|
حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
رفعت السعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 10:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وبرغم إصرار البعض من قادة الإخوان فى الماضى وفى الحاضر أنه لا شىء اسمه الجهاز السرى أو كما يسمونه هم الجهاز الخاص، فإن الحقائق الدامغة تؤكد وجوده، خاصة أن العديد من قادة هذا الجهاز قد تباروا فى تأليف عديد من الكتب، كل منهم يحاول أن ينسب إلى نفسه «شرف» «الإرهاب» و«الاغتيال» باعتبار أن ذلك «الإرهاب» جهاد فى سبيل الدعوة ومن ثم فهو جهاد فى سبيل الإسلام. ولكى لا يتصور أحد أننا نغالب الإخوان بأقوال غير مثبته ومؤكدة، فإننا سنكتفى باستضافة نصوص منقولة بدقة من قيادات إخوانية تحكى عما فعلت، وليس أمام أى إخوانى بعد ذلك أن ينفى وقوع هذه الجرائم.
ونبدأ بكتاب ألفه أحد قادة الجهاز السرى للإخوان وهو الأستاذ محمود الصباغ «حقيقة الجهاز الخاص ودوره فى جماعة الإخوان المسلمين». ويكتسى هذا الكتاب بأهمية خاصة جداً تؤكد دقة ما جاء فيه واعترافاً رسمياً إخوانياً بها، فالأستاذ مصطفى مشهور كتب مقدمته وذلك فى الوقت الذى كان فيه مرشداً للجماعة. وإذا حاول أحد إنكار ما جاء فى هذا الكتاب من وقائع نسأله: وهل يجوز لمرشد الجماعة أن يكتب مقدمة لكتاب يتناول تاريخ الجماعة بالكذب؟
ونحاول أن نقرأ بعض نصوص بالغة الدلالة عن المبادئ التى تحكم عمل وعقيدة الجهاز السرى الإخوانى.
- يجوز اغتيال المشرك الذى بلغته الدعوة وأصر على العداء والتحريض على حرب المسلمين.
- يجوز اغتيال من أعان على قتال المسلمين سواء بيده أو بماله أو بلسانه.
- يجوز التجسس على أهل الحرب.
- يجوز إيهام القول «أى الكذب» للمصلحة.
- يجوز أن يتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين.
يجوز الحكم بالدليل والعلامة للاستدلال «صـ٣١٤».
ويقول الأستاذ الصباغ فى مقدمة كتابه «الإرهابيون نوعان: إرهابيون لأعداء الله وهؤلاء هم أرق الناس قلوباً وأرهفهم حساً، وإرهابيون لأحباب الله وهؤلاء هم أغلظ الناس قلوباً» «صـ٩». ويعود بنا الأستاذ الصباغ إلى قصة البيعة، ويقول: وبعد أن يبايع العضو يأتيه صوت من الشخص الذى تلقى بيعته «فإن أنت خنت العهد أو أفشيت السر ولو بحسن نية فسوف يؤدى ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك» أى قتلك. ثم نأتى مع الأستاذ الصباغ إلى واحدة من رواياته عن الأفعال الإرهابية التى قام بها الجهاز السرى.
وهو يتحدث عن أعمال الاغتيال ببساطة شديدة ويبررها تبريراً غريباً، فقتل المستشار أحمد الخازندار بقرار من عبدالرحمن السندى قائد الجهاز السرى يبرره «كنا نلمس فى عبدالرحمن السندى صفاء النفس ورقة الشعور، ولعل هذا الإحساس المرهف مع الطيبة الصعيدية هما القوة الدافعة له، فغلت الدماء فى عروقه وقرر اغتيال المستشار» «صـ٢٥٩». ونواصل الرواية المثيرة للدهشة. فهو يروى قصة تشكيل لجنة للتحقيق مع السندى ليس لأنه اغتال القاضى وإنما لأنه اغتاله دون إذن من المرشد. ونقرأ نصاً «تشكلت المحكمة من فضيلة المرشد- صالح عشماوى- الشيخ محمد فرغلى- الدكتور خميس حميدة - الدكتور عبد العزيز كمال - محمود الصباغ - مصطفى مشهور - أحد زكى حسن - أحمد حسنين - د. محمود عساف»، ونلاحظ أن المحكمة تشكلت من أهم قادة الجماعة وأخطر قادة الجهاز السرى ونقرأ «قال السندى إنه تصور أن عملية القتل سوف ترضى المرشد ولأن فضيلته يعلم عن السندى الصدق فقد أجهش بالبكاء ألماً لهذا الحدث الأليم» «صـ٢٦٥» وبعد أخذ ورد أصدرت المحكمة قرارها التالى «تحقق الإخوان من أن الأخ عبدالرحمن السندى قد وقع فى فهم خاطئ، وفى ممارسة غير مسبوقة من أعمال الإخوان، ورأوا أن يعتبر الحادث قتلاً خطأ، حيث لم يقصد عبدالرحمن ولا أحد من إخوانه سفك نفس بغير نفس، وإنما قصدوا قتل روح التبلد الوطنى فى بعض أفراد الطبقة المثقفة من شعب مصر أمثال الخازندار.
ولما كان هؤلاء الإخوان قد ارتكبوا هذا الخطأ فى ظل انتمائهم إلى الإخوان وبسببه، إذ لولا هذا الانتماء لما اجتمعوا على الإطلاق ليفكروا فى مثل هذا العمل أو غيره، فقد حق على الجماعة دفع الدية التى شرعها الإسلام كعقوبة على القتل الخطأ من ناحية، وأن تعمل الهيئة كجماعة على إنقاذ حياة المتهمين البريئين من حبل المشنقة بكل ما أوتيت من قوة، فدماء الإخوان ليست هدراً يمكن أن يفرط فيه الإخوان من غير فريضة واجبة يفرضها الإسلام. ولما كانت جماعة الإخوان جزءاً من الشعب، وكانت الحكومة قد دفعت بالفعل ما يعادل الدية لورثة المرحوم الخازندار بك، حيث دفعت لهم من مال الشعب عشرة آلاف جنيه، فإن من الحق أن نقرر أنها قد دفعتها الدولة نيابة عن الجماعة. وبقى على الإخوان إنقاذ حياة الضحيتين محمود زينهم وحسن عبدالحافظ». «صـ٢٦٥».
أرجوك عزيزى القارئ أن تعيد قراءة الأسطر السابقة لتعرف حقيقة أسلوب الجماعة فى التعامل مع الآخرين، فالقاتلان بريئان وضحيتان، والاغتيال قتل خطأ وهدفه قتل روح التبلد والدية دفعتها الحكومة.. وخلاص.
وهكذا يمكن أيضاً أن نفهم أسلوب الجماعة فيما يجرى اليوم أمامنا من أحداث.
#رفعت_السعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
-
حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
-
محاورات يونانية قاسية
-
حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة
-
على ذكر كتابة الدستور .. دستور منذ الزمن الفرعونى
-
كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)
-
كيف صنعوا دستورهم .. الهند - جنوب أفريقيا؟
-
عن المادة ٢٨
-
رجل هذا الزمان
-
عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (
...
-
عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (
...
-
عن نفى الأقباط من ديارهم
-
عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (
...
-
أوامر سلفية فى ٢٥ يناير
-
الملك فؤاد.. وأوهام الخلافة
-
عن الخلافة وأوهامها (٣)
-
عن الخلافة وأوهامها (٢)
-
٢٥ يناير.. الشعب.. الحكومة.. الجيش
-
عن الخلافة وأوهامها (١)
-
هل هى الفوضوية؟
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|