|
ستراتيجية ما بعد الانتخابات
عبد الاخوة التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( ستراتيجية ما بعد الانتخابات )
يقول الاديب المسرحي ((مكدونالد هاستنكرز)) في مسرحيته (الخطيئة الجديدة) عام 1912 ( لا يحق للمرء ان يعيش في حين ان موته يشكل مسرة وسعادة لبقاء الاخرين ) هذا القول يدعوني لان ابحث عن جوهر ما تقوله البلاغة عن مطابقة الكلام لواقع الحال مع شخص اوجماعة اجتماعية ليرتبط بظاهرة يكونها الفرد او عائلة اذ ان للافراد خصوصيات تتأثر سلباً او ايجاباً بالمحيط وبالواقع الاجتماعي والسياسي او المركز الاقتصادي , ولكن لهذه الخصوصيات طفرة خاصة عندما تتجسد في سلبياتها عند شخص تقوده ظروف موضوعية لتجعل منه العنصر الذاتي في قيادة شعب او امة لتأليهه وصناعة خلفية له لتجعل منه يرى ما في نفسه ما لا يراه في الجميع غيره بما فيهم اقرانه من يتماثلون معه في المسؤولية .من هنا تبدأ الخطورة .. بأبعاد فكرية وفلسفية . فالشوفينية , والابداع في التعسف والغاء الاخر او تصفيته والتفنن في انواع التفرقة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والاثنية , كل هذه المثالب بالسوء الحظ انها تجسدت في اوضح صورها, انها تكونت في الشخص الظاهرة ولاكون سريعاً فيما وصلت اليها من نتائج سريعة ولا اقول لقد اهدرت الحرب العراقية الايرانية من الموارد العربية ( العراقية والخليجية ) ما يقارب ( 300 مليار دولار ) عدا الاضرار بالمنتجات وتخريب البنية التحتية والتي تقدر بحوالي ( 50 مليار دولار ) مضافاً اليها تخريب النفس البشرية والانكى من ذلك الموت الجماعي و ما خلقه من بؤس وتدمير بنية المجتمع الاساسية . ما معنى ان يتحول الفرد الى ظاهرة سيئة .. ولتفسير ذلك علينا الرجوع الى عام 1982 وعندما استيقظ العالم العربي على ارتفاع اسعار النفط خلال السبعينات من دولارين و 78 سنتاً للبرميل الواحد في 1968 الى 18 دولار عام 1978 والى 35 دولار للبرميل الواحد عام 1982 بعد اضراب عمال النفط في ايران مما جعل الدول المستهلكة للنفط ان تقوم بترشيد استهلاك النفط وبعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية وخروج الدولتين على اتفاق الاوبك تدنى سعر النفط ثانيةًًً حتى وصل في عام 1986 من 35 دولار الى 10 دولارات للبرميل الواحد ولم ينعكس ذلك سلباً على اقتصاد البلدين المتحاربين بل احدث تغييرات جوهرية في بنية الاقتصاد العربي والعالمي .. انعكس تراجع اسعار النفط على موقع قرار العرب في الاقتصاد العالمي ففي عام 1974 حين بدأت آثار الهزة القوية لارتفاع النفط اضطرت دول الغرب للاقتراض من الدول العربية النفطية حين اتفقت بريطانيا مع الكويت لكي تقوم دولة الكويت بدعم الجنيه الاسترليني مقابل قيام الحكومة البريطانية بضمان الاموال الكويتية في مصارفها بحيث لا تتدنى قيمتها على الاسترليني . اما في العام 1991 وبهذه المدة القصيرة فيكفي الاستشهاد بان ميزانية بنك واحد في اليابان وصلت الى ضعف مجموع احتياطي كل الدول العربية كما ان ثالث اكبر بنك في فرنسا (الكريدي ليونيه) يمتلك ودائع اكثر من احتياطي السعودية والامارات في عام 1990 لقد فقد العرب مكانة القرار في عالم المال نتيجة لسوء استخدامه وانعكس ذلك ايضاً على مكانة القرار السياسي في المحافل الدولية بالاضافة الى تدني الموقع الاقتصادي وبحسابات بسيطة لسوء استخدام العرب لعائدات البترول بين الاعوام 1980-1989 والتي قدرت ( 1120 مليار دولار ) تريليون ومائة وعشرون مليار دولار . فكانت توظيفها بالشكل التالي :
الاسم مليار دولار النسبة المئوية الدفاع والامن 426 38% التنمية الاقتصادية والاجتماعية 267 23.8% الخارجية 217 19.4% الانفاق الحكومي العادي 200 18.8%
نستنتج من الجدول اعلاه ان الانفاق الحكومي والامن والخارجية كانت لها الحظوة والاهمية على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا بالضرورة يعكس لنا عقلية وسياسة الانظمة وطبيعة ابتعادها عن تنمية مستدامة وتقوية اجهزة حماية النظام وتسويغ وتكريس الجهل والتخلف من خلال ابعاد وتعطيل كل ما من شأنه ان يخلق بيئة حضرية اساسها الارتباط بالتقانة العالية وما يرافقها من تغيير في بنية المجتمع واعادة انتاج وسائل المعرفة وبناء الانسان على وفق مقتضيات الضرورة والحرية كمفاهيم فلسفية املتها سمة العصر وقوانين التطور . كذلك يجب ان نقول ان الحكومات العربية لم تكن قد احسنت خيار اولوياتها في اتخاذ القرارات وقوانين وتشريعات ولم تحسن الا تبديد الكثير من الاموال وبطرق شتى ومنحت للانسان العربي المتمدن حرية حقاً في اختياره ولكن اي خيار....؟!! نعم للمثقف العربي خياران يموت شنقاً او رمياً بالرصاص هذه الحرية والسياسة افرزت اقتصاد متخلف رافقه تخلف اجتماعي واضطهاد لحقوق الانسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص مع تعزيز ارضية صالحة وثقافة للارهاب وبيئة مناسبةلتعميقه مع ارضية صالحة لتبييض صورة الحكام واظهارهم اعلامياً بمظهر يختلف جذرياً مع سلوكهم وتسخير وعاظ السلاطين لتزيين واقعهم السيء افراد وعوائل جنت كثيراً على الشعوبوما القول ( لا يحق للمرء ان يعيش في حين ان موته يشكل مسره وسعادة لبقاء الاخرين ) الا ما يمكن ان نقول عنه بكونه قد احتوى على كل ما تحمله البلاغة من مطابقة الكلام على واقع الحال.ومع ذلك فان التعايش مع هكذا واقع يقتضي من الشعوب ان تعيد النظر بستراتيجيتها وان منطق التطور سيفرض نفسه عنوة على من لا يستجيب لشروطه على عكس من اقحام التخلف عنوة بمواجهة تيار الحضرية والتمدن ومقاومة قوانين العصرنة التي كونتها الاتصالات الالكترونية واصبح اختراق الحدود واحد من ابرز سمات العصر كما ان الثقافة صارت لها ميزات ومعالم تختلف جذرياً عما كانت عليه قبل قليل من السنين واصبح التقارب المعرفي عنصراً من تقارب الحضارات الشعوب مع بعضها مع الحرية في احتفاظ من يريد الاحتفاظ بخصوصيته وفرض الحوار بديلاً عن مصادرة الرأي وحل مفهوم النسبية في حسابات الواقع الاجتماعي وتحديد البرامج بديلاً عن الافكار الشمولية وايجاد البدائل العلمية بديلاً عن حرق المراحل في بناء الدولة العصرية .ان تحقيق العدالة الاجتماعية لم يعد مرهوناً برغبات هذا الحاكم او ذاك القائد بقدر ما صار يخضعلدراسة هذا المعهد وتلك المؤسسة وما دور الدولة او الادارة الا التنفيذ لهذه الدراسات . وعلى الحكام في عالم الجنوب ان يعوا ذلك .ان معرفة بعض العوامل الموضوعية التي نستطيع تشخيص اسباب النمو لبعض المجتمعات واسباب التعثر للبعض الاخر واثارة سؤال لماذا كان حظ اقطارنا التعثر حتى الان ؟لعرفنا ان ديناميكية عنصر العمل كماً ونوعاً تلك التي تدخل في النمو الاقتصادي بما يتعارف الاقتصاديون عليه برأس المال البشري ولابد لنا ان ننظر الى التقدم المعرفي والتقني ومدى مساهمته في النمو الاقتصادي من منظور عالمي حتى نؤمن بان التعثر ليس بالضرورة مكتوباًعلينا الى الابد لابد لنا ان نحلل وان نقر ان لدينا الامكانيات والقابليات ما يجعلنا ان نكون سريعين باللحاق بالركب العالمي واعني بذلك الخصوصية العراقية بعد التغير وكذلك بعد الانتخابات اذا ما عملنا وفق ما يلي :- 1. ان يصار الى ايجاد برامج متفق عليها وان تكون القوى التي تقود السلطة ملزمة بتنفيذها لا ان تبدأ كل حكومة منتخبة من الصفر وتلغي بناء ما شيدته الحكومة السابقة وهذا يحتاج الى دستور يقر بالمباديء الاساسية للثقافة والتطور والايمان بالرأي والرأي الاخر واحترام جميع المكونات افراداً وجماعات مع الايمان بكل ما يعززه منطق الحضارة ومستلزمات التواصل مع التطور 2. ان تكون قناعات لدى القوى التي تؤهلها عوامل الصعود في الانتخابات وان لا تثقب سفينة الديمقراطية التي اهلتها لتسنم مقاليد السلطة وتحرم الاخرين من جهد ثقيل ساهم في وضعه كل الشعب وان تعي ان شرعية الانتخابات لا تعطيها شرعية تمثيل كل الشعب مهما كانت القوى فاعلة . وان تكون ملزمة بتنفيذ كل برامجها التي اوعدت الجماهير بها وان تعي حقيقة اساسية ان للزمن قيمة وكلفة في حسابات الدول المتقدمة. ما بالنا ونحن نعيش اسوء
حالات التخلف في البناء ولا مجال للندم بعد فوات الاوان وان شهر واحد من عودة للوراء سيكون ذو وقع سيء لبنيتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضرية فما بالكم باربع سنوات . 3. تحديد دراسة صحيحة للاولويات مع تشديد الرقابة الصارمة على التنفيذ 4. الابتعاد عن المحسوبية وتحديد الكفاءات وفق شروطها الصحيحة وعلى وفق مقولة الامام علي ( العقل لم يجن على صاحبه قط والعلم من غير العقل يكون الجاني الاكبر)5. احترام من يختلف معنا في الاتجاه الديني او السياسي وتكون الاولوية لمن تجد فيه مؤهلات تخدم تطلعات المجتمع التنموية وفي كل النواحي .6. ان تبقى الابواب مفتوحة لكل من يرغب بتوظيف قابلياته .7. محاسبة المقصرين عن عمد بشدة ووضع روادع قوية لكل من يسيء الى مصلحة الشعب تحت اي ذريعة من الذرائع . 8. طمأنة المجتمع على الثقة بالائتمان المصرفي والاستفادة من السيولة النقدية لغرض الاستثمار والتنمية . 9. ان يصار الى تشريع جديد يعاقب كل من يدعو الى الشوفينية والطائفية ومصادرة الرأي والرأي الاخر قبل تشريع الدستور واعادة النظر بالتشريعات التي أُعدت في فترةالاحتلال بما فيها تشريع الاستثمار الاجنبي والغاء الاحتراب وتشجيع ثقافة التسامح والتعاون ونبذ ثقافة العنف بجميع اشكالها ومبرراتها وليعلم من لا يعلم ان حرب البسوس سببها ناقة كانت لامرأة من تغلب اسمها البسوس ضربها شخص اسمه كليب فتصدى له شخص من تغلب اسمه ( جساس ) وطعنه برمح حتى مات فنشبت حرب بين القبيلتين دامت اربعين سنة حصل فيها ما حصل من فناء وعندما ارتضوا الاحتكام الى ( المنذر بن ماء السماء ) ملك الحيرة ولم يتم الاتفاق حتى نشبت حرب اخرى بين نفس القبيلتين ويا لها من حرب شكلت جزء من الجانب السيء للتراث ويابؤس من يسمح لمساويء التاريخ ان تعيد نفسها وان لا ندع عمرو ابن كلثوم يعيد لنا ما قاله من شعر في حرب البسوس ونرفض ان نثقف اجيالنا بثقافة لازالت ترفض وجود الاخر و تردد على مسامعــنـــا الا لا يجهلن احدٌ عليـنا فنجهل فوق جهل الجاهلينا متى ننقل الى قوم رحانا يـكون في اللقاء لها طحينا الأقتصادي د.عـبـد الأخـوة الـتـمـيـمـي
#عبد_الاخوة_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ستراتيجية الى من يهمه الامر
-
الشفافيه استراتيجية المستقبل
-
الشفافيه استراتيجية المستقبل
-
متى نعيد النظر في ستراتيجيتنا
-
الاستراتيجية الاقتصادية لعراق الغد
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|