|
من مايكل جاكسون إلى صدّام حسين ..!
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:00
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مسامير جاسم المطير 822 لابد من الاعتراف أولاً أننا نحن العراقيين أقل الناس اهتماما بممارسة الرياضة كالركض في الحدائق والشوارع كما يفعل الهولنديون ، ولا نمارس رياضة الملاكمة والمصارعة وكمال الأجسام كما يفعل الأمريكيون لذلك صرنا نحن أيضا أقل الناس اهتماما بالحركة ولا نركض مثلما يركض لاعبو كرة القدم الساعين من أجل الوصول إلى الهدف .. لذلك فنحن غالبية نحمل كروشا كبيرة تعيقنا عن أداء واجبات العمل اليومي وتجعلنا نفكر يوميا بـ " قوانين " الرشاقة أكثر من أي " قانون " آخر ..! وقد علمتُ أن القضاة المكلفين بملف صدام حسين هم من أصحاب الكروش – والعهدة على الراوي - وهم مشغولون بتخفيف وزنهم ليكونوا قادرين على حمل ملفات محاكمة المدعو صدام حسين كي يمدّوا عمر محاكمته إلى الألفية الرابعة وليست لديهم سرعة الحركة ليضعوا كرة جرائمه الكثيرة بشباك الهدف بوقت سريع أو خلال الدقائق الأولى من المباراة كما يفعل مدرب الفريق البرازيلي في كل مباراة ..! محاكمة صدام حسين هي في الواقع " قضية القضايا " ينتظرها الشعب العراقي كله . لو كان محمد مهدي الجواهري حيا لأتحفنا بقصيدة ثاقبة يجيب فيها على أسئلتنا جميعا ( لماذا لا تحاكموا صدام حسين أيها القضاة العراقيون ..؟) تلك الأسئلة المتواترة في أفواه الناس وقلوبهم منذ أن وضع الرئيس الموجوع في غرفة صغيرة يسمونها الحبس تحيطها حديقة صغيرة مهمتها تصريف أفعال وانفعالات دكتاتور القرن العشرين الذي أراد أن يمد جبروته إلى القرن الحادي والعشرين ..! أما لو كان الشاعر حسين مردان حياً لأتحفنا بقصيدة رائعة مطلعها: امتلأت كروشنا واللهِ بالصبر والصبير ساء منها أهل مخمور والزبير ..! كان من المقرر أن تبدأ محاكمة الرئيس صدام حسين المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية قبل الانتخابات البرلمانية حسب تصريحات بعض " القادة " العراقيين الدائمين و المؤقتين لكي تصبح هي المحاكمة الأشهر في القرن الحادي والعشرين ..! لكن قادتنا لا يبرون بوعودهم ، وما أكثرها ، والعياذ الله ..! فالناس العراقيون لا يمتلكون أنفاس الصبر ولا حتى "دخان سيكَاير الصبير " لأنهم صبروا طويلا في المقابر الجماعية للأموات والأحياء وليس بإمكانهم بعد الآن أن يظلوا زمنا أطول في بحر شاسع من الصمت ..! يبدو أن تدخلاً أمبرياليا أمريكياً كان سببا رئيسيا في تأجيل المحاكمة الصدامية لأن القيادة الأمريكية العليا قررت أن تكون محاكمة المغني العالمي ( مايكل جاكسون ) المتهم بالتحرش الجنسي ضد طفل أمريكي مريض هي المحاكمة الأشهر في هذا القرن ..! لكن السبب الرئيسي ، كما يبدو ، هو أن قضاة محكمة مايكل جاكسون ليسوا مكرشين كما شاهدتهم في شاشة التلفزيون ..! بينما قضاتنا العراقيون مكرشون كما قال صاحبي البغدادي ..! لذلك فازت محاكمة جاكسون بلقب محكمة العصر ..! حضر نجم البوب متبخترا ، وعند دخوله بوابة المحكمة شاهد الناس مايكل جاكسون بابتسامته الأنثوية .. كان يرتدي زيا أبيضا يعطي (إشارة النصر ) ، كما كان يفعل المرحوم ياسر عرفات ، للجماهير العريضة التي أتت إلى مدينة سانتا ماريا بكاليفورنيا للتعبير عن مساندتها لهذا الفنان المظلوم .. ! وتكرر نفس مشهد إشارة الانتصار ( V)عندما خرج جاكسون من قاعة المحكمة لتناول الغداء..! فهو يعتقد أنه فاز على صدام حسين بنيل لقب " متهم " العصر ..! ثمة شيء ، تدعوني خلاله المخيلة للتصور أن صدام حسين سيوجه أيضا " شارة النصر " حين يدخل إلى قاعة المحكمة المرتقبة أو حين يخرج منها ..! ثمة احتمال آخر أن رئيس الوزراء العراقي القادم سيوجه " شارة النصر " أيضا ربما في مؤتمر صحفي خاص حين يرسم في الشاشة الفضائية موعد تقديم صدام حسين إلى المحاكمة التي ربما يعايشها الجيل الحالي من العراقيين والجيل القادم وربما " اللي بعدو " بموجب " خياليات الديمقراطية العراقية الجديدة " التي تسبب الصداع القوي في رؤوس الشعب العراقي كله سواء ممن كانوا ضحايا نظام صدام باشا الكبير أو ممن صاروا أيتاما له ..! تصوروا أن أول جلسة في محكمة مايكل جاكسون أطلع فيها القضاة على شهادة 300 شخص بيوم واحد فقط ..! فماذا سوف يكون وضع القضاة العراقيين وهم يستمعون إلى آلاف الشهود العراقيين ، من الداخل ومن المجرين في الخارج ، في بلد أشتعل بنار القمع والقتل والإرهاب في الستينات والسبعينات والثمانينات ممتدة جرائمها حتى مطلع الألفية الثالثة التي كان بطلها جميعا شخص واحد أسمه صدام حسين ..! كم سنة تحتاج المحكمة العراقية الجليلة كي تستمع للشهادات بعد تنزيل وزن الكروش ..! إذا كانت جميع فواصل ومحطات ومواقف ونشاطات حياة مايكل جاكسون قد نقلت المسرات إلى الشباب ، إناثا وذكورا ، وإلى الأطفال أيضاً ، فأن سِفر حياة صدام حسين كان أجوفا لم تنطلق منه غير النيران التي أكلت الشبان ، إناثا وذكوراً ، وحتى الأطفال ..! أنكر المغني الأمريكي 10 تهم بالتحرش وواحدة بالتحايل على القضاء، وفي حالة ثبوت التهم ضده، قد يسجن لـ21 سنة كمدة قصوى.. ! فهل يستطيع صدام حسين أن ينكر 10 تهم وليس غيرها من جرائم ضد الإنسانية قد يحكم عليه بثبوتها أكثر من مليون سنة ..! كان مايكل جاكسون قد وجه رجاءا مفعما بالعاطفة في أن يحصل على ( محاكمة عادلة ) في التهم الموجهة إليه. تماما كما طالب محامو الدفاع عن صدام حسين بأن تكون محاكمته عادلة ..! وصف جاكسون في شريط فيديو تغطية وسائل الإعلام للقضية بأنه شيء "مقزز وكاذب". يا ألهي أنا أتخيل كم ستكون جرائم صدام حسين مثيرة ومقززة ..! وأضاف جاكسون قائلا : "لدي ثقة عالية بنظامنا القضائي، وأنا أستحق محاكمة عادلة مثلي في ذلك مثل أي مواطن أمريكي آخر". ثم هتف بعض مؤيديه بالحرية لمايكل جاكسون وصدام حسين ..!! وقد تقدم أكثر من ألف صحفي بطلبات للتسجيل في مدينة سانتا ماريا حتى يتسنى لهم قانونيا تغطية المحاكمة. ووصف جاكسون جميع الأحداث التي تلت ذلك بأنها "كابوس". فكم من الصحفيين الفرنسيين ، والإسبانيين والغواتيماليين و الصحفيات النمساويات والألمانيات والمكسيكيات و من الإذاعيين الصينيين والكوريين والبونجيين سيقدمون طلبات الموافقة على حضور محاكمة صدام حسين وكم من الكوابيس سيواجهون ..! كانت بعض تفاصيل شهادات المحلفين المحتملين في قضية مايكل جاكسون قد تسربت إلى وسائل الإعلام في وقت سابق من يناير/كانون ثاني الحالي رغم الاحتياطات التي أخذها القاضي الرشيق ( رودني ملفيل ) لتفادي خروج أية وثائق من المحكمة ..! مما دعا بعض المهتمين بمحاكمة صدام حسين أن يوجهوا أنظار القضاة العراقيين إلى ضرورة ضبط ملفات الاتهام الموجهة لصدام حسين كي لا تطول محاكمته لثلاثة عقود ونصف ..! أيها السادة قضاة العراق الجديد ، لا تنشغلوا بأكل السكريات والنشويات والحلويات فسوف لا تحصلون منها سوى المزيد من السمنة والدهنيات وعندئذ تخسرون ونخسر ..! وتذكروا دائما أن قضايا المحاكمات العالمية تجذب اهتماما خاصا من الناس في أرجاء المعمورة ومن رجال الأعلام وتأكدوا أنكم ستكونون نجوما عالميين محظوظين في جميع الشاشات الفضائية في العالم كله إذا ما أسرعتم بمحاكمة صدام حسين .. ! أنتم تربحون والشعب العراقي يربح ..! أنتم ستربحون التحرش الجنسي من أجمل نساء العالم ..! والشعب العراقي يربح الحرية ..! أما التاريخ الإنساني فأنه يربح محكمة العصر ..! الخاسر الوحيد في محاكمة صدام باشا الكبير هو كادر قناة الجزيرة الفضائية ومن لف لفها ومَنْ أكل أُكلها ومَنْ بعررَ على شاشتها ..!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 31 - 1 - 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوقاية من سرطان البروستاتا والقولون واللسان ..!
-
العراقيون مارسوا الرياضة الانتخابية الصعبة ..!
-
مسامير جاسم المطير 819
-
مسامير جاسم المطير 818
-
مسامير جاسم المطير 817
-
الكـــــــذابون ..!!
-
مسامير جاسم المطير 815
-
حازم الشعلان يبحث عن المبادئ ..!!
-
إلى هيئة العلماء مع الاحترامات ..!
-
عيدكن مبارك يا حوريات الجنة ..!
-
نحن بحاجة إلى سايس خيول ..!!
-
أخطاء الحكام العراقيين الجدد تسعد الفضائيات ..!!
-
مسامير جاسم المطير805
-
الفساد لن يعطس مهما اشتد الزكام ..!
-
مائة عدو لا يستطيعون إفسادك .. فلم واحد يستطيع ..!
-
مسامير جاسم المطير802
-
الأغبياء إذا اتحدوا يمكن أن يكونوا ا قوة ..!
-
مسامير جاسم المطير 801
-
مسامير جاسم المطير 800
-
مسامير جاسم المطير 776
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|