ما أكثر العبر في بلادي

كاظم الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 20:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق

ما أكثر العبر في بلادي !!
ما أكثر الخير والثروة في بلادي !! و وأكثر منها حصص الفاسدين واللصوص والمتاجرين بالسياسة في بلادي !!
ما أكثر الضحايا في بلادي !! وما أكتر الأرامل والأيتام !! و أكثر منها شهداء الحروب المليشياوية العبثية والفتنة الطائفية البغيضة والصراعات اللاوطنية والتي أكلت من بنات وأبناء بلادي !!
ما أكثر المرضى !! ما أكثر الأمراض المميتة !! و ما أكثر وفرة الأعضاء البشرية في بلادي!! وأكثر منها بخس الثمن وإشاعة المتاجرة بها و بتلك المأساة الأنسانية لآبناء بلادي !!
ما أكثر عمق بلادي في التأريخ !! وما أكثر الرسالات التي هبطت عليها !! وما أكثر الأديان والمذاهب والقوميات !! وأكثر منها المدعين والدجالين وشحة المؤمنين و العارفين والزاهدين!!
ما أكثر العلماء وما أكثر الكفاءات في بلادي !! و أكثر منها المغدورين و المهمشين والمهاجرين والمهجرين والمغتربين ممن شردهم الجهلة والدخلاء والمتخلفين في بلادي !! ما أكثر الشهادات العليا في بلادي!! وأكثر منها شهادات المزورين ومغتصبي تلك الشهادات !! وكذا اللاعلمية والجهل والخرافة والأمية !!
ما أكثر خزين الطاقة ووفرة المعامل والعمال في بلادي !! وأكثر منها معاناة وصبر أبناء بلادي على القيظ والظلام الدامس اللامنتهي !! وتوقف دوران العجلات !!
ما أكثر الأحزاب والمتحزبين وما أكثر المنظمات والمتلونين في بلادي!! و أكثر منها أدعياء السواد تظاهرا ومتاجرتا" دون الحزن والمصاب والفجيعة !! ما أكثر منظمات الطفولة والأنسانية !! وأكثر منها المنح الدولارية المليونية المتبخرة نهبا" من الميزانية الوطنية !!
ما أكثر الأزمات السياسية في بلادي !! و أكثر منها التسويات والأتفاقات السرية اللاوطنية واللامبدأية !! ما أكثر طيبة وعفوية أبناء بلادي !! ما أكثر تصديقهم لوعود الساسة والمتنفذين للمحرومين عند كل أنتخابات في بلادي !! وأكثر منها الخداع والأحتيال و الكذب والرياء والضحك على الذقون !
ما أكثر المتورطين والمعتقلين بتهم الأرهاب !! و ما أكثر من تتم تبرئتهم بعد صفقات مالية ضخمة !! وأكثر منها من يتم تهريبهم من المعتقلات وفق صفقات سياسية إنتخابية إتلافية وطنية !!
ما أكثر رواتب الحماية الأجتماعية !! و ما أكثر المستفيدين منها دون إستحقاق !! وأكثر منها المشردين والفقراء والمعوزين !! والمتسولين والباحثين عن فتات الطعام في النفايات !!
ما أكثر دول الجوار القريبة والبعيدة .. طمعا" في بلادي !! وأكثر منهم الطامعين من أهل البيت !! من المجتثين ومعفري الجباه ومدعي التضحية والملاحقة زورا" وبهتانا ... من أبناء بلادي !!
بالأمس .. ما أكثر القهر والأستبداد في بلادي !! وما أكثر الرهانات والأحلام !! وأكثر منها اليوم .. مفاجأة ضياع الحلم وحقيقة الفساد والفتنة والفرقة !!
ما أكثر العبر في بلادي !! وأكثر منها قلة المعتبرين

#كاظم_الأسدي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات