللها البطيء إن حدث يقتل الأرض بلا شفقة ولا رحمة .
الحرب الخفية على البيئة , أسوأ ممن يقال عنهم يزرعون الأشواك , أو يحرقون الغابات , الأمر الذي يمكن للبيئة أن تعوض كل تلك الخسائر في فترة نمو لوغارتمية من التكاثر مرة أخرى لمجرد العمل على إحيائها , وهو غير ممكن مع ما تحدثه الفضلات البلاستيكية القاتلة .
ينبغي على الهيئات الدولية أن تنظم حملات توعية حقيقية للشعوب والدول لمواجهة هذا الخطر المتعاظم ,الذي يهدد البيئة بشكل فظيع , وعن طريق فريق من المختصين الذين يدرسون السبل الأنجع في التخلص من الأضرار البيئية المحتملة لهذا الإهمال .
البنية التحتية للبيئة هي للحشرات والبكتريا والنبات , وكلها مهددة من خطر المواد السامة , لأنها مواد ضد حياتية
تسبب الاختناق , والتصحر , والجفاف , ولكي لا ينافس البيئة الطبيعية , بيئة اصطناعية قميئة , ومع مرور الزمن ستختفي النباتات الطبية النادرة , وربما تتبعها أنواع من الأعشاب والزهور ...
هل سيأتي يوم نصرخ فيه فرحا تعالوا وشاهدوا هذا المرج الأخضر .
لقد اطلعت على إحدى تجارب مدينة , كانت تلقي مثل تلك الفضلات في احد الوديان القريبة من سدها الكبير , وكانت الأمطار الغزيرة تجرفها نحو بحيرة السد , التي تحجز أكثر من مليار متر مكعب من الماء العذب , وخلال سنوات قليلة , وقعت الكارثة , وصار للماء طعم ونكهة البلاستيك المنفرة ,
لم يلاحظ الناس خطورة شرب تلك المياه النايلونية , حتى انتشرت آلاف من حالات القصور الكلوي , ألذي يتطلب أجهزة مكلفة لغسيل الدم , وهي عملية مؤلمة للإنسان , وتلف الكبد , والدماغ , وظهور أعراض الشلل , وفقدان الذاكرة , وتساقط الشعر ...., وكلها أعراض كارثة بيئية , يصعب حلها .
مشاكل صحية مكلفة للغاية , وعملية حفر آبار وسط أحياء المدينة , والماء فيها غائر , أما الحل فهو من أعقد ما يكون , من يستطيع تنظيف بحيرة ؟ وليس من السهل تفريغها , والفائدة من مياه محتجزة ونظام ري في مدينة متوسطة الحجم , ومن الأنابيب التي أصبحت تقدم مياها لا تصلح الاللغسيل ...
لنتخيل أن مثل هذا التلوث يصيب أمطار السماء , ما لذي سيحدث آنذاك ؟!
لنهتف معا سحقا لحضارة البلاستيك ولنعمل جميعا على حماية البيئة من التلوث , ولكي نضمن لعظامنا حين تتحلل أن تعود زخارفها الى تربة ذاكية .
احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوار سعيد ,هل من مزيد ؟
- الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟
- هل الحزب الشيوعي العراقي .. شيوعي ؟
- جلاقه .. وليسلم العراق
- دعوة الى بعج السفينة ؟
- بين الصقور والحمائم هل تجرد العمائم ؟
- عقل معتاد وعقل خارق للعادة ؟
- الأ فلتحيا تشي غيفارا
- ثقافة السلطة وسلطة الثقافة ؟
- الشرق ولغز الثنائيات الجديدة ؟
- عود على بدء
- خطاب الرئيس بوش ونيران الحرية
- ثنائيات متعالية على الحياة
- المسلسل العربي , دراما بدون حياة أم ضدية مدنية ؟
- الليبرالية الجديدة والأبورغالية القديمة
- من لايعرفك يحرش الكلاب عليك
- السيناريو الأبيض والسيناريو الأسود
- عيد أب رحيم في تحطيم كل ماهو صنيم
- ظواهر تستحق الأمل
- عيد أب رحام في تحطيم الأصنام


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - احمد مصارع - سحقا لحضارة البلاستيك ..