أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز















المزيد.....

الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه ان الانتخابات العراقية قد شكلت مفاجأة غير متوقعة للكثيرين من المراقبين والمحللين من حيث النقاط الايجابية التي حققتها والتي ينبغي ان يسجلها - انصافا للتاريخ - حتى من كان ولازال معارضا لها او شاكا بها. هذا لايعني ان العملية كانت خالية من سلبيات عديدة وخاصة من الناحية الفنية والتي يتحمل مسؤوليتها المفوضية العليا للانتخابات حيث تم حرمان قرى ونواحي واقضية في سهل نينوى من ممارسة حقهم الانتخابي بسبب عدم وصول صناديق الاقتراع اليهم الا ان ذالك لايمنع من الاعتراف بان العراقيين بشكل عام قد تمنكوا وبنجاح من اجتياز حواجز مهمة في طريق مسيرتهم الديموقراطية

اما الحاجز الاول فقد تمثل في احترام الزمن حيث تم اجراء الانتخابات في موعدها المقرر. قد تبدو مسألة احترام الوقت والموعد غير جوهرية للانسان الشرقي ولذالك فكثيرا ما نتشبث بالمقولة الشهيرة والتي كررها الرئيس العراقي المؤقت الشيخ غازي الياور وغيره من السياسيين العراقيين في- ان التاريخ ليس مقدسا - على النقيض مما هو موجود في الدول الغربية حيث احترام الزمن يمثل قيمة اجتماعية عليا وهنا نعتقد ان الدور الامريكي كان حاسما في الاصرار على اجراء الانتخابات في موعدها في الوقت الذي لو اتيحت حرية الاختيار للقيادات العراقية لفضَل الكثيرون منها اجراء تغيير في موعدها وكان هذا ماعبَر عنه الكثيرون منهم علنا او ضمنا. لا بل ان نظرتنا المزمنة الى الزمن والتاريخ كونهما امران ثانويان الى الحد الذي اعتدنا عملية التلاعب بهما جعل الكثيرون يتوقعون ان الانتخابات سيصار الى تأجيلها في اللحظة الاخيرة كما جرت العادة ان تتخذ القرارات النهائية في الوقت الضائع بالشكل الذي تكون فيه هذه القرارات النهائية مختلفة جذريا عن الاعلانات والتصريحات والتعبئة لا بل حتى عن القرارات التي سبقتها بايام

اما الحاجز الثاني فقد تمثَل في نسبة المشاركةفي هذه الانتخابات حيث تحرر العراق بل المنطقة عموما من تلك النسبة الباعثة للسخرية (99,99) . ان نسبة اقل او اكثر من ال ( 60% ) تعني بكل تاكيد اعترافا كاملا بالرأي الاخر حيث ان اعطاء النسبة الصحيحة والدقيقة لغير المشاركين بالرغم من اختلاف اسباب عدم المشاركة يمثَل تقديرا للوزن الذي يمثله هؤلاء وحافزا لكل الكيانات السياسية وللدولة للعمل بكل الوسائل لضمان مشاركتهم في العملية الديموقراطية عكس ما تفعله نسبة ( 99,99 ) من تهميش بل اقصاء بحقهم. انها المرة الاولى التي يتحرر فيها بعض من السياسيين في الشرق الاوسط من عقدة تلميذ الصف الاول الابتدائي الذي لايرضى باقل - من عشرة من عشرة - تقديرا له كما ان اؤلئك الذين شاركوا وهم الاغلبية لم يفعلوا ذالك بفعل التهديد والوعيد بل ذهبوا الى مراكز الانتخاب بمحض ارادتهم التي يتوجب احترامها

لسنا هنا في معرض حصر كل الحواجز التي تم اجتيازها بالرغم من اهميتها ولكننا نرى ان الحاجز الاهم الذي يقف الان في طريق العملية الديمقراطية في العراق يكمن في توفر الشجاعة الكافية لدى جميع الاطراف المشاركة وغير المشاركة في الانتخابات على الاعتراف بنتائجها النهائية - بعد الانتهاء من النظر في الاعتراضات - واعلان اختتام الموسم الانتخابي وعدم التحجر في موقع المعارضة من اجل الاستغلال الامثل للفترة الواقعة بين انتخابات واخرى لدفع مسيرة البلد الى الامام لان اي بلد لن يجد فرصة للتطور اذا بقي يعيش في اجواء معركة انتخابية دائمة . لقد تجول الرئيس الامريكي الاسبق الديموقراطي بل كلنتون في مختلف الولايات الامريكية من اجل حشد التأييد للمرشح الديموقراطي كيري في الانتخابات الامريكية المنصرمة وكان اي كلنتون قاسيا احيانا في توجيه الانتقادات الى سياسة الرئيس بوش الداخلية والخارجية ولكن ما ان انتهت الانتخابات واعلنت النتائج حتى اصبح الجميع جزءا من سياسة الرئيس بوش بالرغم من ارائهم السابقة فيها ولذالك لاعجب ان نسمع الرئيس كلنتون نفسه وهو يصرح قبل ايام في ان الولايات المتحدة قد ذهبت ولاتزال موجودة في العراق لمحاربة الارهاب. لقد تجاوز الرئيس الامريكي بوش عتبة ال ( 50% ) بصعوبة ليضمن الفوز في الانتخابات الامريكية ولكن ذالك العدد القليل الذي تخطى به الرئيس الامريكي خصمه في الانتخابات كان حاسما في جعل المرشح الديموقراطي يعترف بشجاعة بنتيجة الانتخابات ويطالب من صوَت له بالعمل معا تحت قيادة الرئيس المنتخب. ان الاتيان بهذه الامثلة لا يعني الايمان بمضامينها بل الاستفادة من القيم التي تمثلها في رفض العنف والاحتكام الى صناديق الاقتراع كونها تحتوي ارادة الشعب ومن حق البعض ان ينظر الى الولايات المتحدة نظرة عداء ولا غرابة ان يستفيد الانسان حتى من اعدائه ناهيكم عن ان هذه القيم والمثل الديموقراطية ليست حكرا على الولايات المتحدة وحدها

لقد قُدِمت الديمقراطية وصفة بديلة لنظام الحزب الواحد في الجمهوريات السوفيتية اثر انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وقد اتت الوصفة بنتائج ايجابية في قسم من هذه الجمهوريات مثل روسيا ودول البلطيق واوكرانيا في حين لم تستطع جمهوريات اخرى من ابتلاعها وتقيأها البعض مباشرة او اصيب بالاسهال لفترة لكن جميع نتائج هذه الوصفة كانت متوقعة - باستثناء ما حصل في بلاروسيا - بسبب غياب الارث الديموقراطي في بعض من تلك الدول وافتقارها للمناخ الذي ينسجم مع التقاليد الديموقراطية. ان الاحكام المسبقة المبنية على التحليلات النظرية ليست صحيحة على الاطلاق فلكل قاعدة شواذ واذا كانت الماركسية قد اصيبت بالدهشة لانها وجدت لها اول فرصة في روسيا القيصرية وليس في احدى الدول الصناعية المتقدمة كما كانت تتوقع اصلا فان الانتخابات العراقية قد شكلت ايضا مفاجأة كبيرة ليس عيبا على اي كان ان يعيد بناء حساباته استنادا الى وقائعها

ان المثل الروسي يقول ان البداية الطيبة نصف العمل فهل سيستثمر السياسيون العراقيون هذه البداية الطيبة في الترفع عن المصالح السياسية الحزبية او المذهبية او القومية الضيقة وينطلقون معا لحل المعضلات الوطنية الكبرى فلا يندم الناخب العراقي الذي قرر ان يتحمل المخاطر ويذهب الى صناديق الاقتراع لكي يرسم لاؤلئك السياسيين الخطوط العريضة لصورة العراق الجديد. هذا التساؤل الكبير سيجيب عنه المستقبل القريب



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز