عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 19:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وكالعادة فى كل الثورات فالثورة يحلم بها حالم وينفذها ويقوم بها مجنون ويقطف ويجنى ثمراتها انتهازى وكنت أشكك فى نفسى وأقول أن ثورة مصر ستكون وقعا مختلفا ولكنه وللأسف الإنسان سيظل هو الإنسان فى أى زمان وفى أى مكان كان .
فى كل ثورات الدنيا دائما ترفع الشعارات الثورية أولا فتدخل عليها شعارات دخيلة تسبب انزياح للشعارات الأولى وتحل هى محل الشعارات الأولى .
ثورة مصر بدأت بشعار " عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية " دخل عليها شعاران الأول يحمله أذناب النظام البائد " الفلول " وهو شعار الأمن أولا ومن قبله دخل الشعار الثانى شعار الإنتهازيون الأصوليون أصحاب الإسلام السياسى " الإخوان والسلف ومن شابههم " بشعار تطبيق شرع الله أولا وهكذا نرى أن الشعارات الدخيلة تدمر اى ثورة ويستمر الانتهازيون فى رفع شعاراتهم الجوفاء ليكسبوا تأييد الناس ولتكون لهم الغلبة وليصلوا إلى سدة الحكم والتسلط " وترجع ريما لعادتها القديمة " وهذا هو الإلتفاف على الثورة .
لقد تم وكما فى كل ثورات العالم سرقت الثورة المصرية من أيدى الثوار وأصبحت الآن بين خياران كلاهما مر
الخيار الأول :- نموذج رومانيا وهو أن ينجح شفيق وبهذا يتم إعادة إنتاج النظام القديم بجبروته واستبداده وفساده ومن هنا يتم سحل الثوار ويتم ايداعهم السجون والمعتقلات ونغرق فى بحور من الدم .
الخيار الثانى :- وهو ليس بأفضل من الأول فينجح مرسى ويصبح عندنا هو هو النظام الأول نسخة مكربنه مع فارق أنه سيكون شيخ فبعد نجاح مرشحهم الإستبن سيكون فى ايديهم " مجلسى الشعب والشورى والتأسيسية للدستور والحكومة والرئيس " يعنى من الىخر حزب وطنى آخر ولكن الكارثة بنموذج إيرانى .... وبين النموذجين رمانيا وإيران تدور رحى الثورة المصرية فإما أن تفشل وإما أن تنجح وهذه هى معضلة الثوار فهم بين رحى مصيبتين لأن الإخوان لو نجحوا فى الإستفراد بالسلطة سيسلخوا معاريضيهم باتهامات التكفير كما كان النظام السابق يتهم معاريضيه باتهامات التخوين والعمالة ولكن للأسف اتضح أن الكل عميل مصلحته الشخصية ولم يعمل أبدا أحد على أن يكون عميلا لمصر أو الثورة .
الإخوان الآن يدعون كل القوى الثورية للوقوف إلى جانبهم ولكن هيهات فإين كان الإخوان عندما سحلت تلك القوى فى محمد محمود ومجلس الوزراء كانت تجلس تنتظر نتيجة كراسى البرلمان وياليتهم سكنوا فى صمت إلا أنهم أشاروا بأصابع الإتهام للقوى الثورية بأنها عميله وخائنه وأنها ممولة من الخارج وتضرب ترامادول " على رأى نائب الترامادول "
والسؤال الآن
هل تقف القوى الثورية خلف الإخوان فيخون الإخوان الخلان مجددا ويكون مصير الثوار كمصير ثوار إيران أم هل تقف مع شفيق ثم ما يلبث أن يسحلهم شفيق كنموذج رومانيا
أم ياترى
سيكون لثورة مصر طبيعة مختلفة وسيشهد التاريخ ان مصر قامت بها ثورة ولم تقم فى نفس الوقت .
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟