أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 2














المزيد.....

الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 2


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 17:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


2- هستيريا الرياضة بعد ستينات القرن الماضي


لقراء جريدتنا المنيرة الأعزاء أقول انه ليس قصدي في هده المساهمة أن أحط من أهمية الرياضة, كما قد يوحي بدلك عنوان المقالة, كممارسة لها ضرورتها في أن تحفظ لمزاولها صحته البدنية الجيدة وكدا توازنه النفسي المطلوب أو خدش مشاعر محبيها بشتى أصنافها نظرا للمتعة التي يتحسسونها أثناء مشاهدة عرض رياضي معين, ليعود المشاهد بعدها إلى عملية إنتاج شروط حياته بتفاصيلها الرتيبة بنفس جديد, ولكن هدفي أولا و أخيرا أن أساهم في تحطيم الستارة الحديدية التي تحول دون أن تدرك صانعة المجتمع الاشتراكي و المنتجة الحقيقية لخيرات المجتمع المعاصر أنها و من جهدها فقط و الذي لم تحصل على أجره , هي التي تمول هدا –القطاع- , و ليس جهة أخرى, و الذي أصبح مند بداية سبعينات القرن الماضي وخصوصا مع بداية القرن الحالي موضع تهاطل كميات غزيرة من الأموال كما تهطل الأمطار الاستوائية.

مع انتقال الرياضة بشتى فروعها من حقل الاستمتاع و الفرجة الشيقة إلى مجال الاقتصاد أي أنها أصبحت وسيلة لكسب العيش الرغيد لممارسيها و منظمي عروضها, ناهيك عن توظيفها كمخدر يصرف أذهان متتبعيها عن الاهتمام بقضايا البشرية الأكثر استعجالا , الانتقال الذي تزامن مع صعود الخدمات إلى مقدمة الإنتاج في بداية السبعينات من القرن الماضي إلى الاحتراف في بداية الثمانينات, أصبحت العديد من الأندية الرياضية شركات هدفها الزيادة المستمرة للموارد الفعلية من حقوق الإرسال التلفزي و جلب المحتضنين و مداخيل التذاكر و مداخيل انتقال-بيع- اللاعبين إلى أندية أخرى... وليس رفع قميص النادي عاليا بروح رياضية1. فكلما حقق نادي رياضي معين نتائج حسنة في مبارياته أو عروضه كلما زادت تلك الموارد حتى أصبحت هذه الشركات في التسعينات قادرة على الدخول إلى البورصة2 لتفتح هذه الخطوة فعل المضاربة بأبهى التقاليد و القيم الإنسانية كالرياضة في "سوق المال" الذي لا وجود للقيم و الدفء الآدميين فيه و تضمن لمالكي الشركة" أرباحا" خيالية تجعلهم يتنافسون على البذخ فيصرفون تلك المبالغ الطائل في أتفه الأمور كما فعل مالك نادي تشيلسي لكرة القدم الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي يملك يختا سماه "كسوف الشمس" بكلفه خمسون مليون دولار في الحول .

إن طبيعة المنتوج الذي تقدمه هذه الشركات هو من الخدمات و لا يمكن بأي حال من الأحوال عرضه كسلعة و إن ادعى بعض منظري ما يسمى بالاقتصاد الرياضي كفلاديمير اندريف أن من يتعاقدون مع النادي الشركة إي اللاعبين هم عمال فنيون بموجب عقود يتقاضون من خلالها "أجورا" و إن كانت خيالية, فقد وصلت مداخيل هذا المنتوج في فرنسا مثلا إلى ما يفوق ثلاثة ملايير دولار خلال الرياضي 2010/2011.

للسلعة كشيء عيني نتحسس وجوده الخارجي خصائص تشبع حاجياتنا الإنسانية المختلفة أما الخدمات فهي هلامية و إن أشبعت حاجية من حاجياتنا فلا يمكنها أن تفعل ذلك إلا و السلعة سندها.

لبعض الخدمات قوة " سحرية" تستمدها من هلاميتها تجعلها تباع على الأقل مرتين, فالعروض أو التظاهرات الرياضية ذات الدرجة الاحترافية التي تنظمها الشركات الرياضية"المجهولة الاسم" تستطيع أن تبيع المنتوج كمباراة كرة المضرب التي تجمع "فيدرر" و" نادال" للمتفرجين مباشرة عبر التذاكر كمرة أولى و أن تبيع حقوق النقل التلفزي لإحدى القنوات التلفزية كمرة ثانية , عكس السلعة التي لا يمكن بيعها إلا مرة واحدة أي لزبون واحد.

الرياضي المحترف 3, و معه الطاقم الذي يرافقه خلال التمارين, لا ينتج ثروة و لا قيما جديدة و إن كان يربطه بناديه عقدا يتقاضى بموجبه مالا وفيرا, فهو كالبهلواني يتفنن في تقديم حركات جسدية معقدة أو يتقنها بأدوات معينة أو يحاول الانسجام مع فريقه بفنيات تستعصي على عموم المشاهدين القيام بها فيسعى إلى الترويح على همومهم, ولأنه كذلك, لا ينتج قيما زائدة فهو يرضع من ثدي فائض القيمة الذي يرضع منه كل أبناء المجتمع . فلاعب كرة القدم المحترف كدافيد بيكام الذي وصل خام أجره الشهري خلال موسم 2009/2010 إلى تسعة وعشرين مليون دولار, أو غيرهم من –النجوم- ,لا يركض بالكرة في الملعب خلال الشوط الأول ليتقاضى قيمة وسائل عيشه , ويستمر راكضا في الشوط الثاني ليحقق لناديه أرباحا, إن دخله كما دخل ناديه إنما يأتي من جيوب المشاهدين من المدرجات أو خارجها أو دعم المحتضنين ك-نايك أو اديدياس أو بيبسي ... المتدفق أيضا من ثدي فائض القيمة.

لقد نجح الوسطاء و الأندية الماكرون وهم من البرجوازية الوضيعة في جعل الرياضة مجالا للصفقات 4 تمتص فائض القيمة بمبالغ ضخمة و جعل المشاهدين يحتشدون بهستيريا حول العروض الرياضية, فيرمون بما يملكون من اجل مشاهدة مقابلة كرة القدم أو تتبع سباق "الفورمولا وان" أو عرض من عروض المصارعة "الكاتش" دون أن يتمكنوا من استخدام عقولهم و رصد أبعاد هذا الفعل المخادع المقنع بمساحيق الجمالية الرياضية و المتعة, كما كان البدائيون يفعلون في إحياء طقوس تقديم القرابين إلى الآلهة حيث شلت قدرة التفكير العقلاني في أدمغتهم .





------------------------------------------------------------------------------------------------------
1-هناك بعض الأندية التي تخشى أن تتقدم المنافسات , لان الفوز بالبطولة يعني تامين أكثر و ضرائب أكثر.
2- في أوروبا استطاعت الأندية التي تحولت إلى شركات مجهولة الاسم خلال تسعينيات القرن الماضي أن تدخل البورصة
كاجاكس أمستردام من هولندا و ارسونال هولدينغ من انجلترا و اولمبيك ليون من فرنسا الخ...
3-لا استثني بدلك الرياضيين الهواة أو المتطوعين, لكني أردت إن الفت نظر القراء إلى هده الشريحة التي تلتهم الثروة بشراهة غير مسبوقة دون أن تنتج فلسا.
-sport business-4



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة
- حول عيوب نداء الحزب الشيوعي الفلسطيني
- الورثة الحقيقيون لمصباح ديوجين * هنيئا للحوار المتمدن *
- خيانة الاشتراكية و انهيار الاتحاد السوفياتي
- مركبة الاستهلاكية, مركبة افلاس البشرية
- إعلان رامبوييه


المزيد.....




- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 2