أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - التغيير الذي نحتاجه في العالم العربي














المزيد.....

التغيير الذي نحتاجه في العالم العربي


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحتاج إلى التغيير بداية هو أفكارنا بالذات، بمرجعياتها ومسبقاتها وأحكامها. والرهان هو أن نتغيّر في ضوء المتغيّرات، فكراً وعملاً، رؤية ومنهجاً، سياسة واستراتيجية، لإحداث تحويل مثلث الوجه، بحيث نتغيّر به عما نحن عليه. وذلك يتوقف على قدرتنا على تشغيل عقولنا المصادَرة وصرف طاقاتنا المشلولة واستغلال مواردنا بصورة غنية ومثمرة، فعّالة وراهنة، بما نخلقه من الوقائع أو نحققه من الإنجازات أو نحدثه من التحولات في غير مجال من مجالات الحياة.
إنّ مستجدات ما بعد ربيع الثورات العربية تفرض علينا أن نمارس التفكير بصورة نقدية وحرة، مرنة ومفتوحة، مركبة وتداولية، مبتكرة وخصبة، مثمرة وفعالة، من غير مصادرات أو مسبقات، أو دونما تهويل وتهويم وتشبيح، بحيث نكون قادرين على تغيير أنماط تعاملنا مع الذات ومع الغير، من خلال المؤسسات والسياسات ثم مناخ الثقة الذي تصنعه العلاقة بين المؤسسة والسياسة في إطار حكم ديمقراطي يعبر عن إرادة الشعوب.
إنّ الأمر الملحوظ في عالمنا العربي أنّ الفرد أقوى من المؤسسة بينما المطلوب هو العكس تماماً، لأنّ المؤسسة باقية والفرد متغيّر. إلا أنّ التجربة العربية المعاصرة طبعت في الأذهان مفهوم التركيز على الفرد وتضخيم دوره والإقلال من قيمة المؤسسة وجعلها مطية للفرد وأداة لتحقيق طموحاته وأطماعه، بغض النظر عن المصلحة الوطنية العليا. وطالما أنّ الربيع العربي، في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية، أينع حاملاً شعارات الحرية والكرامة للمواطن، فإنّ دولة الثورة يجب أن تقوم على المؤسسات، لا على بضعة أفراد.
إنّ نجاح السياسات مرتبط بكفاءة المؤسسات، التي تعمل تحت مظلة السلطات الرئيسية الثلاث: حيث يلعب البرلمان المنتخب دوره الرقابي والتشريعي، وتمارس السلطة القضائية دورها المستقل، بينما تدير السلطة التنفيذية عجلة الحياة اليومية ودولاب النشاط المستمر.
أما مناخ الثقة، الذي يوفق بين التقاليد المستقرة للمؤسسات والمرونة المطلوبة في السياسات، فإنه لا يتحقق بغير الحريات الواسعة والمشاركة السياسية لكل الأطياف والطرح المستمر للأفكار والمبادرات، التي تحيل الدول العربية إلى قوة فاعلة ولا تجعلها عالة على العصر أو مجرد رد فعل.
إنّ ما يجب أن يقال وينفذ إلى صميم الوعي العربي أنه لن يكون تقدم للعرب في هذا العصر، ولا تحسين لموقفهم حيال التحديات الإسرائيلية والدولية وحيال انشغالات عصرهم كله، إلا بعمليات إصلاح جذري وشامل لأوضاعهم الداخلية في كل مجتمع عربي، بالحرية والتنمية والكرامة.
وكي لا يبقي هدف الثورات العربية غائماً، فلا بد أن تتوافر فيه أربعة شروط: أولها، التأسيس لحياة ديمقراطية دستورية تتجاوز حكم التسلط. وثانيها، تطوير وتطهير الجهاز الحكومي وسائر الإدارات بما يتلاءم ومنطق دولة القانون والمؤسسات، فالديمقراطية وسيلة غايتها الحكومة الرشيدة، وما أكثر الديمقراطيات التي انهارت على أيدي حكومات فاسدة. وثالثها، أن يكون في مقدمة واجبات الحكومات الرشيدة السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين، بما يتجاوز معسكري الغنى الفاحش والفقر المدقع ويتفادى تفجير الصراعات الأهلية والنزعات المتطرفة، وانقسام الوطن بين من يملكون ومن لا يملكون. ورابعها، التشريع لمؤسسات مجتمع مدني حرة في ضميرها ورأيها قادرة على الخروج من بوتقة العصبيات التقليدية غير المعقلنة من تكوينات قبلية وطائفية، في إطار من الفكر المنفتح، والحوار المسؤول، والتربية المتوازنة.
إنّ الشعوب العربية لديها اليوم من الحكمة ومن حصيلة التجربة ما يجعلها بمنأى عن إعادة المغامرات الثورية الدموية، وهي تريد إنجاز الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية بأقل الخسائر. ومن الطبيعي أنّ المرحلة الانتقالية، بعد عقود من الجمود، لا تملك عصا سحرية وحلولاً عاجلة لكل شيء، وإنما هي البداية الصحيحة، والخطوة التاريخية السليمة، لفتح الأبواب وتمهيد الطريق لنجاح الانتقال إلى دولة الحق والقانون. والمهم أن يبدأ التوجه الصحيح والمخلص نحو هذا الهدف، من دون تأخير وتسويف، وبعدها فهي مسؤولية الوطن كله ومختلف أطيافه الفكرية والسياسية في نقل المشروع الثوري إلى آفاقه المتوافق عليها.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة وأربعون عاما على هزيمة العرب الكبرى
- 64 عاما على النكبة الفلسطينية
- بشأن صهر ثقافات الأقليات
- حول حق الشعب السوري في التدخل الإنساني
- الهويات الفرعية القاتلة
- نحو الاستقلال الثاني .. مستقبل سورية الجديدة يصنع اليوم
- المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري
- حق الشعوب في التنمية
- أبرز التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي
- إشكالية الدولة والتنمية في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر
- دروس بعض نماذج التحول الديمقراطي لمستقبل سورية
- دور المجلس التأسيسي التونسي في عملية التنمية السياسية
- أهم أعمدة المرحلة الانتقالية في سورية
- نطلب الحماية لشعبنا لمنع حرب -آل الأسد- الأهلية
- سورية الجديدة التي نحتاج إليها
- أسئلة الحداثة في ظل ربيع الثورات العربية
- مسيرة الثورة السورية وآفاقها
- مقدمات ربيع الثورات العربية
- نهاية الرهانات القديمة ... وضرورة وضوح الرؤية للمستقبل
- انتخابات تونس وتحديات التحول الديمقراطي


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - التغيير الذي نحتاجه في العالم العربي