أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فايز شاهين - يوم الغضب العراقي














المزيد.....


يوم الغضب العراقي


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تهديدات الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي وجماعته من السلفيين الوهابيين الذين كفّروا كل من يشارك في الانتخابات العراقية وأباحوا دمائهم، فشلوا فشلاً ذريعاً في محاولاتهم اليائسة لإيقاف رياح التغيير الديمقراطي في العراق. لقد فشل الزرقاوي وأتباعه في جر الشعب العراقي إلى حرب أهلية، كما فشل في إيقاف مد الناخبين الذي تجاوز كل التوقعات في احتشادهم أمام مراكز الاقتراع حتى مع عدة عمليات إرهابية في أكثر من مدينة قُتِل فيها أكثر من أربعين مواطناً وستة رجال أمن وجُرِح أكثر من 90 مواطناً آخر.
فشل الزرقاوي وفشل كل من راهن على ما يُسمّى (المقاومة العراقية) التي هي خليطاً من البعثيين والإرهابيين ممن فقدوا مصالحهم بعد سقوط صدام، وآخرين من السلفيين الوهّابيين من خارج العراق الحاقدين على الشعب العراقي ليس لسبب سوى أن أكثريته من الشيعة مما يعني حصول الشيعة على حقوقهم المنتهكة خلال عدة قرون مضت؛ وهذا بالنسبة لهم خط أحمر لا يمكن القبول به.
لقد دفع الشعب العراقي ثمناً باهظاً خلال فترة نظام البعث البائد، ودفع المزيد منها خلال العامين الفائتين، على أمل أن تتحقّق الديمقراطية في العراق ويتم اجتثاث الإرهاب وأتباعه من الداخل والخارج. الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية بالذات فرحةً بالمجازر في العراق وأملاً في فشل العملية الانتخابية جعل العديد من المتطرفين والكارهين للعراق وشعبه يحلم في تحقق تلك الأهداف الخبيثة، لكن الله والشعب العراقي خيّب آمالهم.
يوم الغضب العراقي تمثّل في زحف غير مسبوق لصناديق الاقتراع في كل محافظة في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب والوسط، في كردستان كما في البصرة والنجف، في بغداد وفي الفلوجة وبعقوبة وغيرها. المشاركة الشعبية العارمة بدت واضحة منذ بداية التصويت، وازدادت بشكل كبير مع مرور الوقت أعلن فيها الشعب العراقي، رجالاً ونساءً، عن فرحتهم الغامرة، بل إنها كما قال أحدهم "نشوة"، وما صورة أحد الناخبين حاملاً أمه الطاعنة في السن على ظهره ليوصلها إلى صناديق الاقتراع إلاّ دليلاً على هذا الغضب الراقي المتحضر لهذا الشعب المظلوم.
يوم الغضب العراقي تمثّل في ظهور أكثر من مسؤول رافعاً إصبعه المصبوغ بالحبر كدلالة على تصويته في هذه المسيرة الحضارية قائلاً بأنها المرة الأولى التي يُتاح للعراقيين التصويت بحرية، لا كبقية الدول العربية والإسلامية التي لم ترى النور بعد. التوقّعات الرسمية تُشير إلى أن نسبة التصويت في هذه الانتخابات وصلت إلى ما يزيد على 60% من أعداد الناخبين، وفي بعض مناطق كردستان وصلت نسبة الناخبين "تقديرات مبدئية" إلى أكثر من 90%، وفي النجف وصلت إلى أكثر من 80%.
إن الحكومات العربية التي راهنت على فشل الديمقراطية خوفاً منها ووصولها إلى مناطق أخرى من العالم العربي والإسلامي، وكذلك الحكومات التي راهنت على فشلها كُرهاً للشعب العراقي قد خسرت، وربح من راهن على الحرية والمساواة والتعددية. ربح من راهن على بزوغ فجر جديد أساسه المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمحاسبة وحرية الأديان واحترام الأقليات والمشاركة الكاملة لكل فئات الشعب.
في الوقت الذي تُعلن فيه الصحف والمجلات المحلية عن ابتداء حملة الانتخابات البلدية السعودية والتي لا تُلبي أقل القليل من طموح المواطنين بعد سنواتٍ عجاف دامت أكثر من مائة عام؛ تعلّقت قلوبنا بأمر أهم من هذه الانتخابات المهزلة، تعلّقت قلوبنا وأعيننا بالانتخابات العراقية الشاملة والحرة وكأنها تعنينا مباشرة.
دموعنا انهمرت، وألسنتنا أصابها التلعثم ونحن نشاهد الجموع الغفيرة من هذا الشعب المظلوم كالمطر تنـزل على صناديق الاقتراع في العلن تقول لا للإرهاب، ولا للتمييز ولا للطائفية ولا للظلم، ونعم للتعددية والحرية والمساواة. قالوها علناً، ونقولها بصوت خافت خوفاً من الجلاّد، فالحرية والمساواة والتعددية وحقوق الإنسان، تُمثّل جرائم يُعاقب عليها القانون في بلاد الحرمين. دموعنا انهمرت اليوم، كما انهمرت فرحاً بسقوط حكم نظام البعث وكما انهمرت فرحاً حين قُتِل عدي وقصي أبناء الطاغية، وكما انهمرت فرحاً حين تم القبض على صدام في جحره.
يوم الغضب هذا لن ننساه وسيكون شُعلةً مضيئة كما كان يوم انتخابات أفغانستان وسقوط نظام التخلف، نظام طالبان هناك. يوم الغضب هذا هو الطريق الذي اختاره الشعب العراقي هاتفاً لا لرفع السلاح بل لرفع بطاقات الانتخاب والتصويت السلمي والحر ليبقى العراق وطناً حراً أبياً يترفّع فوق الفروق العرقية والدينية والطائفية. إن مستقبل العراق يحمل في طيّاته العديد من الأحداث والمفاجآت بدون شك، منها العمل على دستور دائم وبناء بقية مؤسسات المجتمع المدني آملين أن نرى العراق مركزاً مُشِعّاً ينير ما حوله من ظلمات في بقية الدول العربية والإسلامية التي تُعاني من أنظمة لا تختلف عن نظام البعث كثيراً إن في الصورة أو في الجوهر.
نُبارك للشعب العراقي هذا النصر السلمي الحضاري، ونُبارك لأنفسنا بهذا النصر أيضاً، فهو نصر لكل القيم النبيلة التي طالما حلِمنا بها وحلِم بها كل إنسان به قلبٌ ينبض وضميرٌ حي.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ 2/2
- ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ
- الانتخابات البلدية: إماّ التأجيل لضمان مشاركة المرأة أو المق ...
- سعود الفيصل يدافع عن سنة العراق ويضطهد المرأة السعودية
- إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك
- عقدة النقص: العقدة المزمنة عند الشيعة في السعودية
- قالوا وقلنا في هموم الطائفة والأمة
- صقور فقط للدفاع عن الحقوق
- ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
- وكر الدبابير مابين الفلوجة والرياض


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فايز شاهين - يوم الغضب العراقي