أحمد م. الحوراني
الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الجولان الطبيعة الحزينة
ليست الجولان وحدها حزينة ومحطمة فأنا أيضا حزين و آسف حزين كمواطن سوري نسيت أن لي أرض محتلة ومسلوبة ومدمرة مع جزء من أخوتي المواطنين السوريين الذين هم أيضا حزينين وآسفين ...
صرخة مدوية سمعتها أطلقها أحد أبطال الجولان فصرت لها صدى صرخة أيقظتني من سباتي وأخذتني إلى الأجداد وتحديدا إلى سلطان باشا الأطرش وسألت أين أنت يا سلطان باشا وأرضنا محتلة منذ أقل من أربعين عاما بقليل بدون أي حراك يذكر( بدقة منذ ثلاثين عام) بدون أي حراك حكومي أو أهلي تجاه أرض أسيرة أو شعب أسير(لا من الموالاة ولا من المعارضة )
سمعت هذه الصرخة وسألت لماذا لا يتشكل في سورية لجنة لنصرة شعب الجولان السوري بدلا من لجان نصرة ال...وترانا نؤيد دون أن ندري الذي يتمنى أمتلاكه القنبلة الذرية ليدمر الحياة ويرتاح (وهذالايغفرللمحتلين الغزاة الجرائم والمجازر الرهيبة في العراق أو في فلسطين)
تعالوا نسمع حرفيا ما قاله الأسير المحرر هايل أبو زيد بعد أن أمضى عشرين عاما بالأسر الأسرائيلي وخرج لأسباب صحية ذلك الكلام الذي هزني ودعاني للكتابة هذه
(نحن ننتمي لوطن، لشعب، لدولة سورية عريقة نعتز بها، وهذه الدولة من المفروض أن تكون "مشد ظهر لنا"، ومصدر قوة، وهكذا كان اعتبارنا دائماً، ولكن بقاءنا في الأسر عشرين عاماً، لم نلق خلالها الاهتمام الكافي على كافة المستويات، أمر يدعو للمرارة والغضب. هذا لا ينطبق فقط على الأسرى بل على الجولان بشكل عام، الذي لم ينل الاهتمام الرسمي الكافي بعد سبع وثلاثين عاماً تحت الاحتلال- حقيقة بقاء الجولان حتى الآن تحت الاحتلال تثير لدي أسئلة كثيرة.وبقاء الأسرى السوريين عشرين عاماً في سجون الاحتلال دون أن تحاول الحكومة السورية إخراجهم من هناك أمر يطرح العديد من الأسئلة والأجوبة عليها محرجة. أقول ذلك بالرغم من أن هناك أشخاص قد لا يعجبهم ذلك. عندما اعتقلنا لم نكن نتصور، في لحظة من اللحظات، أن اعتقالنا سيستمر عشرين عاماً. المضحك بالأمر أن رفاقنا اللبنانيين والفلسطينيين كانوا "يحسدوننا" على وضعنا. كانوا يقولون لنا أنتم لديكم دولة وجيش سوري تستندون عليه- "نيالكم"، إن اعتقالكم لن يطول أكثر من أشهر قليلة وبالتأكيد ستتحررون قريباً، "العثرة علينا". وما اتضح بالنهاية كان العكس، فقد خرج اللبنانيون وبقينا نحن في الأسر. هذه الدولة التي بنينا آمالنا عليها لم تعط أي اهتمام لقضية الأسرى. فدولة بحجم سوريا ومكانتها الإقليمية، وأنا لا أتحدث عن اليوم فقط بل منذ الثمانينيات ولغاية اليوم ، كان يفترض بها أن توجد الفرص لإخراج أبنائها من الأسر الاسرائيلي. بقاؤنا في الأسر الإسرائيلي عشرين عاماً هو مدعاة للخجل لكل المسؤولين في سوريا.)
وتابع البطل المحرر ذاكرا رفاقه الذين مازالوا بالأسر رغم مرور عشرون عاما على أسرهم ورغم الحالة الصحية السيئة لأغلبهم
(بقي لدينا إحدى عشر أسيرا ، وهم: سيطان نمر الولي, عاصم محمود الولي, صدقي سليمان المقت, بشر سليمان المقت, سميح سليمان سمارة, وئام محمود عماشة, كميل سليمان خاطر, عباس صالح عماشة, شام كمال شمس، وكمال عطالله الولي والأسيرة آمال محمود. إضافة إلى عشرة معتقلين من بلدة الغجر السورية المحتلة، معتقلين بتهمة الاتصال مع المقاومة الإسلامية اللبنانية.)
يالها من أيام حزينة تلك التي نمر بها فنحن نكاد أن ننسى أرضنا وأهلنا الذين يعانون من الأسر سوى من قلة تخاطب بعضها عبر المكبرات هل من دعوة لنتذكر عبر تعبير جماعي أهلي مثلا أن نقوم بلصق صورة للجولان الأسير على بلور سياراتنا أو أن ندعوا لتجمعات صامتة مع حمل اشارة صغيرة في يوم ما كذكرى حتى لا ننسى أهلنا أو أن نقوم بالصوم ساعة واحدة وخاصة عن الدخان كأحتجاج جماعي سوري أو أن يقوم البعض على الأقل بالأضراب المفتوح عن الطعام أمام مكاتب الأمم المتحدة وبعض السفارات المعنية وقبل هذا تعالوا نتسائل عن هذه الهضبة الأسيرة
جغرافية الجولان
الجولان أرض عربية سورية تقع في أقصى جنوب غرب سورية على امتداد حدودها مع فلسطين المحتلة. تقدر مساحته بـ 1800 كم مربع. وله شكل متطاول من الشمال إلى الجنوب على مسافة 75-80 كم، بعرض متوسط يتراوح بين 18 و20 كم. والجولان تسمية مرادفة لمحافظة القنيطرة التي أحدثت عام 1964. وتقدّر مساحة محافظة القنيطرة بـ 1860 كم مربع، أي أكبر بقليل من مساحة منطقة الجولان الجغرافي تقع كتلة جبل الشيخ في شمالي الجولان، وتفصله عن البقاع الجنوبي في لبنان. ويفصل وادي نهر اليرموك العميق في الجنوب بين الجولان ومرتفعات عجلون والأردن الشمالية الغربية. وأما في الغرب، فإن هضبة الجولان تطل على سهل الحولة وبحيرة طبريا بجروف قاسية، في حين يقع وادي الرقاد في الشرق بين الجولان ومنطقة حوران
تاريخ الجولان
أقدم الوثائق التاريخية التي تشير الى الجولان فهي مراسلات العمارنة المكتشفة في مقر الفرعون أمنحتب الرابع ( إخناتون ) في صعيد مصر وهي تعود الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد .
ومنذ القرن الثالث للميلاد تقدمت قبائل عربية كثيرة في سورية الجنوبية ، وكان هذا التحرك قد بدأ بقوة منذ العصر السلوقي ، واستقر ( بنو جفنة ) الغساسنة في أقاليم الجولان وفي شرقي الأردن ،بينما توجه التنوخيون الى جنوبي العراق وحوض الفرات عام .636 م دخل المسلمون الى سورية عن طريق الجولان ،( وقد وقف أمراء الغساسنة العرب الى جانب الروم البيزنطيين في مواجهة جيوش الفتح العربي في معركة اليرموك )
وتقدم العرب المسلمون بعد انتصارهم على البيزنطيين وحلفائهم نحو دمشق وبقية مناطق سورية ،، لكنهم اتخذوا أراضي الجولان الغنية بالمياه والمراعي منازل لهم ومعسكرات لجيوشهم ،، وغدا الجولان المركز الرئيسي للفعالية العربية ، واتخذت قرية الجابية المعروفة منذ القدم كمقر مهم للغساسنة معسكرا رئيسيا للجيش العربي ، واحتفظت بأهميتها خلال القرون الثلاثة الأولى ( وكانت قد بنيت عند تل الجابية الى الشرق من منخفض الرقاد - علان وتعني كلمة جابية بلغة البدو المشرب ، مورد الماء )
وقد قام الخليفة عمر بن الخطاب بزيارة الجابية في السنة السابعة عشر للهجرة وهناك التقى بأمراء المسلمين في الشام قبل أن يتوجه الى القدس ، وفي الجابية ترأس أمير المؤمنين الاجتماع الذي تقر فيه ترك الراضي الزراعية بأيدي المنتفعين بها .
وفي العصر الأموي انعقد في الجابية المؤتمر الذي قرر مبايعة مروان بن الحكم بالخلافة ، وفي الجابية نفسها أو على مقربة منها بدأ تنظيم الحركة السرية التي تعمل لنقل الخلافة الى إمام من آل البيت .
إن الجولان بما له من موقع مهم كمفترق للطرق وعلى مقربة من الأماكن المقدسة تلقى ضربات قاسية زمن الحروب الصليبية بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر للميلاد ، وفي تلك المرحلة كان للقلاع القائمة في المنطقة وأهمها : قلعة الحصن - وقلعة الصبية عند بانياس أهمية كبيرة في السيطرة على الطرق وفي مراقبة المنطقة ، ،. وفي عام 1105 -1106 تقدم الفرنجة حتى موقع العال وبنوا هناك حصنا ، ولكنهم لم يستطيعوا الاحتفاظ به طويلا ،وقد وجد في إحدى الوثائق الصليبية اسم قرية الى الجنوب الشرقي من القنيطرة واسمها صرمان .
وقد كانت طبرية بوصفها مقرا صليبيا تتلقى حتى معركة حطين العظيمة عام 1187 جزءا هو على العموم مقدار النصف من عائدات السلط والبلقاء والجولان والمناطق المجاورة حتى حوران.
وتلقى إقليم الجولان النتائج المريرة للغزو المغولي الثاني في مطلع القرن الخامس عشر بقيادة تيمورلنك ،، ولــــكن اعتبارا من العام 1516 م بدأ عصر جديد في تاريخ الشرق الأوسط تميز باحتلال الأتراك العثمانيين للبلاد وحلولهم في سورية محل سلطة المماليك . وقد دامت السيطرة التركية أربعة قرون حتى الحرب العالمية الأولى في مطلع القرن العشرين .وقد شهدت هذه الفترة الطويلة من السيطرة التركية سلسلة من الاضطرابات ،عمت البلاد ، وكان أشدها خطرا اجتياح قوات الجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا البلاد في الثلث الأول من القرن التاسع عشر ،،. ومن بقايا هذه الحملة المصرية على سورية جسر الرقاد القديم وطريق يدعى الطريق المصري
أحتلال الجولان
. كان احتلال الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب العدوانية التي شنتها الدولةالعبرية في حزيران عام 1967، إذ تمكنت إسرائيل، من احتلال مساحة 1,250كم2، من اصل مساحة الجولان الكلية البالغة حوالي 1860كم2، بما فيها المنطقة المنزوعة السلاح، التي تبلغ مساحتها 100كم2.
لقد طردت إسرائيل من سكان الجولان، أثناء وبعد العدوان 131 آلف نسمة، من اصل عدد السكان البالغ، قبل الاحتلال، 153 ألف نسمة، حسب إحصاء 1966.
ليس هذا فحسب بل قام المحتلين بهدم عدد من القرى ومحيها من الوجود بعد تهجير سكانها و هذه القرى
هي: الخشينية, فبق, جباثا, الزيت ,عيون الحجل, كفر حارب, الأحمدية, عين فيت, بانياس, الدورة.
تحية لأهلنا في الجولان ترى هل نسيهم سميح شقير أيضا؟
ملاحظة أخذت المعلومات من موقع جولان الألكتروني
#أحمد_م._الحوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟