أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي ياسين - أريد الذي لا تريدون














المزيد.....

أريد الذي لا تريدون


رامي ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


يكبرُ الليلُ فوقَ زندي
ينضجُ قليلاً قليلاً كمذاقِ القهوةِ
ويسكبُ على قميصي همّهُ..
والروحُ تهذي حينَ الليلُ
أو تخفي سرّها عندهُ..
كلّ سماءٍ تحتملُ أسراراً بقدر نجومها
وساذجٌ من يعلّق على ليلِ السّماءِ حلمَهُ..
أو يكتفي بقليلٍ من دمعِ الغيمِ
ويخافُ المطرَ الرّعديَ قلبَهُ..
والهزيمةُ لا تفرّق بين السّاذجِ والمعتزّ بنفسهِ
هي انتحارٌ للرغبةِ إن اعترفتَ
أو تيهٌ لمن يعرفُ..
تعبتُ من الرملِ الباردِ
ولا أرى في هذه الصحراءَ غيري
أتأخرتُ؟
أم أنّي أولُ الواصلينَ؟
كم انتظارٍ على الرّوح أن تستوعبَ
والعقلُ صار ساعةً
والقلبُ بَرَدْ؟
أتعرفُ يا من تعرفُ
إنّ في الانتظارِ متعة للهذيان
أو في الصفنة لمن يجيدها
ولذّةً أخرى في تملّقِ الرّوح للجسدْ..
تهذي بأسمائي الأخرى من ليست تعرفني
وتستفيقُ على حلمٍ بليدٍ
لينقطعَ الوحيُ عن القصيدةِ
أو تنخرسَ أجراسُ الروح يوم أحدْ..
وماذا بعد؟
أأنتظرُ سنةً أخرى كي يستقيمَ المعنى؟
أو امعن في معنىً آخر للسرّ
أأنتشي بلذّاتٍ جديدة
علّ الرقم القياسي في الصبر بعد أيوب ينكسر؟
خذ هذه اللذّاتِ عنّي وانصرف
ألا يكفيك كلّ هذا العبث؟
ألا يكفي كلّ هذا الانتظارِ لتشبعَ رغبتكَ للأبدْ؟
سئمتُ الصحراءَ
والسّماءَ المتحوّلةِ
سئمتُ سماعَ الصّدى في روحي
حين أفكّرْ ..
سئمتُ من التقدّمِ هروباً
والفرارْ..
سئمتُ من الخبزِ اليابسِ
والحبّ اليابسِ
من قصصِ العشّاقِ تشبهُ بعضها
والتكرارْ..
سئمتُ الصمتَ حين العجز
سئمتُ الترجّي
والشكّ ساعةَ معرفةٍ
والانتظارْ..
سئمتُ التبدّل حين الحاجةِ
وردّاتِ فعلِ الماءِ حين الظمأ
سئمت الوقوف
سئمت الحروف
سئمت التخلّي
والنّدم حين الخطأ
سئمت التفرّد
سئمت التمرّد
وأريدني..
أريد الذي لا تريدون..
حلماً قمحاً لا يذبلُ!
يضيقُ الوقتُ من ارتشاحِ الحزنِ على القلبِ
فيتّسع المنفى..
وأهذي باسمكِ كلّما ترجّل الفرسانُ عن صهوةِ أجسادهم
ومات الفدائيّ مرةً أخرى
يا ربّ كيف للرّوح أن تموتَ مرّتين في الولادةِ الأولى للأمل؟
كيف يمكن للذئابِ أن تنبحَ كلّما مرّ كلبٌ
أو ضاق جبل؟
يا ربُّ: إنّي اهتف باسم الفقر
والجموع التي تنتمي
ومن يناضل
فرحاً لمن عشقوا وهجّروا من ترابهم
عودةً أخرى..
وأريد بحراً ، قارباً للمنفيين
يأكلون الحديد شوقاً
أسرى..
حلماً كاملاً بالعتقِ
تنظيف الوسخ
اعتناق الامل
انكسار الملل
انتحار المخلّص الأيقونة
ارتباك الذاكرة حين اليأس
والجدل..
أريد ايمانا بالجدوى
انتشار الوعي بالعدوى
وأريد الشعلة دربا
تسليح الأقلام الى أقصى استيعابها
انتصار مقاومةٍ
انسحاب الحرّاس
ضرب الأجراس
وفرطٌ بطيء لخيوط المؤامرة..
وأريدني
أريد الذي لا تريدون
وطناً يعرفني، ويخضرّ باشتياقي!

وأهذي باسمكِ كلّما مرّ طيفٌ من جهةِ العراق يشبهكِ!
يا قلبُ: ألا يكفي هذا الترابُ
وأنصافُ الأصابعَ لتكتملْ؟
يا قلب اتسع قليلاً
هي تفرد يديها حين تصحو فجراً
ويكتمل اللون البري في عينيّ لحظةَ اغفاءةٍ
واشتباكُ الأصابع حين الصحو
والمطر..
يا قلبُ ارتحلْ..
ذاك درجٌ بسلمتينِ
وجنديّا واحداً خلفَ البابِ
لا تحذر من الأسلاك الشائكة قد عهدتها
ولا من نسيانك
فالذاكرة بلدْ..
آهٍ يا وجعي يشبه هذا الباب
والمسافةُ تكبرُ بين روحي والجسد
ويرجعُ الصّدى
لا أحدْ!

رامي ياسين
[email protected]



#رامي_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنها أزرق
- شغف
- الطريق
- دائرة موت وعبث
- لذّة
- أن لا تعرف ماذا تريد
- الذات المكبوتة
- غالب هلسا..في يوم ميلاده عاد من المنفى محمولا في نعش
- أين النهج الثقافي العربي


المزيد.....




- من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق ...
- الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الغاوون:قصيدة (جحود ) الشاعرمدحت سبيع.مصر.
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي ياسين - أريد الذي لا تريدون