أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة















المزيد.....

افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 16:19
المحور: المجتمع المدني
    


صراع الحضارات قائم منذ بداية تاريخ الانسان الحضاري
وقد تجلى هذا الصراع بين خصمين ازليين هما اتجاه فكري يمثل المعرفة الوجودية وعلم المادة الكونية( العلمانية ) واتجاه آخر يمثل الغيب عالم ما خلف حدود المادة ( الدين )
والخصمين هما فريقين من البشر يحتكمان في فكرهما وثقافتهما للمرحلة الحضارية اللتي تحددها الظروف المكانية والزمانية
وفي واقعنا الحالي على الساحة العربية يبرز الصراع ما بين الفكر الاسلامي والفكر العلماني كممثلين للاتجاهين الغيبي والمادي
ولقد عودنا التاريخ الانساني عن كافة الديانات الممثلة للفكر الغيبي بانها تحتوي نزاعات في صفوف اتبعها واقتتال وحروب دامية بين منشقيها واجنحتها ومن هذه الديانات الدين الاسلامي الزاخر تاريخه بالانشقاقات والنزاعات والاقتتال والاحتراب وتعدد الكيانات وتناحرها تحت مظلته
لقد دخل الاسلام مرحلة التنازع والاقتتال في الطريق نحو الانهيار الشامل
هناك قاعدة تاريخية عملية اشتقت من تجربة الاسلام السياسية منذ نشأته على شكل دولة بداية بدولة الخلافة الراشدة ونهاية بالدولة العثمانية مفادها ان الاسلام ينهار اذا وصل السلطة اذ تتفسخ قاعدة الهرم اللذي يحمل الراس بحيث لم تعد قادرة على مكوث راسه عليه وذلك بسبب النزاع على السلطة والثروة كون العقيدة الاسلامية مبنية على هذا المبدأ وغاية الاسلام الرئيسية هي الاستحواذ على السلطة والثروة
ومن هنا نجد التربية الاسلامية والثقافة والفكر والتشريع كلها متجهة نحو هذا الهدف وفي ذات الوقت فان النظام البنيوي للتنظيم الاجتماعي الاسلامي اللذي يحدد مواصفات النسيج الاجتماعي للمسلمين هو نظام ضعيف جدا ولا يرتقي الى مستوى التنظيم المدني حيث قيم الانتماء والمواطنة والشراكة والتعاون والتفكير الجمعي ووحدة الهدف والمصير والعطاء والايجابية وعلاقات الانتاج التفاعلية لسبب بسيط وواضح هو ان المجتمع الذي خرج منه الاسلام مجتمع صحراوي قبلي بدائي رعوي لم يمارس الحياة المدنية ولم يمتلك مقومات الحياة المدنية في صحراء تفتقد لعناصر الحياة المحفزة على النمو والتطور والتحديث والتغير نحو الافضل وتعطي ذاك الزخم الحراكي الحيوي لخلق قيم اجتماعية تلزم لتنظيم علاقات الانتاج في تنوع مادي وكم كافي للحياة المدنية
على هذا الاساس بقي الاسلام محافظا على اساسه اللذي انطلق منه وعلى هدفه اللذي انطلق من اجله ومن يعمل خارج هذا السياق يتم تكفيره وتحييده من الصفوف ليبقى خارج دائرة الفعل واتخاذ القرار والقيمة والاعتبار
وعليه تبدأ التجاذبات ما بين اصحاب الفكر الروحاني الاسلامي واصحاب الفكر السياسي الاسلامي وما بين اصحاب الفكر الواحد بسبب الاختلاف في الاجتهاد والفهم والتطبيق والقياس والتحديث والاصولية
وكما ذكرت بسبب عدم وجود نظام حياتي مدني للمجتمع المسلم الاولي فان الحياة المدنية غريبة عن التطبيق الاسلامي ولا ينسجم معها الاسلام باي شكل من الاشكال بل ويناقضها ويرفضها لانها ليست من اسسه الفكرية وليست من مكوناته المبدئية
اذن لا بد من التصادم بين متجهين متعاكسين في الاتجاه متجه ينطلق نحو الغيب ومتجه ينطلق نحو الواقع وبهذا يصبح المسلم منقسم على نفسه الى شخصيتين متناقضتين شخصية واقعية تهدف لاستمرار الحياة والتمتع بها والعيش الكريم والتوافق والاندماج بمعادلة الحياة الاجتماعية الانسانية ومعادلة الحياة الطبيعية اللتي تحكم الكون المحيط به وشخصية تشده الى اصوله العقائدية والفكرية والتربوية والوراثية والغرائزية والروحانية
واذا كانت شخصية الفرد متناقضة وقلقة غير ثابتة او مستقرة فان الشخصية الاجتماعية عموما تكون ايضا متناقضة وقلقة وغير مستقرة ونسيج المجتمع يكون حينها مفكك الاواصر وعرضة للانهيار اثر اي حدث يحتاج للتحدي والمواجهة
ان الفترة التاريخية الحالية من حياة الشعوب تحتم على الانسان عموما ان يكون على قدر المسؤولية في مواجهة تحديات الحياة في كافة الاتجاهات وخصوصا في الاقتصاد حيث وجوب التنمية والاستثمار وتوفير الطاقة وموارد الثروة الحياتية الكافية لحياة الشعوب ذات العدد المتزايد باضطراد وفي اتجاه البيئة حيث الانبعاث الحراري وانخفاض الثروات الطبيعية من مياه وخضرة وطعام وفي اتجاه الصحة والتعليم والتربية والتدريب والرعاية والتقنية وغيرها الكثير واللتي باتت تستوجب مسؤولية كل فرد على سطح الكرة الارضية في ظل العولمة وتوجه البشرية نحو نظام العالم الواحد
في هذه الفترة التاريخية من حياة البشر يتوجه الانسان فكريا ونفسيا وجسديا نحو حياة ارقى وافضل واوسع وانضج واشمل وفي هذا التوجه يجد نفسه مجبرا على الترفع عن القومية والدين والعنصرية والشخصية الوطنية والايدولوجية الخصوصية لكي ينخرط ضمن السبل العريضة والافكار الاممية الانسانية ذات الاصول العلمية المادية الطبيعية ولكي يتوافق ويندمج مع مسيرة الحضارة الانسانية المتسارعة في انطلاقتها الصاروخية بفعل طاقة العلم والتقنية مخترقة كل الحواجز الدينية والمعتقدية والافكار الغيبية البدائية الرجعية ومتجهة نحو افق جديد للانسانية
مما تقدم اعلاه توضيح موجز لسبب التنازع الاسلامي الاسلامي اللذي سيحدث بشكل حتمي كارهاصات لمرحلة تحول فكري وثقافي وتعليمي وتنظيمي وتقني وبنيوي للشعوب كافة ومن ضمنها الشعوب الاسلامية وهي مرحلة غربلة وتصفية وتنقية واعداد وتوجيه تفرضها متغيرات ومستجدات صنعتها طبيعة الحياة الانسانية عبر زمن بدأ في القرن الخامس عشر ( بداية النهضة في اوروبا ) ولغاية القرن الواحد والعشرين بداية تقنية غزو الفضاء ( عصر العولمة )
ان الظرف التاريخي المعاصر سوف يحدث به انهيار اسلامي شامل وكامل وابدي
واول بوادر الانهيار ستكون بعد فوز الاخوان المسلمين في الرئاسة بمصر والحرب ستشتعل في غضون ايام من اعلان النتائج
اضافة الى ان الحرب حاليا مشتعلة بالخفاء في تونس ما بين جماعات سلفية وبين جماعات اسلامية وسطية وما بين العلمانيين والاسلاميين عموما وحالما تظهر هذه الخلافات على الشارع عندما تصل قمة الاحتقان
وهناك حرب في ليبيا وفي اليمن وفي سوريا ولبنان والعراق كلها في نفس المضمون والسياق
وستتجلى هذه الحرب في مصر بشكل واضح وصريح اذ ستبدأ بين الاخوان المسلمين والسلفيين ثم ستحصل انشقاقات كبيرة وعديدة داخل الاخوان ثم ستحصل نزاعات مسلحة وحروب دامية بين المنشقين ثم يمتد الحرب ليدخل في اتونه العلمانيون والمستقلون مجبرين ولن تنتهي الحرب المتشعبة العشوائية الاهلية ذات الصبغة السياسية والاصول الفكرية اللا بانهيار الاسلام كقوة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وفكرية ولن تقوم له قائمة بعد
وسينسحب هذا الامر على كافة الساحات في الوطن العربي اللتي تحكمها الاحزاب الاسلامية وتمتلك بها قوة ونفوذا
اما فترة النزاع والحروب فلن يقدر احد على التكهن بها لان الطوفان سيكون عارم واهوج وعشوائي غير محدد الاتجاه والمسار
هذه ليست نبوءة او تصور او وجهة نظر انما قراءة واقعية لمسار التاريخ وتتابع الاحداث في واقع الحال ومستجدات المستقبل وتقدير المعطيات والنتائج وفهم المعادلات السياسية والاقتصادية اللتي تتحكم بحياة الانسان



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية مرحلة وبداية اخرى في مسيرة الحضارة الانسانية
- علوم انسانية من تجربة الحياة المدنية
- معادلة الحياة مبنية على اساس ان الحياة مادة
- الحرية صفة الانسان الطبيعي لا يلغيها الانتماء
- السب والشتم فلسفة نقدية ومنطق للتصويب
- من اسس النظام الاجتماعي المدني
- مفهوم الغريزة لدى الانسان المعاصر
- العلمانية في فرنسا تعتلي منصة الحكم والقيادة
- متى ابكي ومتى افرح
- العلمانية في مواصفات الانسانية
- الصراع على المادة ( ثروة الحياة )
- من حقي ان اعيش حياتي
- اسباب تمنعك من ان تكون علماني عليك تجاوزها
- مؤهلات الانسان المعاصر الاساسية
- لماذا انا احلم ؟
- الحب هو اكسير الشباب وطاقة الرجولة للرجل
- العبودية مخدر متناول من خلال الدين
- الدين ليس سوى معتقد ولم يعد منهاج حياة في العصر الراهن
- الدين اداة حضارية قديمة عفا عليها الزمن
- العلمانية منهجنا .. منهج الانسان


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة