|
ما كنت أحلم به...(2)
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 14:58
المحور:
سيرة ذاتية
مكتبة عامة على هيئة كتاب نصف مفتوح 1
(كلما بتتلج... بينطر يدوب التلج كلما تغيم ... بينطر يرجع ربيع **** بيتي صغير بكندا من حولوا كل المدى بابوا ما الو مفتاح ... بالي مرتاح أوضة ودار وعلية بقعد وحدي منسية عا شبابيك بيتي الصغير بكندا)*
ذكرت في سياق القسم الأخير من الحلقة السابقة، عن المكتبة العامة في مدينة فانكوفر الكندية، بأنني زرت مكتبة عامة أخرى في مدينة قديمة من مدن الشىرق الأوسط. رغم أن الفارق الزمني بين الزيارتين، حسب التقويم الذي يُقسم السنة إلى إثنا عشر شهرا، كان بحدود ثلاثة أشهر، لكن الفوارق بمعايير أخرى أكبر لدرجة أستطيع أن أجزم بأننى عاجزعن قياسها مهما إجتهدت. كانت خلال زيارة مسقط رأسى مدينة أربيل التي تكبرعن مدينة فانكوفر بحدود خمسين قرنا... كنت أظن بأنني على بعد أقل من مائة متر من المكتبة العامة في أربيل عندما رن جرس الجوال، وإذا بإبنى دارا يستفسرعن مكان وجودى، وبعد أن حددتُ له موقعي وهدفي، أعلمنى بأن المكتبة العامة أُنتقلت إلى (بارك سامي عبدالرحمن)، وعندما إستفسرت منه فيما إذا يوجد خطوط لوسائط النقل العامة العامة للوصول إليها، كان الجواب بالنفي. لهذا أجلت الزيارة ليوم أخر يكون فيه الطقس ملائما، لحسن الحظ البارك لا يبعد كثيراعن مكان إقامتي، بيت والدتى. كان علىّ قطع مسافة لا تتجاوز كيلومترا واحدا للوصول إلى البارك، السير بمحاذات الشارع الستينى الذى تحول إلى المرور السريع أتعبني بسبب ضوضاء السيارات ومزاميرها. معظم هذه المسافة مشغولة من قبل: دوائر حكومية، مقرات الحزب الحاكم، مجمع مجلس الوزراء والبرلمان التي يحرسها جنود مسلحون بقبعاتهم الحمراء أمام جدران كونكريتية عالية، وكانوا يردون على تحيتى بلطف وبلهجة كوردية لا تشبه اللهجة الشائعة في منطقة أربيل. الشئ الذي لفت إنتباهي الأجرأت الأمنية المتخذة في الشارع الذي يربط بين الشارع الثلاثيني والشارع الستينى المقفل للسابلة والسيارات. عبرت الشارع الستينى من الجانب القريب من مركز المدينة إلى الجانب الأخرسالكا جسرا حديديا عاليا مخصصا للمسابلة، سألت عدد من الجنود وهم يحرسون بناية تقع في الركن الأيمن للشارع المتجه نحو الموصل عن المكتبة العامة، لاحظت بأن التسمية كانت جديدة عند معظمهم لهذا إضطررت أن أدخل البارك الذى يقع على الجانب الشرقي من البناية المحروسة عسى ولعل أجد من يدلينى عن مكان المكتبة العامة، وبعد سيرمسافة بحدود كيلومتر داخل البارك صادفت مجموعة من العمال جالسين على حافة بحيرة صناعية مغلفة بالكونكريت، مفرغة من المياه، وكانت ما كنتان إنشائيتان تعملان بنشاط لأزالة وتجميع المواد المترسبة الملتصقة بقاع البحيرة. وبعد أن وقفت برهة بالقرب منهم متأملا ما كان في أيديهم من أدوات وكيفية عمل الماكنتين شعرت بمدى صعوبة عمل هؤلاء ومعاناتهم بسبب خطأ في تصميم قاع البحيرة، كان بالأمكان الأستغناء عن كل هذه الجهود والأخطار التي يتعرض لها العمال الناجمة عن الذرات الناعمة التي تتطاير أثناء عملية الحك الميكانيكي عند دخولها إلى الرئتين، بالأضافة إلى الوقوف والعمل على سطح شديد الأنحدار. خطر ببالى أثناء التأمل في هذا المشهد ، بأن تسمية سامي عبدالرحمن لهذا البارك جائت لكونه صاحب فكرة المشروع وربما صاحب القرار أثناء تنفيذ المشروع، لم أفهم كيف غاب عنهم بأن الأخرون يستعملون الماء لقطع الحديد والصلب، ولم يفكروا تكييف التصميم بحيث تنظف السطوح بإستعمال الماء المضغوط ولتترسب العوالق بتأثيرحركة الماء والجاذبية الأرضية في حوض ليُضخ من هناك إلى المساحات المزروعة على شكل غريين عالق بالماء، فكرة مقاربة لعملية كري الأنهار. جدير بالذكر، كان هذا المكان بالأساس مزرعة عامرة تسمى( ره ز سعيد أغا) تُسقى بواسطة كهريزقبل أن تتحول إلى منطقة عسكرية، يُقال بأن أول إحتفال جماهيري علنى بمناسية عيد نورزو أقيمت فيها خلال العقد الرابع من القرن الماضي. روت لي والدتى بأن والدي سافر إلى زاخو ليُفصل على مقياس جسمه هناك ملا بس كوردية جميلة على طرازأهل (بهدينان) لهذه المناسبة، وكان يقود الدبكات بقدرته الرائعة على الحركة وبجسمه الرشيق طوال أيام الأحتفال. كان على بعد مسافة قريبة من البحيرة يقف شاب يُطالع في دفتر كان بيده، توجهت نحوه وسألته عن المكتبة العامة، وبعد أن أعطاني تصورا واضحا عن كيفية الوصول إليها بعد مسافة كيلومترين تقريبا، مبينا بأن السير بمحاذات طريق الموصل المحاذي للبارك كان أيسر. خلال الحديث معه لاحظت بأن الدفتر المفتوح الذي بين يديه خاص بموضوع الرياضيات، عندما سألته هل هو طالب وفي أية مرحلة، أجاب: كلا، أنوي أن أدخل إمتحان البكالوريا كطالب خارجي، أنا مراقب عمل هنا، أُحاول الحصول على شهادة الأعدادية لأُعدل راتبي. (يتبع) *مقطع من أُغنية فيروز: بيت صغير في كندا. http://www.youtube.com/watch?v=uhTps9Aw6oY
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعدما قرأت مقال مسعود البارزاني!
-
15// بين عامي 1984 و 1987
-
ما كنت أحلم به...(1)
-
14// بين عامي 1984 و 1987
-
نفذ ولا تُناقش
-
13 // بين عامى 1984 و1987
-
12 // بين عامي 1984 و 1987
-
11 // بين عامي 1984 و1987
-
هكذا وجدت الواقع في وزاراتهم يا فخامة الرئيس
-
أم مع إبنها المهاجر( 7)
-
10 // بين عامي 1984 و1987
-
أم مع إبنها المهاجر (6)
-
9// بين عامي 1984 و 1987
-
أم مع إبنها المهاجر(5)
-
8// بين عامي 1984و1987
-
صورتان متناقضتان
-
أم مع إبنها المهاجر(4)
-
البارحة
-
7// بين عامي 1984 و1987
-
3//أًم مع إبنها المهاجر
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|