أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين عجيب - مشكلة الرأي والاعتقاد














المزيد.....

مشكلة الرأي والاعتقاد


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الشأن السوري العام
1- مشكلة الرأي والاعتقاد

قبل أن تجد الأطياف السورية المختلفة, تعبيراتها الطبيعية والآمنة, في الاعتقاد والتفكير والتعبير والممارسة, سيبقى الكلام السوري بعمومه, وجهات نظر مبعثرة, سندها الأساسي محصور في المنطق النظري الذي يحكم الخطاب, وسيبقى هذا الخطاب فقيرا بالجدوى والمعرفة, يستمد حيويته من النقد حصرا.
تلك مشكلة وميزة بنفس الوقت, فإذ تمنح الكاتب والمتكلم حرية مطلقة في القفز فوق القضايا المحددة والتفاصيل وتعفيه من الجهد وحتى المسؤولية أمام نفسه وأمام متلقيه, فهي تحرمه من تناول الممارسات المباشرة والواضحة والمحددة, والتي تقع بمعظمها ضمن دائرة المحظور السياسي أو الأخلاقي أو الثقافي المسيطر, وهو ما يفقر الخطاب حيويته وتشويقه. وذلك السبب فيما أعتقد, الذي ينتج ثنائية الكلام والأخلاق المختلفة إلى درجة التناقض على المستويين الفردي والعام. وذلك أسمّيه حسب تجربتي"البؤس السوري" العام والسائد.
يبرر تسميتي المجازية والفظّة قليلا والتي تجرح النرجسية السورية, محاولتي في الاقتراح, واهتمامي بالوصول إلى حلول واقعية وممكنة. وبشكل شخصي, يضاف إلى مبررات المقترحات الأولية, التي ستحمل دوما بعض الرعونة والحماقة والسذاجة, يضاف إلى مبرراتي" تضحيتي الكبرى الشخصية" فقد أزحت انشغالي الشعري والجمالي إلى الدرجة الثانوية, بشكل تطوعّي محض.
مشكلة الرأي والاعتقاد, مشكلة سورية عامة, منبعها في المنظومة الأخلاقية السائدة, وتغذيتها الجانبية تتدفق من جميع مؤسسات ومفاصل الكيان السوري, لتحرسها ,كما هي,
سلطات عضوية وجبارة, تمتد من الأسرة إلى الدولة.
الاعتقاد بمجمله يتجذّر في مستوى اللاوعي الفردي, يتصل بالرأي ويغذيه على مستوى الوعي والممارسات, ويتحكم بالوعي الفردي والجمعي بدرجات ونسب متفاوتة. بعدما يصل الاختلاف بين الرأي والاعتقاد إلى درجة التناقض, يكون الفصام قد أنهك هذا الفرد البائس وعطّل قواه العقلية بعدما تجمّد ت عواطفه.
التعويضات والبدائل المختلفة تصلح كحلول مؤقتة, وبعدما يطول زمنها وتتسع ممارستها,لا بديل عن العون والمساعدة.
أفهم الرأي ببساطة: أنه التعبير عما نختبره أ ونشعر به. حرية الرأي تابعة لحرية الاعتقاد و تؤثر عليه بشكل عكسي. عشق الجنس الآخر, كراهية المسيطر, حسد الأقوى والأجمل والأوفر حظا, مشاعر إنسانية عامة لا تفرق بين سوري وغيره, في ثقافتنا هي محظورة أخلاقيا وسياسيا وثقافيا, وفي كبتها أو قمعها احتياطي هائل للتعصب والعنف وحتى الخوف, وتصل إلى الاحتقار الذاتي.
مطلوب من الفرد السوري بشكل يومي ودائم, أن يكذب ويصدق بنفس التعبير ونفس السلوك, أن يعلن احترامه الدائم للكبار وللقيم والأخلاق ولكل أشكال وصيغ السلطة والتي لن تكون محبوبة للمحرومين منها أبدا, وان يكون صادقا بنفس الوقت,وهذا مطلب تعجيزي, حلّه الوحيد في ثنائية الفكر والاعتقاد القائمة.
ذلك البؤس السوري, يفسر ضحالة الفكر والأدب والإبداع في جميع المستويات, وهجرة القارئ والمستمع السوري إلى الثرثرة والبهلوانيات التي نعرفها جميعا.
قد يكون المجتمع السوري أكثر تسامحا وتقبلا للاختلاف من بعض المجتمعات العربية المجاورة, لكن ذلك تعزية بائسة تبطل الحلول وتبعدها.
عبر التجريب وتجنب الخطأ(لا أدّعي القول حذفه) أظنني انتقلت من ثنائية الموالاة أو المعارضة إلى الموقف النقدي, بالمستوى الثقافي والفكري, وما زلت أعاني تناقضات يومية وعسيرة بين الرأي والاعتقاد, وكما يفعل غيري من كتاب سوريا الجدد أهرب إلى البلاغة والتعميم لأتجنب الخطر أو الخطأ, حيث الطريق السهل والآمن الذي فتحه الرواد, ويلجأ إليه من تتسع عباراته زمانيا ومكانيا, ليستر قصر النظر أو قصر اللسان.


*

هل تستطيع السلطة السياسية في سوريا بمفردها حلّ مشكلة الرأي والاعتقاد؟
أعتقد أن التكفير والتخوين أساس المشكلة.
بعدما تتحول علاقة جميع السوريين بالله, إلى علاقة شخصية وخاصة,وكفّ يد المؤسسات الدينية المختلفة عن الفرد السوري, نصل إلى الإيمان الحر الفعلي.
وبعدما تتحول علاقة جميع السوريين بالوطن, إلى علاقة حرة تماما, وترفع أيدي الأجهزة والمؤسسات المختلفة عن الفرد السوري, يفصل الجناة والمجرمون الفعليين, عن الكتاب والمفكرين والمجتهدين, وتصبح بالفعل عبارة الشرطة والأمن في خدمة الشعب, ممارسة وليست نكتة.
من يتضرر من تفكيك وتجاوز محرقة التكفير والتخوين؟ ومن يرغب ويريد رفع الغمامة عن عقله ووجدانه؟ وكم نسبتهم في سوريا السعيدة؟
الجواب الحقيقي و الوحيد, هو الذي تقدمه وسائل إعلام حرة, ومؤسسات مجتمع مدني متعددة, تحقق المعايير العالمية المعمول بها في قبرص وتركيا و الهند, وعدا ذلك ثرثرة وآراء مجانية نستمتع بقراءتها أو نمتعض, وكأسك يا وطن.

اللاذقية-حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشارق الأرض ومغاربها
- سوريا تلك البلاد التي أحبببناها2
- تلك البلاد التي
- رائحة الموت
- فصل الحكمة
- كأس بثيينة
- بضاعة الأمل
- كرامة الوطن وتحقير المواطن
- 3 العدميون في بلادنا
- العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح
- الجسر
- كذبة بيضاء
- الأبلهان
- مطر في اللاذقية
- أزمة منتصف العمر_3
- أزمة منتصف العمر_2
- قمر طرطوس
- العدميون في بلادنا
- تساؤلات مفتوحة
- في سوريا السعيدة


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين عجيب - مشكلة الرأي والاعتقاد