|
مُفارقات إسلامية
عبد الكريم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 17:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مفارقات إسلامية 5
قال سيجموند فرويد : ليس ثمة سلطة تعلو فوق سلطة العقل ، ولا حجّة تسمو على حجّته . هذه المفارقة الخامسة ، التي تُثير وتُبعثر الكلام المُقدّس في الوعي واللاوعي الجمعي للمسلمين في هذا العصر . المُتابع والمُتمّعن في التاريخ الإسلامي يجد مدارس وشخصيات في القرن الرابع والخامس الهجري وبعده تناولت وهضمت بمضضٍ هذه النقائض والمُفارقات في ما يُدعى الكتاب أو الفرقان أو المُصحف أو اللوح المحفوظ ، القرآن . وكان النزاع آنذاك يؤدي بعض الاحيان ( بعد مجيء الخليفة العباسي المتوكل ، الذي أعاد ملحمة التنوير وعلم الكلام والفلسفة ، إلى الحضيض السّلفي ) إلى التكفير والصلب تحت عنفوان السيف وحدتِه في قطع الأجساد والرقاب ، لِمَ لا نركن إلى ما يقوله هذا المُقدّس الذي يُهمّش عقول المسلمين ، وننهش السبات والأسطورة في نومتهم الازليّة في كهوف التاريخ . يقول محمد في القرآن :
شهرُ رمضان الذي أُنزلَ فيه القُرآن ... البقرة – 185
أن القرآن تنزّل منجّما، أي متفرقا وعلى دفعات لِمدة ثلاثة وعشرين عاما من حياة محمد، ونزل آيات في سُور مختلفة وعلى توالي الايام . كيف نزل كاملاً في شهر رمضان ...؟؟؟ ثم قال الله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وكأن الغموض الأول لا يكفي فأردفه بغموض آخر ... ! ما هي ليلة القدر ؟ وكيف نزل القرآن في هذه الليلة ؟؟؟ وحينما تسأل حول هذه الإشكالات التي يحويها القرآن في خطابه يقولون ألله أعلم ...!!! تُرقّبوا هذه المعضلة القادمة في هذه الآية السحرية والسلطعونية ( إنا زيّنّا السماءَ الدنيا بزينة الكواكب وحفظاً من كُلِّ شيطانِ ماردٍ ، لا يَسّمّعُون إلى الملأ الأعلى ويُقذفون من كلِّ جانب ، دُحوراً ولهم عذابٌ واصب . إلا مَن خطفَ الخطفةَ فأتبعه شهابٌ ثاقب ) الصّفات 1-6 ويتكرر هذا المعنى في آية أخرى ( في السماء بروجاً وزيّنّاها للناظرين وحفظناها من كلِّ شيطانٍ رجيم، إلا مَن أستَرَقَ السّمع َ ، فأتبَعهُ شهابٌ مُبينٌ ) ... الحجر 19-18
يظهر أنّه يُعقد من وقت لآخر مجلس ( الملأ الأعلى ) في موضع ما ، على أحد تخوم السماء أو الأرض ، قد يكون فلك القمر يحضره سيدنا جبريل عليه السلام ومعه سيدنا عزرائيل وبعض الملائكة المختصين بشؤون العالم الأسفل للتداول في أحوال الناس وأرزاقهم وعباداتهم ومدى التزامهم بأمور دينهم ، ومَن سيخلق هذا العام ومن سيموت ومن يدخل الجنة ومن حقَّ عليه العذاب ... وهناك بعض الشياطين المختصين في شؤون التجسس ولهم أمكانية الإفلات من الحرس الذين يحيطون في هذه الاجتماعات السريّة للملأ الأعلى... فيتسللون هؤلاء الشياطين ويختلسون السمع لِمعرفة ما يجري، ثم العودة لإبلاغ أهل الأرض بتلك الأسرار، وهذا ما يسميه القرآن – الخَطفة – فيرسل الله الشهب لمطاردتهم ودحرهم .... ! أهذا هو المفهوم القرآني للشهب والمذنبات ؟؟؟ أتجدون هذا منطق يتبعه مليار انسان ؟ هذه ، هي الكتب المقدّسة ( الأبراهيمية ) التي تطبع يوميّا ملايين النسخ وتوزع مجاناً، ويتمّ تدريسها للأطفال في مدارس العالم، هذه النكبة والكارثة التي جاءت بها الأديان بكافة فروعها واختلافاتها . ***
هناك آيات عديدة تكشف عن تناقض صارخ بين الآيات المكية والمدنية ، حول اختيار الإنسان في الإيمان أو عدمه . يقول القرآن : من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم ... الأنعام / 6 ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ... يونس / 99 ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ... الأنعام / 111 يؤمن لا هذه نماذج من عشرات الآيات التي تؤكد أن الله بمشيئته يُحدد من يؤمن.... ! ثمّ جاءت الآيات المدنية ( حينما أصبح الخطاب الموجه للناس بالسيف ) : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات ، وأؤلئك لهم عذاب عظيم ... آ عمران / 105 إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب... النساء / 56 ما دام الله هو نفسه من يقرر إيمان الفرد أو عدمه ، فلماذا الوعود التي يبشر بها اللامؤمن بالعذاب على ذنب ما اقترفه بإرادته ... بعد عدة قرون واجه الفقهاء هذا التناقض القرآني وكانوا في حيرة ، لكنهم ( كما يفعل كل مُرممي البناء الزائف ) بابتكار علوم القرآن ومنها الناسخ والمنسوخ ، وأسباب النزول ، ونسوا إن القرآن ( حسب الأسطورة ) أنه أزلي ومُصّحف بين يدي الله قبل ولادة محمد ... !!! يظهر ان الاديان لا تستقيم إلا بالبلاهة ولأكاذيب والوعود الخلاّبة . الأنجيل يقول : طوبى للبله ، فإن لهم ملكوت السماء ...!!!
#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفارقات إسلامية - 4 -
-
مصطبتان
-
الديمقراطائفية
-
سَفَرٌ
-
ربيعُ الغضب ...
-
مفارقات إسلامية -3-
-
مفارقات إسلامية -2-
-
مفارقات إسلامية .... !!!
-
هكذا يتحوّل الجلاد إلى ضحيّة
-
الإسلام والحرب الكلامية بين السنة والشيعة
-
بحثٌ بلا جدوى
-
نباحٌ أمام مقصلة
-
نوبل ، يرتعش في قبرهِ ... !
-
صدى بلا أسمال
-
لسعةٌ أخيرةٌ في جسدٍ مَوهومٍ
-
عيّاري بغداد
-
قصرٌ في الشامِ
-
جثةٌ في بحرِ العرب
-
توقيع كتاب ٌشعريّ
-
نبيٌّ ضيّع بوصلتهِ
المزيد.....
-
بعد سجن 13 عاما.. ألماني يبرأ من تهمة قتل ويطالب بتعويض
-
رغم الهدنة.. لماذا تخشى إسرائيل حزب الله؟
-
ماسك يرد على مطالبة واشنطن لكييف بخفض سن التجنيد في أوكرانيا
...
-
حزب الله- ينشر إحصائيات عن خسائر إسرائيل البشرية والمادية خل
...
-
موقع أمريكي يزعم تخلي حماس عن استراتيجية السنوار لوقف إطلاق
...
-
اتصالات مصرية بقادة القوى السياسية اللبنانية لبناء -مرحلة جد
...
-
لم شمل أسر روسية وأوكرانية
-
الإعلام العبري يكشف تفاصيل زيارة وفد المخابرات المصرية لإسرا
...
-
من المنهزم في لبنان؟
-
قناة -كان- العبرية: محمد السنوار والحية هما الشخصيتان الرئيس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|