أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشرى علي وهيب - الخصخصة بين السياسة والإقتصاد /2














المزيد.....


الخصخصة بين السياسة والإقتصاد /2


بشرى علي وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 00:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



إذا كانت الدوافع الأساسية للخصخصة في البلدان المتقدمة في معظمها دوافع إقتصادية ، فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ماهي دعوى قيامها في البلدان النامية ، هل هي بفعل ضغوط سياسية خارجية أم بفعل رغبة داخلية حقيقية في الإصلاح الإقتصادي ؟ وإذا كانت بفعل رغبة داخلية للإصلاح الإقتصادي فهل أن الدول النامية لها نفس المشاكل الاقتصادية في البلدان المتقدمة ؟ .
ان التسليم بآلية السوق كأداة مهمة لتخصيص الموارد يمكن أن يصح فقط في حالة وجود منافسة كاملة ، وهذا من غير الممكن تحقيقه حتى في الأسواق المتقدمة . فمن المعلوم أن المنافسة إختفت لتحل محلها نوع من المنافسة الإحتكارية، بالإضافة إلى أن آلية السوق نفسها كانت من الممكن أن تجر الدول الرأسمالية إلى كوارث وأزمات كثيرة لولا تدخل الحكومات . ففي الولايات المتحدة مثلا تقوم الحكومة بتقديم دعم إلى القطاع الزراعي بما لايقل عن (5 ) مليار دولار سنويا من أجل الإبقاء على هذا القطاع ، لأن انخفاض متوسط الربح فيه أسوة ببقية القطاعات (المالية – البنوك - .. ألخ ) يؤدي إلى عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار فيه كما أن تدخل الدولة هو الذي مكن من نقل بعض الصناعات لولايات أخرى كولاية واشنطن التي لم تقم بها أي صناعة . وفي إنكلترا عندما حدثت بطالة بسبب سوء توزيع الصناعات، تدخلت الدولة لتعيد نشرها وتوزيعها . وبذلك كان وجود الدولة ضرورة تنموية لم تستطع أكثر الدول تقدما الإستغناء عنها، فكيف يمكن أن تستغني البلدان النامية عن وجودها .
لقد تعددت الآراء التي تفسر دوافع نقل الخصخصة إلى البلدان النامية فيرى البعض أن الدول المتقدمة تسعى لتطبيق هذه السياسة من خلال أساليب الضغط المتمثلة بشروط البنك الدولي وصندوق النقد بدوافع عقائدية (الصراع ضد الماركسية وما ترتكز عليه من أفكار ) إن التسليم بهذا الرأي دفع تحزب المؤيدين إلى هذا الطرف أو ذاك وأدخلهم في دائرة الجدل العقيم (الرأسمالية أو الإشتراكية ) ، ( التكيف أم فك الإرتباط ) .. ألخ . مما قاد إلى إهمالهم المشكلة الحقيقية التي تقف وراء هذه الدعوة .
أما الرأي الثاني ، فهو الذي يفسر هذه الدعوة بدوافع إقتصادية بحتة ، كأن تهدف إلى تقليص عجز الموازنة الحكومية . وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي :- هل أن الإطار العام للنشاط الإقتصادي أصبح مؤهلا لسريان قوانين الإقتصاد الرأسمالي ، بحيث أن مجرد إنسحاب الدولة وإحلال القطاع الخاص بدلا عنها يعني تطبيقا للخصخصة وتحقيقا لمعدلات نمو مرتفعة ؟
إن الوسائل المباشرة في تحفيز القطاع الخاص ، لاتلعب دورا مهما إلا بعد أن يكون الإطار العام للنشاط الإقتصادي مؤهلا فعلا لتطبيق الخصخصة .لأن إذا نجحت في البلدان المتقدمة ، فلأن لهذه البلدان أطر مؤسسية وأدارية وقانونية مناسبة يعمل في ظلها القطاع الخاص. إضافة لسلوكيات الفرد والمجتمع التي تختلف عماهو موجود في البلدان النامية .
لقد شهدت الفترة من 1775 -1850 مساهمة الدولة الجادة في تصنيع الدول الأوربية ، ورغم تفاوت هذه المساهمة وعمقها بين الدول والتي تراوحت بين تشجيع المنح والإعانات إلى القروض والتمويل الحكومي المباشر والضمانات والمكافآت على براءات الاختراع ، بالإضافة إلى القيود على الواردات وتعريفات الحماية والإعفاء الضريبي .. إلخ ، إلا أنها تشترك جميعا في كونه تدخلا مؤقتا ريثما يستطع المشروع الوقوف على قدميه . كما حصل بالنسبة لفرنسا وسويسرا وهولندا وبلجيكا وهنغاريا والولايات المتحدة الأمريكية ،ففي عام 1799 ، إشترت الحكومة السويسرية أربعة الآت للنسيج كنماذج ، وما أن ثبت نجاحها حتى قامت ببيعها للقطاع الخاص ، وبذلك لعبت الدولة دور القطب الذي تشكلت حوله الرأسمالية الخاصة ووفرت لها شروط الإنتقال .


يتبع / .....



#بشرى_علي_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصخصة بين السياسة والإقتصاد
- البلدان المتقدمة والإنتقال من ميدان الصراع السياسي الى التعا ...
- الثورة العلمية والتكنولوجية وإعادة هيكلة الإقتصاديات
- الإطار التاريخي لنشوء الدولة والقطاع العام في الدول النامية
- الهيمنة الإقتصادية مابعد الحدود
- إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي / 3
- إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي /2
- إشكالية الفكر الإقتصادي التنموي / 1


المزيد.....




- جوزيف عون: الإصلاحات الاقتصادية أساس بناء الدولة.. وحماية ال ...
- مصر تسجل رقمًا قياسيًا في صادرات الصناعات الغذائية خلال 2024 ...
- تقرير: انخفاض أسعار السلع في مدينة حلب السورية بعد انتهاء -س ...
- -وول ستريت جورنال-: رسوم ترامب الجمركية أغبى حرب تجارية في ا ...
- خبراء اقتصاد عن رسوم ترامب الجمركية: خرج المارد من القمقم
- ترامب يؤكد تعليق فرض الرسوم الجمركية على المكسيك لشهر
- “حكومة الجزائر” تصدر بيان هام لكل من يملك البطاقة الذهبية
- -أوبك+- تبقي على سياسة الإنتاج دون تغيير رغم دعوات ترامب
- الولايات المتحدة -كندا - الصين: ما هي التداعيات الاقتصادية ل ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يردون على تهديات ترامب ويؤكدون استعداد ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشرى علي وهيب - الخصخصة بين السياسة والإقتصاد /2