أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم














المزيد.....

سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 15:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد يخجل أحدنا من ممارسة بعض التصرفات التي توحي له بأنها عيب فلا يمارسها أبدا حتى لو كان في داخل غرفة نومه المغلقة أي حتى لو كان في داخل صندوق ,ولكن من المُلفت للانتباه أن الإنسان لا يرد على ما هو مُحرم بحيث يمارس المحرمات عليه من أفعال وأقوال وأكل وشرب ونوم دون أن يشعر بالخجل من نفسه أو بالخوف من الله,وهذا على خلاف العيب حيث يشعر الإنسان بوخز الضمير عندما يقترب من أشياء المساس فيها عيب كبير,وبصراحة سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم.

في مجتمعاتنا العربية كما في غيرها من المجتمعات دوما هنالك أشياء محرمة تحريما سماويا وقطعياعلى الإنسان ورغم ذلك يخترق الإنسان هذه المحرمات ويمارسها وهنالك أشياء غير محرمة إطلاقا وغير مكروهة ولا نستطيع أن نقول عنها بأنها محرمة ولكنها في نظرنا نحن فقط لا غير (عيب) كبير ومن الممكن أن نطلق على مجموعة العيوب مصطلح(الدين الشعبي) أو الديانة الشعبية,وأننا هنا على الأقل عثرنا على أشياء من العيب علينا ممارستها ونخشى نظرة الناس لعيوبنا جميعا سواء أكان ذلك أنت أو أنا,فأنا أخجل حين ينظر أي شخص إلى عيوبي أو حين يكتشف ما بي من عيوب ولكن لا حرج من أن أمارس بعض المحرمات المحرمة دوليا فهذه المحرمات نستطيع تفاديها بعد ذلك إما بالطاعة وإما بالتكفير عنها,ويبقى العيب أو الأشياء التي نصفها بأنها عيب أقوى بكثير من المحرمات, وهنالك ملاحظة هامة وهي أنه ليس من الضروري أن يكون كل ما هو عيب محرم أو حرام مُحرم تحريما قطعيا,وتستطيع أن تقيس على نفسك كثيرا من تصرفات الناس حولك لترى بأم عينك كيف يمارسون المحرمات ويقتربون من حدودها في نفس الوقت الذي يهابون فيه من الاقتراب من الأشياء التي نقول عنها بأنها عيب,فالعيب من الصعوبة أن نمارسه علنا كما نمارس الأشياء المحرمة وبلغة أخرى المواطن في الدول العربية يخشى من الناس ويستحي منها ولا يخشى من الله ولا يستحي منه,فلو اقترب من شيءٍ وقلنا له هذا حرام فإنه لا يتردد في الإقبال عليه وممارسته,ولو قلنا له هذا (عيب) فإنه من المستحيل عليه أن يتقدم منه ولو كان ذلك قدر أُنمُلة.

إننا هنا لا نستطيع أن نمارس بعض العيوب الاجتماعية في تصرفاتنا وسلوكياتنا علما أنها محللة لنا مثل فترة الخطوبة بين الخاطب والمخطوبة حيث لا يسمح لهما الأهل بالجلوس مع بعضهما منفردين فهذا ليس من عاداتنا علما أن كتابهما مكتوب بعقد صحيح ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك وكل هذا يعود إلى طبيعة معايير الأخلاق عند كل مجتمعٍ من المجتمعات فالذي نراه نحن عيبا يراه غيرنا عاديا والذي يخجل الآخرون من ممارسته نمارسه نحن أو أنتم علانية دون أن نشعر بالخجل وهذه العادات والتقاليد جزء من أخلاق المجتمع الذي نحن به,وتسيطر ثقافة العيب على هاجس الأمة أكثر مما تسيطر ثقافة التحريم والمُحرمات فأغلبية الناس أشاهدهم وهم يخترقون قواعد التحريم(التابو) بشتى الوسائل متحدين الدين الذي ينتسبون له,ولكن قلة من الناس باستطاعتها تحطيم جدار العيب وممارسة العيب علنا,إن رادع العيب أقوى عند الناس من رادع التحريم

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=1619&aid=16329



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة
- المغامرون والمحافظون
- الاسلام مطلوب للعدالة
- كلمة القتل96مرة ذكرت في القرآن
- الحضارة سقوطها ونهضتها
- لماذا لم يحج اليهود إلى الكعبة؟
- سيميائية اللغة
- عيد ميلادي أنا وكلماتي
- صعب تقليدي
- ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير
- طفولة الإنسان الطويلة
- بين الأخلاق والتكنولوجيا


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم