متى تنهض طليعة المعارضة الوطنية لقيادة مقاومة الاحتلال الامريكي

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 12:12
المحور: سيرة ذاتية
    

متى تنهض طليعة المعارضة الوطنية لقيادة مقاومة الاحتلال الامريكي
ومع مرور ثمانية ايام على الحرب بكل دقائقها ولحظاتها اتابع مع الاخرين مجرياتها وما يتحمله شعبنا ولاسيما الاطفال من قتل وترويع , كتبت هذه الكلمة , وارسلتها الى القوى الوطنية,
ثمانية ايام على اشتعال الحرب ومجراها لا يعرف موعدا , ثمانية ايام والقصف الصاروخي ومختلف اسلحة الدمار المحرمة دوليا تحصد ارواح العراقيين ولاسيما الاطفال , ويروع الاطفال باصوات الانفجارات دون انقطاع , وتتوتر اعصاب الجميع ويحرمون من النوم والهدوء لحظة !! ثمانية ايام والقوات المسلحة العراقية تقاوم , رغم كل ما تحملته من ارهاب النظام وما فرضه عليها من خوض حروب عدوانية فاشلة وعرضها لهزائم مهينة , لادراكها بان هذه المعركة هي معركة الشعب والوطن, وليس معركة صدام , معركة حماية الاستقلال الوطني من الاحتلال الامريكي!! وهي مسؤليتهم الاساسية وواجبهم في احترام شهداء الشعب الذين سقطوا لحمايته منذ ثورة العشرين.
ان قيادة صدام لمقاومة قوات الاحتلال مهما بلغت من الشدة في هذه الفترة فانها لا تستمر ويجب ان لا ننسى تجربة, خيمة صفوان, واستسلام صدام لكل شروط القوات الامريكية , والشرط الوحيد اليوم هو, احتلال العراق, لقاء سلامة شخصه وسلامة ما نهبه من ثروات العراق ودماء العراقيين . ولاشك بانه سيغدر بالقوات العراقية المسلحة كما سبق وغدر بها وسلم رقابها للقوات الامريكية . ولذلك فان اطمئنان القوات المسلحة الباسلة التي تتصدى لقوات الاحتلال الى وجود قيادة سياسية وطنية مخلصة لمقاومة الاحتلال سيعجل من تمكنها من اسقاط صدام ويضاعف من طاقاتها على مقاومة الاحتلال وتحرير الوطن من الاحتلال والنظام الدكتاتوري والمساهمة الفعالة في بناء العراق الديموقراطي الذي يضمن حقوق الانسان للجميع.
لقد جرت دراسات عديدة لاسباب فشل انتفاضة اذار/1991 واجمعت على ان السبب الرئيس هو غياب القيادة السياسية الميدانية للانتفاضة الى جانب الدعم الامريكي للنظام الدكتاتوري جويا. وهنا المسؤلية التاريخية في التصدي لتحقيق القيادة السياسية الميدانية لمقاومة الاحتلال واسقاط النظام مضاعفة!! فما يواجه شعبنا اليوم هو حرب عدوانية ماحقة واحتلال همجي لا يعرف مداه . وتحويل العراق الى قاعدة انطلاق لحروب اخرى ضد شعوب امنة تحقيقا لا حلام الادارة الامريكية بالهيمنة على العالم. انها مسؤلية وطنية وعربية وعالمية!!
ان الشعب العراقي اليوم وقواه المسلحة بامس الحاجة الى القيادة السياسية الميدانية المخلصة , التي تستطيع ان تضع لها الاستراتيج والتاكتيك الملائم الصحيح وان تربط بين نضال الجماهير ونضال القوات المسلحة , وبين الاهداف الانية والاهداف المرحلية , وتضمن وحدة القوى الوطنية , وامن وقوت الجماهير بعيدا عن الاعمال الانتقامية والنشاطات الغوغائية التي تثيرها قوات الاحتلال واتباعها لتشتيت قوى الشعب واضعاف معنوياته.
ان اصالة الشعب العراقي الثورية وجذور حب الوطن المتاصلة في قلوب العراقيين دفعت الالاف من العراقيين للعودة للوطن لمشاركة الشعب في المحنة , الامر الذي ادهش الاصدقاء قبل الاعداء , بعد ان كانوا يتوقعون فرار الملايين منهم الى خارج الوطن!! فالاجدر بالطلائع السياسية الوطنية ان تبادر الى تفعيل قيادة سياسية ميدانية موحدة لتنظيم وتطوير مقاومة الاحتلال واسقاط الدكتاتورية والتمهيد المنظم والفعال لتحقيق البديل الديموقراطي , ببناء ركائزه التنظيمية والقانونية, لكي تسير جنبا الى جنب مع عمليات مقاومة الاحتلال واسقاط الدكتاتورية. والبدء فورا بما يتوفر دون اي انتظار!! ان البشرية عموما تتوجه بانظارها الى مقاومة شعبنا الباسلة وتسندها ولابد من دعم وتطوير هذه المساندة بتطوير تجاربها بتجربة شعبنا وتعزيز ثقتها بقدرة البشرية على تحدي قوى اعدائها والانتصار عليهم.
وتتوالى الايام والشعب العراقي ينزف دما واشلاء الضحايا من الاطفال والنساء والشبيبة تملآ شاشات التلفزة تمزق قلبي وتثير عواصف مشاعري فلا اجد الا في صمود الجيش العراقي في الدفاع عن الوطن بل عن البشرية من وحشية الامبريالية الامريكية ما يهدؤني وفي التضامن من جميع شعوب العالم ما يشد ازري , وفي وعي بعض الجنود البريطانيين والامريكان ورفضهم لهذه الحرب الاجرامية باشكال متعددة ما يعزز ثقتي بقدرة البشرية على لجم اعدائها. ويؤلمني اشد الالم موقف الانتظار السلبي للقوى الوطنية وطلائعها السياسية. فاذكرهم بالمواقف المماثلة التي كان لها دورها فيما عاناه شعبنا دون جدوى .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات