|
بين شفيق مرسى
مينا مجدى القس يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 22:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انتهت الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية المصرية بسلام وخرجت الارقام لتؤكد أن الاعادة ستكون بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى وقد جاء حمدين صباحى فى المركز الثالث ليؤكد أنه الحصان الاسود فى هذا السباق ، وقد كان وصول أحمد شفيق ومحمد مرسى للاعادة مفاجئاً لكثيرين ولكنه لم يكن مفاجئاً لى على الاطلاق ، وكان سر عدم اندهاشى معرفتى أن الانتخابات الرئاسية المصرية لا تجيب عن سؤال هل الشعب المصرى مع الثورة أم لا ؟ ولكنها تجيب بالاحرى على السؤال هل يريد الشعب المصرى مصر مدنية أم دينية ؟!!! نعم ذلك هو السؤال الحقيقى الذى ستسفر عنه نتيجة الاعادة وقبل أن ندخل جولة الاعادة علينا أن نعى جيداً أن أمامنا خيارين لا ثالث لهم إما أن نختار نظام مبارك متمثلاً فى أحمد شفيق أو نختار نظام الخومينى متمثلاً فى محمد مرسى و لكن يجب أن نضع فى الحسبان شيئاً هاماً أن نظام مبارك قد سقط فعلياً ولا يمكن إعادته وهذا ما يسمى بالتطورالطبيعى والتاريخى للمرحلة فلا يمكن بأى حال من الاحوال الظن أنه فى حالة فوز شفيق سوف يستعيد نظام مبارك ، عفواً عجلة الزمن لا ترجع للوراء ولا يمكن إعادة انتاج نظام مبارك ،إذن نحن أمام نموذجين ، النموذج الاول هو نظام له ملامح النظام المباركى ولكن به تعديلات جوهرية وهى مكتسبات ثورة يناير العظيمة وأولها أن الثوار قد أسقطوا نظام مبارك وبالتالى أى رئيس قادم من خارج العباءة الدينية سوف يخشى بشدة من الثوار ويضع فى حسبانه أن هؤلاء الثوار قد أزاحوا نظاماً عتياً فلو أتى شفيق رئيساً من المؤكد أنه سيضع نصب عينيه لحظات سقوط مبارك بل ويتذكر جيدا أن الثوار قد أزاحوه عن الوزارة ،يجيب البعض بأن شفيق فى أحاديثه التلفزيونية الاخيرة أعلن عدم خشيته من الثوار وأقول أن هذا يشبه بلطجى قد تلقى علقة ساخنة ويصرخ ويقول له لن تستطيع أن تضربنى أو ما يعرف بالعامية المصرية " ماتقدرشى" على الجانب الاخر مرسى فهو يستعيد النموذج الايرانى ولكن بشكل سنى وليس شيعى ، وعلينا أن نتذكر أن مرسى هو جماعة وليس فرد ، فلو ترشح محمد مرسى بطوله لما حصل على عشرة أصوات فليس له أى كاريزما وغير مقبول من الشارع ، إذا لو أتى محمد مرسى رئيساً ستكون جماعة الاخوان هى التى أتت به الى كرسى السلطة وليست أصوات الناخبين المصريين ، سيكون حشد الجماعة والقدرات المالية للجماعة هى التى أتت به وبالتالى لن يعبأ بالمعارضين ولا الثوار ، فأصوات الناس مجرد الة ميكانيكية تأتى به الى السلطة وليس اقتناع حقيقى بشخصه وقد رأينا بروفة حقيقة من قبل فى استحواذ الاخوان على كافة اللجان النوعية فى مجلس الشعب وعلى اللجنة التأسيسية للدستور "فعندما أتوا بممثلين للمرأة والاقباط والطلبة " أتوا بهم من داخل حزب الحرية والعدالة –حزب الاخوان المسلمين – مما يمثل اعتقاد راسخ للاخوان المسلمين بأن الاخرين لا قيمة لهم وقد صرح مرسى بعد وصوله الى جولة الاعادة وقال انه الفتح الثانى لمصر وعلى الاقباط أن يدفعوا الجزية أو يرحلوا !!!!!!!!! هل يمكن أن نصدق أن نظام مبارك بكل طائفيته يمكن أن يفكر بفرض الجزية على الاقباط ؟ أو أن يدعوهم للهجرة ؟ فكر جيدا عزيزى القارىء قبل أن تختار ، كما أن القوانين التى طرحها الاخوان فى مجلس الشعب تمثل إنذارا حقيقيا للشعب المصرى ، فقد قدموا اقتراح بقانون بمراقبة الصحف ووسائل الاعلام المختلفة مما يمثل انتهاكاً صريحاً لحرية الصحافة والاعلام ونعود لنسأل مرة أخرى هل نظام مبارك بكل طغيانه كان من الممكن أن يصدر قانوناً بانتهاك حرية الصحافة ومنعها دون إبداء سبب كما يطلب قانون الاخوان ؟ لقد علق الاعلامى عمرو أديب على هذا القانون بأنه قانون على الهوى وانه سيتم منع الصحف والبرامج التى لا توافق رأى الجماعة " يعنى لما أحب أجى أجى ولما أحب ماجيش ماجيش " أما فيما يخص الشهداء فقد صرفت أحمد شفيق عندما كان فى الوزارة 50 الف جنيه لكل شهيد حتى وإن كانت وزارته وقتها ضد الثورة ، أما الاخوان فقد أعلنوا أن شهداء بورسعيد بلطجية وأن شهداء محمد محمود مجموعة من المرتزقة بل قاموا بسب الثوار والشهداء فى داخل مجلس الشعب ، قد أتفهم أن يرفض شفيق اعتبار شهداء الثورة شهداء بإعتباره ضد الثورة "وهذا لم يحدث " ولكن لا يمكن أن أفهم كيف يعتبر مجلس الشعب الذى أتى بأصوات الناس ولا سلطة فوقه الشهداء بلطجية وآفاقين ؟!!!!!!!! إذن إذا كان بيننا وبين نظام مبارك دم فإن بيننا وبين الاخوان نفس الدم وهل ننسى بيانات الاخوان بعد مذبحة ماسبيرو التىهللت للجيش المصرى الذى قتل 27 من الاقباط ؟!!!!!!!!!!! أما عن وضع التعليم فتذكر أن نظام مبارك بالرغم من بشاعته قد أنشا المدارس التجريبية واللغلت والانترناشونال والاخيرتين ليس للدولة سلطان عليهما أما برلمان الاخوان فقد طالب بمنع تدريس اللغة الانجليزية حتى يعيدنا الى زمن القرون الوسطى وحتى يحافظ على المنتج الجاهل الذى ييأتى به مرة أخرى الى السلطة ، يحتار الثوار فى الاختيار بين شفيق ومرسى وأقول الاجابة شفيق بدون تردد ،فقد أسقطنا نظام مبارك ومعنا الكتالوج أما الاخوان فلن نستطيع فمن يخرج عليهم كافر نعم الاجابة شفيق
#مينا_مجدى_القس_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا نرفض حكم الاخوان المسلمين ؟
-
رؤية سياسية فى الانتخابات البرلمانية المصرية
-
موقفى من البرادعى
-
سيبوا اخوتنا المحبوسين
-
دماء تصرخ
-
رسالة الى البطل
-
القائد الزعيم معمر القذافى
-
مذكرات مواطن فرشوطى
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|