جمال الهنداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 14:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في كل بقاع الارض,تكون المجالس النيابية هي المعبر الرئيس عن ضمير الامة,وهي الظهر الذي يحمل هموم المواطن,ويسعى الى حل مشاكله ويمثله امام مؤسسات الحكم,وكل ذلك بسبب قرب النواب في كل بلاد الله من الشعب,والتصاقهم به,وتمازجهم مع ممثليهم وسهولة الالتقاء بهم..الا في العراق,فيكون الوصول الى المسؤول او الوزير اكثر يسراً وأقرب منالا من الوصول إلى النائب الذي يتفلت من قاعدته الانتخابية فور تحصله على ثقة المواطنين واصواتهم مستكبرا متعاليا مترفعا عن ناخبيه متفرغا لمصالحه الشخصية ومنغلقا على خياراته الحزبية والفئوية ومغيبا مصالح من أولوه الثقة, ومكنوه من المكانة الى آخر همهم وقعر الدرك الاسفل من اهتماماته.
والاكثر ايلاما هو ان تكون هذه الثقة تمثل وسيلة لمصادرة آراء الناس وتوجهاتهم من خلال اختزال الجمهور الناخب بشخص السيد النائب ليتمدد على اتساع المساحة التي تملأ بضمائر وعقول الناس ليملأ الدنيا زعيقا باسمهم ويقولهم ما لم يقولوه ومدعيا عنهم حتى ما يخالف ما انتخبوه من اجله وما حشا به خطابه ايام كان لصوتهم وزن لديه ولدعمهم دالةً عليه..متناسيا ان كونه نائباً في برلمان أو مجلس أمة لا يعطيه حقاً الهياً للحديث باسم الجموع بما يخالف وعوده الانتخابية,وان تجاهل اراء المواطنين والتغافل عن تطلعاتهم يرمي به مباشرة نحو فخ التفرد والاستبداد الذي يتعارض تماما مع القيم الديمقراطية ويخالف الاسس التي تحيا من خلالها الحياة السياسية السليمة ..والاهم هو ان هذه الممارسة تمثل نكثا للقسم النيابي وخيانة لثقة الشعب..
فالنائب هو الضمير النابض لارادة المواطنين وآمالهم ,وهو الأمين المؤتمن على مصالح الشعب,ودور النواب في الأصل هو الرقابة والتشريع، وأن تكون همومهم وانشغالاتهم باتساع الوطن بما رحب ,وبما اشتمل,وليس بضيق أفكارهم الخاصة أو مصالحهم الفئوية..لذلك هناك نواب اوفوا بما عاهدوا الناس عليه,ومنهم من ينتظر،وهناك نواب عن الشعب,وهناك نوائب على الشعب.
ان نهاية الذين يتخلون عن الفضاء الفسيح الذي يمثله حفظ ثقة وامانة صوت الجماهير ويستبدلونها بالعقم الذي هو ادنى الذي يمثله التفرد والاستبداد غالبا ما تكون مفجعة ومخزية ولكن هناك الكثير الذي يأبى ان يستشف من التاريخ ما يحفظ له اسمه وسمعته فنراه مأخوذا مستقويا بنفسه وحزبه وفئته التي تأويه على ارادة الناخب والمسؤولية الكبرى التي وضعها على عاتقه والتي لولاها لما كان له العزة والرفعة التي يدعيها..
#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟