|
6 6 6 - احجية سفر الرؤيا
مجدي زكريا الصايغ
الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 23:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقرأ فى سفر الرؤيا الاصحاح 13 العدد 17و18:لا يقدر احد ان بشترى او يبيع الا من له السمة. اسم الوحش او عدد اسمه. هنا دور الحكمة من له ذكاء فليحسب عدد الوحش. فأنه عدد انسان وعدده ست مئه وستة وستون. القليل فقط من مواضيع الكتاب المقدس يثير اهتماما وقلقا كبيرين كالنبوة التى تتحدث عن العدد 666. وهو العدد الذى يمثل سمة الوحش او اسمه المحير. فعلى شاشات التلفزيون والسينما وفى صفحات الانترنت والكتب والمجلات اصبحت سمة الوحش موضوعا تدور حوله تخمينات لا نهاية لها. يعتقد البعض ان العدد 666 هو سمة مايدعوه الكتاب المقدس ضد المسيح. ويقول اخرين ان هذا العدد يشير الى علامه فارقه يرغم المرء على حملها كالوشم او رقاقه صغيره تزرع فى الجلد وتحمل شفرة رقميه تحدد هويته كخادم للوحش. وبالاضاقة الى ذلك هنالك من يعتقد ان 666 هو سمة البابوية الكاثوليكية.وتفسيرات اخرى كثيرة. ان هذه التفسيرات الخيالية المبتكرة تختلف كثيرا عما يقوله الكتاب المقدس عن سمة الوحش. فاالكتاب المقدس يظهر ان الذين يحملون هذه السمة سيحل عليهم غضب الله عندما ينهى نظام الاشياء الحاضر. رؤيا 14 عدد 9-11. 19 عدد 20. لذلك فأن فهم معنى العدد 666 يشمل اكثر بكثير من حل احجية مثيرة للاهتمام. من هو الوحش وماهى سمته؟ هل تستمتع بحل الاحجيه؟ عادة يبحث المرء عن مفاتيح تساعده على ايجاد الحل. وقد زود الله فى كلمته الموحى بها المفاتيح اللازمة لحل احجية العدد666. اسم او سمة الوحش التى يتحدث عنها سفر الرؤيا فى الاصحاح 13. سوف ننافش اربعة مفاتيح رئيسية تساعدنا على كشف معنى سمة الوحش.1-كيفية اختيار اسماء الكتاب المقدس فى بعض الاحيان. 2- هوية الوحش. 3- مايعنيه كون العدد666 عدد انسان. 4- مغزى العدد 6 وسبب تكراره ثلاث مرات. اى 666. غالبا ماتحمل الاسماء فى الكتاب المقدس مغزى خصوصيا ولا سيما حين تكون معطاة من الله. على سبيل المثال غير الله اسم الاب الجليل ابرام الى ابراهيم. اسم يعنى ابا لجمهور. لانه كان سيصبح ابا لأمم كثيرة . واوصى الله يوسف ومريم ان يطلقا الاسم يسوع الذى يعنى الله خلاص على الطفل الذى كان سيولد لمريم. وانسجاما مع معنى هذا الاسم جعل الله خلاصنا ممكنا من خلال خدمة يسوع وموته الفدائى. بناء على ذلك لابد ان يرمز الاسم الذى يعطى من الله والممثل بالرقم 666 الى خصائص تميز الوحش من وجهة نظر الله.ولنعرف هذه الخصائص يلزم ان نحدد هوية الوحش ونعرف نشاطاته. يلقى سفر دانيال فى الكتاب المقدس الضوء على ماتمثله الحيوانات الرمزيه . فالاصحاح 7 يحتوى على صورة واضحة لأربعة حيوانات عظيمة او وحوش ضخمة. هى اسد ودب ونمر وحيوان مخيف له اسنان كبيرة من حديد. ويخبرنا دانيال ان هذه الوحوش تمثل ملوكا. او ممالك سياسية يتعاقيون فى حكم امبراطوريات شاسعة. ويذكر قاموس المفسر للكتاب المقدس ان الوحش الذى تتحدث عنه رؤيا 13 عدد 1و2 يجمع كل خصائص الحيوانات الاربعة لرؤيا دانيال..... بناء على ذلك يمثل هذا الوحش للرؤيا كامل الحكومات السياسيه المعاديه لله فى العالم. وتؤكد رؤيا 13 عدد7 هذه الفكرة فهى تتحدث عن الوحش قائلة: اعطى سلطة على كل قبيلة وشعب ولسان وامة. لماذا يستخدم الكتاب المقدس الوحوش كرمز الى الحكم البشرى؟ لسببين على الاقل. اولا لأن الحكومات البشرية صنعت عبر القرون سجلا وحشيا ملطخا بسفك الدم. كتب المؤرخان ول وأربيل ديورانت : الحرب هى احدى ثوابت التاريخ. ولم تتناقص مع المدنية او الديموقراطية. فكم صحيح الاية التى تقول فى جامعه 8 عدد 9 : يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه. ثانيا يقول الكتاب المفدس ان التنين اى الشيطان اعطى الوحش قدرته وعرشه وسلطه عظيمه. رؤيا 12 عدد 9 و 13 عدد 2 وهكذا فأن الحكم البشرى هو من صنع ابليس ويعكس بالتالى ميوله الوحشيه. ميول تنين. ولكن لايعنى ذلك ان كل حاكم بشرى هو اداة طيعه فى يد الشيطان. فالحكومات البشرية تعمل بطريقة ما كخادم لله اذ تبعث الاستقرار فى المجتمع البشرى كى لا تسود الفوضى. كما ان بعض القادة السياسيين يصونون الحقوق الاساسية للانسان. ومع ذلك بسبب تأثير ابليس لم يستطع اى انسان او مؤسسة بشرية ان تجلب للناس سلاما وأمنا دائمين. والمفتاح الثالث لفهم معنى العدد 666 هو انه عدد انسان او عدد بشرى. وبحسب الكتاب المقدس الموسع لايمكن ان تشير هذه العبارة الى انسان ما لأن الشيطان وليس اى انسان هو من له سلطة على الوحش. كما ان الوحش يحمل سمة او عددا بشريا الامر الذى يشير الى انه من طبيعة بشرية لا روحانيه او شيطانيه. ويظهر بالتالى خصائص بشرية معينة. فما هى هذه الخصائص؟ يجيب الكتاب المقدس فى روما 3 عدد 23 : ان جميع ( البشر) اخطأوا وقصروا عن عن بلوغ مجد الله. اذا كون الوحش يحمل عددا بشريا يشير ان الحكومات البشرية تعكس الحالة البشرية المنحطة الموسومه بالخطيه والنقص. ويشهد التاريخ على صحة ذلك. قال وزير الخارجية الامريكى السابق هنرى كيسنجر : كل حضارة وجدت فى وقت ما انهارت فى النهاية. والتاريخ هو حكاية جهود فشلت طموحات لم تتحققز لذلك كمؤرخ يجب على المرء ان يعيش مع شعور بحتمية المأساة. ان التقييم الصادق الذى ذكره كيستجر يؤكد حقيقة اساسيه فى الكتاب المقدس: ليس للأنسان طريقه. ليس لأنسان يمشى ان يهدى خطواته. ارميا 10 عدد 23. الان وقد حددنا هوية اللوحش وعرفنا نظرة الله اليه. لنتأمل فى الجزء الاخير وهو العدد 6 وتكراره ثلاث مرات اى666. فى الاسفار المقدسة تحمل بعض الاعداد معنى رمزيا. على سبيل المثال غالبا ما يستخدم العدد سبعه رمزا الى ماهو تام او كامل من وجهة نظر الله. فالاسبوع الخلقى مثلا يتألف من سبعة ايام او فترات زمنية طويلة . ويشبه كلام الله بفضة ممحوصة سبع مرات اى مصفاه كاملا. وقد طلب من نعمان الابرص ان يغتسل فى نهر الاردن سبع مرات فشفى تماما. ان العدد سته هو اقل من العدد سبعه بواحد. افلا يكون رمزا ملائما الى ماهو ناقص فى عينى الله؟ نعم بالتأكيد علاوة على ذلك ان تكرار العدد ستة ثلاث مرات اى 666 يشدد بقوة على هذا النقص. وما يدعم هذه الفكرة هو كون العدد 666 عددا بشريا. كما رأينا. وهكذا فأن السجل الذى صنعه الوحش (عدده البشرى والعدد666 تشير جميعا الى النقص الجسيم والفشل الذريع من وجهة نظر الله. ان دينونة الله على الوحش السياسى والذين يحملون سمته تعنى نهاية هذا الوحش وجميع مؤيديه. لكن لن يستأصل انذاك مجرد نظام سياسى واحد بل سيمحو كل اثر للحكم البشرى. لذلك كم هو مهم ان نتجنب حمل سمة الوحش المميته. يعلن حاملو سمة الوحش خضوعهم لهذا الوحش.وهكذا فأن السمة سواء على اليد اليمنى او على الجبهه هى مجازيا رمز يحدد هوية حاملها كشخص يؤيد الى حد العبادة انظمة العالم السياسية المشبهه بوحش. كما ان الذين يحملون السمة يعطون ما لقيصر ماهو بالصواب لله. كيف؟ بمنح الاكرام الى حد العبادة للدول السياسه ورموزها وقوتها العسكرية متكلين على هذه الدول لمنحهم الرجاء والخلاص التى هى اصلا سيجلبها ملكوت المسيح فى وقت الله المعين. فى مزمور 146 عدد 3و4 يقول : لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن ادم حيث لا خلاص عنده تخرج روحه فيعود الى ترابه. فى ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره.فالذين يصغون الى هذه المشورة الحكيمة لا يخيبون عندما تفشل الحكومات فى الوفاء بوعودها او حين يفقد القاده اللامعون حظوتهم. لكن علينا ان لانقف مكتوفى الايدى ازاء بلية الجنس البشرى. يجب ان نحذر.
#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكتبة الاسكندرية - تعود الى الحياة
-
- مع ذلك فهى تدور؛ -
-
هل تنبأ الكتاب المقدس بقيام اسرائيل؟
-
كيف تحمى الحريات؟
-
الحريه الدينيه بركه ام لعنه ؟ الجزء الثانى
-
حريتكم الدينيه هل هى مهدده ؟ 1 من 2
-
شعب الله المختار - القول الفصل
-
المغنون الخصيان - تشويه بأسم الدين
-
هل انت من المتهكمين؟
-
اعجوبة كوكبنا - عنوان الارض المثالى
-
الهدايه الى الالحاد - 2 من 2
-
الهدايه الى الالحاد - 1 من 2
-
محاكمة المسيح
-
كيف تستفيد من مرضك - تحيه للمرضى
-
يوميات جنين-ولم يتم اللقاء
-
نشيد الانشاد المفترى عليه
-
نصب تذكارى لابليس
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|