دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اشوريين ، كلدان، سريان ، ايزيديين وشبك
ذكرت وكالات الانباء ان المواطنين العراقيين من الاخوة الاشوريين والكلدان والايزيديين والسريان والشبك في منطقة سهل الموصل ( بعشيقة ، بحزاني ، برطلة ، القوش ، بخديدا ) لم يتسنى لهم المشاركة في الانتخابات العراقية ، لان صناديق الانتخابات لم تصل الى تلك المناطق رغم الاندفاع الكبيرللمواطنين بغية المشاركة والادلاء بأصواتهم .
وقد عبر زهور العراق في سهل الموصل عن سخطهم بالاحتجاج والتظاهر والتي كانت بحد ذاتها صورة مشرقة ومفردة من مفردات مسيرتنا الديموقراطية الجديدة .
ولكن قوة الملحمة و الانجاز الكبير الذي حققه شعبنا العراقي اضافة الىالجهد المميزللعاملين في المفوضية العليا المستقلة والمشرفة على سير العملية اضافة الى عشرات الاف من العاملين في الوطن وفي المهجر لايلغي حقنا بتحديد السلبيات التي رافقت الممارسة الديموقراطية .
ان عدم الكشف عن ظروف وملابسات القضية او الاشارة الى حجج غير مقنعة اضافة الى اجماع الصمت حول الموضوع يجعلنا ان نتساءل معهم( لم الاصرار واستخدام كل السبل من اجل اشراك مناطق معينة في العراق لم تشارك في الانتخابات وفي افضل الاحوال شاركت باندفاع اقل لاسباب متعلقة بالسياسة او سيوف الارهاب ؟ . في حين يتم مصادرة صناديقنا الانتخابية بل مصادرة ابسط حقوننا الانسانية بالتعبير عن طموحنا وحقنا في بناء العراق الجديد من خلال ترشيح ممثلي الشعب ؟.
ان الحديث عن هامش الخطأ والتجاوز وامكانية حدوثها حتى في ارقى المجتمعات الديموقراطية مسألة ليست بحاجة الى براهين ، ولكن لم هامش الخطأ مع جذرنا التاريخي ( اشوريين وكلدان وسريان وايزيديين وشبك ) .
ان غياب اصوات القوائم المتنافسة بالاحتجاج على عدم اشراك سكان سهل الموصل في الانتخابات العراقية والذي راح ضحيتها مايزيد عن 150الف صوت عراقي كان يأمل بممارسة حقه وطموحه في بناء عراق الغد مسألة بحاجة الى دراسة.
ويمكننا القول ان الاستثناء كان الموقف الواضح والايجابي لقائمة التحالف الكوردستاني التي تابعت الامور وطالبت بشكل مستمر على مدى ساعات الانتخابات بارسال الصناديق الى تلك المناطق ، نعم فقد سمعنا صوت ضحايا الجغرافية ( الكورد ) بالوقوف مع ضحايا التاريخ ( اشوريين وكلدان وسريان وايزيديين وشبك ).
ان مصادرة الحق الانتخابي يذكرنا بمصادرة الهوية الوطنية للكورد الفيليين وهذا يجعلنا ان نتساءل عن كون الاشوريين والكلدان والسريان والايزيديين والشبك النسخة المعدلة لمعاناة الكورد الفيليين في زمن التحول الديموقراطي) .
ان اجراء الانتخابات في المناطق التي همشت والتحقيق في الموضوع ومحاسبة المسوؤلين عن الموضوع مطلب عادل لحين كتابة الدستور والتي يجب ان يشير بشكل واضح وجلي في بنوده الى كون من تم قمع والغاء حقهم الانتخابي في سهل الموصل كانوا البدء وبهم بدأ العراق ، وحينها يمكننا ممارسة عشق العراقة وقراءة الحجر الاول للحضارة الانسانية التي كانت في العراق.
#دانا_جلال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟