أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هاشم الشبلي - لا لن نفقد الامل














المزيد.....

لا لن نفقد الامل


هاشم الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 15:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر بلادنا بأيام عصيبة وصعبة مثقلة بالمشاكل والاوجاع لم تشهد مثلها منذ 9-4-2003 يوم سقوط الدكتاتورية لا بسبب كارثة طبيعية ألمت بها او مجاعة او وباء او عدوان خارجي او نقص في الموارد المالية وانما بسبب الصراع على السلطة والنفوذ والمال بين المتسلطين على رقاب الناس من جهة وبين الطامحين للسلطة من جهة ثانية. أثر هذا الصراع الحاد على أستقرار البلد وأمنه وعلى حياة المواطنيين المعيشية وعلى دفع عجلة التقدم والبناء والاعمار وعلى اجراءات اجتثاث اّفة الفساد وتطهير أجهزة الدولة من الفاسدين والمفسدين وعلى توفير فرص العمل للعاطلين وعلى تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية و على بناء دولة المؤسسات المدنية الحديثة وعلى ترسيخ التجربة الديمقراطية الفتية.
عانى بلدنا وشعبنا من جور الحكام المتسلطين عدة عقود الى ان حانة ساعة التغيير في 9-4-2003.
عمت الفرحة كافة أرجاء البلاد بسقوط الديكتاتورية على امل اقامة النظام الديمقراطي، الذي طال أنتظاره، نظام يمثل أرادة الشعب ويحقق اماله وأحلامه وطموحاته، ولكن هذه الأحلام والآمال سرعان ما خفت وهجها وتضائل بريقها، لما لابس عملية ترتيب الاوضاع ما بعد الديكتاتورية من مساومات وصفقات وترضيات وتقسيم تركة الحكم بين الاطراف المتنفذة بالعملية السياسية حيث اعتمدت المحاصصة الطائفية والأثنية بدلا من اعتماد الديمقراطية، وسعى كل طرف من هذه الاطراف الى تحشيد الانصار وتجييش الطائفة التي ينتمي أليها لتقوية مركزه وتوسيع دائرة نفوذه مستخدما شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة، كأثارة النعرات الطائفية والحزازات الاثنية وبعث الروح القبلية ونبش الماضي وبعث المكبوت من الاحقاد والضغائن، فتسمم الجو وشاع التوتر والاحتقان ونتج واقع سياسي قلق وغير متوازن.
في ظل هذا المناخ المتوتر وضع الدستور الدائم من قبل مجموعة غير مختصة وغير مؤهلة سياسياً وقانونياً وتحت تأثير ضغوطٍ خارجية وداخلية أثرت على مضامينه وتوجهاته وحرفتها عن مسارها الديمقراطي.
فجاء دستوراً مشوهاً ومتناقضاً وغير متوازن، مما أدخل العملية السياسية في متاهات التفسيرات الخاطئة والمزاجية، ومما أربك الوضع السياسي أكثر قانون الانتخابات السئ الصيت الذي مسخ العملية الانتخابية وحولها الى عملية تعيين بدلا من عملية الاختيار الحر المباشر للنواب.
تفجر الوضع السياسي بعد ظهور النتائج الانتخابية التي حققت فيها احدى القوائم فوزاً نسبياً على مثيلاتها، فأستشاط الفريق المنافس غضباً وغيضاً وحاول بمختلف الوسائل والسبل انتزاع الفوز من خصمه بتكوين تحالف حقق به نصراً على الفريق الفائز وضمن السلطة لنفسه.
تحول التنافس الديمقراطي الى صراع سياسي حاد وشديد الوطأة واتخذ أشكالاً وابعاداً احيانا لا أخلاقية ولا سياسية ولا قانونية كألصاق تهم الأرهاب والفساد والتآمر بالخصوم جزافاً دون أدلة مقنعة.
توسعت دائرة الصراع بدخول قوى سياسية أخرى كانت بمنأى عن الصراع نتيجة التنصل عن الاتفاقات والالتزامات السابقة واتباع سياسات غير مدروسة واتهامات مرتجلة.
ان اتساع دائرة الصراع وما صاحبها من حملات أعلامية وتصريحات غير مسؤولة قد عقدت الازمة وفاقمت الاحتقان الطائفي واربكت المشهد السياسي.
ان معالجة الازمة الطاحنة ودرء تداعياتها قد بات ضرورة لابد منها لتجنب وقوع كارثة محتملة قد تهدد أمن البلاد وسلامتها.
وبما أن العلاقات بين اطراف العملية السياسية المتنفذة قد وصلت الى طريق مسدود مما يحول دون التوصل الى حلول معقولة للأزمة، وان القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية نظراً لظروفها الذاتية والموضوعية والتأريخية فأنها في وضع لا يساعدها على الاسهام بفعالية مؤثرة في وقف التدهور او الحد من تصاعد الازمة او ايجاد الحلول لها .
حيال ذلك لابد من تدخل طرف ثالث لحل هذه الاشكالية وهو الطرف الذي يمتلك مفاتيح الحل دستوريا ألا وهو مجلس النواب، اذا ما التزم بوعوده الذي قطعها للناخب واوفى بألتزاماته البرلمانية والدستورية أتجاه الشعب وغلب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الفئوية والحزبية والطائفية ومصلحة الشعب على مصلحته الخاصة ومصلحة الاستقرار والنظام على الفوضى.
أن الشعب وقواه الوطنية والديمقراطية والقومية والدينية المتنورة مدعوةً بألحاح بالضغط على مجلس النواب وحثه على التدخل لايجاد حلول واقعية للأزمة وتهدئة الاوضاع واعادة الاستقرار وذلك بأستخدام صلاحياته الدستورية بأستجواب السيد رئيس الوزراء ومن ثم حجب الثقة عنه اذا ثبت تقصيره في اداء مهامه الدستورية او انتهاكه للدستور او القصور في تأمين الامن والخدمات للمواطنين او الخروج على مبدأ الشراكة الوطنية ومن ثم تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة نزيه وكفؤة لأدارة مهمة أدارة البلد والاشراف على اجراء انتخابات جديدة لمجلس النواب بعد انتهاء ولايته الحالية.
وفي هذا السياق على مجلس النواب ايضاً الاسراع بتشريع القوانين المهمة التي من شأنها اصلاح العملية السياسية وتقويم اعوجاجها كقوانين الاحزاب والانتخابات والمفوضية العليا المستقلة لانتخابات والمحكمة الاتحادية والسلطة القضائية ومجلس الاتحاد.
نرى ان هذه الاجراءات والخطوات الدستورية المقترحة كفيلة بحل الازمة التي عصفت بالبلاد واقضت مضاجع العراقيين واخلت بالأمن والاستقرار وشلَت مسيرة البناء والاعمار واضعفت فرص بناء الدولة المدنية الفدرالية الديمقراطية.



#هاشم_الشبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب والحكومة امام امتحان صعب
- على هامش قرارات الزيدي
- حيدر سعيد مسيحياً
- تداعيات انسحاب القوات العسكرية الامريكية
- حملات الدعاية الانتخابية مالها وماعليها
- الخلاف بين الاخوة الكرد وتأثيره السلبي على الاوضاع في الاقلي ...
- مسؤولية الناخب في احداث التغيير والاصلاح
- الازمة العراقية الايرانية الجديدة وتداعياتها
- ظواهر شاذة ومرفوضة
- تطالب عدالة الشعب بالانتقام من المجرمين القتلة وبمحاسبة المق ...
- الانتخابات البرلمانية القادمة في ظلال ذهنية التشكيك والتخوين
- الديمقراطية في العراق تحت المجهر
- كفى اعتداءاً على الديمقراطية بأسم الديمقراطية
- مصلحة الوطن اولاً
- على هامش تصريحات الدكتور الجلبي لصحيفة الحياة ..........الفس ...
- دعوة للقوى الوطنية والديمقراطية
- التغير الشامل بات ضرورة ملحة
- آفاق نداء (مدنيون)


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هاشم الشبلي - لا لن نفقد الامل