|
الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد
ثائر الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 11:41
المحور:
الصحافة والاعلام
أصل المحاسن كلها الكرم وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام سيد البلغاء الامام علي (ع) قبل ثلاثة ايام وجهت لي دعوة من قبل هيئة النزاهة للمشاركة في ورشة عمل نظمتها،دائرة التعليم والعلاقات العامة في الأكاديمية العراقية لمكافحة الفساد حملت شعار( الصحافة الاستقصائية ..طريق نحو الشفافية ) بحضور رئيس الهيئة القاضي علاء الساعدي،ومديرعام دائر التعليم في الهيئة وعدد من أعضاء مجلس النواب،وبعض الزملاء من الكتاب والصحفيين والإعلاميين، فقد كنت اتمنى طوال عملي ككاتب ان التقي بشخص رفيع المستوى لديه المقدرة على صنع القرارممن يعملون بهذه المؤسسة التي تعد الاولى في محاربة الفاسدين والمفسدين الذي يسرقون قوتنا وقوة طفالنا ،بل وحتى يسرقون البسمة والفرح والامل ،لان الفاسد ومنذ وجود الارض والبشرية عليها،تربطه علاقة جدلية مع الظلام فهو الابن المدلل لكل الأفعال والاعمال الحقيرة التي تؤذي الانسان والانسانية،وفعلاً التقيت بالقاضي الساعدي،ووجدته للامانة شخصاً طيب ودود لاتفارق الابتسامة وجه،متفائل يريد ان ينجز ويقدم ويحاسب ويقتص من الفاسدين،والاستدلال لهذا من خلال طرحه الموضوعي لمشكلة الفساد في العراق اثناء الورشة،فمداخلتي للنقاش حول الورقة البحثية بعنوان (حق الحصول على المعلومة) والتي طرحت فيها ان الصحافة الاستقصائية لها دور مهم ومؤثر في مكافحة الفساد لتقصيها وبحثها عن الحقيقة ،ولعل الصحفي والكاتب والاعلامي هو صاحب المبادرة ويعود له الفضل لهذا العمل المحفوف بالمخاطر،وقد يصل الى التصفية الجسدية في كشفه لحقائق اراد الاخرون من ضعاف النفوس كتمانها، فالاستقصائية لاتنشىء ألا في الحكومات التي تتمتع بالديمقراطية ،وتجربة العراق الجديد خير دليل عيها،فسابقاً عمد النظام لأكثر من (3)عقود في السيطرة على حقل الاعلام والثقافة والمعلومة وجعلها مرتبط به مركزياً ،لغرض التحكم بإيصال مايريده وما لايريده للمجتمع من رؤية يجدها تخدم نظامه السياسي،فقد استأجر الكثير من الكتاب من رؤساء صحف عربية وعالمية ومؤثرين بالراي العام،ودفع لهم كابونات النفط المخصصة للشعب ضمن اتفاقية النفط مقابل الغذاء والدواء،فقد كانت اقلامهم تصور وترسم للعالم حياة نعيمة ومرفهة يعيشها الشعب،والدفاع عن بطولاته وتبررغزواته على دول الجوار،والتبرع بمليارات الدولارات بسبب نزوة تدخين سيكارة الجروة وجرت القلم دون معرفة حجم النتائج والخسائر. الان في الوقت الحاضر هنالك فضاء واسع في حرية الكتابة والنقد ،والحصول على المعلومة بهدف معرفة الراي العام لما يحدث بمجريات الأمور،فبرغم الاخفاقات التي تحدث هنا وهناك الا أن المخرجات كبيرة جداً،ومن الضروري التركيز ليس فقط بإظهار الجوانب السلبية،المتعلقة بالفساد ومظاهره فالسلبيات موجودة حتى في الدولة المتقدمة ،على الصحافة الاستقصائية ان تظهر الجانب المضيء من المكتسبات التي حدثت بعد السقوط للشعب وان تشرح للعالم حجم التحديات التي تواجه سيرالعملية والتحول الديمقراطي ،فيما كانت المداخلة الثانية المداخلة الثانية : ورقة بحثية بعنوان (الصحافة الاستقصائية جوهر الصحافة) لقد وردة من الفقرة (1) من المادة (13) في النقطة (3) من قانون (35) لسنة 2007،ضمن اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد التي طرحت للانضمام منذ عام 2005، حيث وردة (القيام بأنشطة إعلامية تسهم في عدم التسامح مع الفساد ،وكذلك برامج توعية تشمل المناهج المدرسية والجامعية ) فهنالك ضعف وقصور أعلامي واضح في الصحافة الاستقصائية من حيث عدم شرح وايضاح تحول الفساد من ممارسة انفرادية الى ظاهرة مقبولة ادارياً واجتماعياً ،بدء الفرد يتقبلها وكأنها جزء من ثقافتة وكيانها واصبحت مرتبطة بسايكلوجيته،المشكلة تكمن في كيفية اعداد وتسليح الإنسان ثقافياً ليرفض التعامل مع الفساد كسلوك منحرف نبذته كل الأديان السماوية،وذلك من خلال حملة اعلامية واسعة ومستمرة وعلى كافة الصعد لشرح وايضاح الاثار المستقبلية الفساد كمتبنى ثقافة ،فكر. لقد حملت الورشة الكثير من الإجابات لتساؤلات عدة كانت تدور في نفسي وفي نفوس الموجودين من الحضوروالاهم في الورشة ان السؤال مهما كان حجمه وقوته كانت الاجابة عليه بشفافية عالية ،فهنالك تنظيم مهني شخص لدائرة التعليم والعلاقات ممثلة بمديرعامها ومعاونه وكل العاملين فيها وكذلك موظفي الاكاديمية ،من حيث الاستقبال والحفاوة العالية للضيوف،فأحسست بالفخر وبراحة عميقة في التعامل الرائع الذي أبداه الجميع مع الصحفيين والكتاب والاعلاميين فهم قادة الرأي في المجتمع وصناعه لأي تغيير،وعليهم مسؤولية وطنية كبيرة في الابتعاد عن ثقافة التشهير والتسقيط والاصطياد في الماء العكر،فبناء البلد لايقتصر فقط على الهيئة والدوائر المرتبطة بها، في تقيدم المعلومة المتعلقة بالفساد ،بل في مشاركة كل المواطنيين ومن كل أطيافهم وقومياتهم ،فالعراق ملك للجميع والجميع ملك للعراق .
#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير
-
الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
-
العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
-
الدكتاتور وطموح الرعية
-
الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
-
ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
-
الصمت والاستبداد
-
الانسان والطين في صراعاً مع الاثار
-
أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي
-
انقذوا البلد من الفاشلين
-
خيانة الضمير الطريق لتحقيقي الدمار
-
أبنتي رانية والارهاب
-
ثقافة الفساد بين الرفض والقبول
-
الحوار الديمقراطي ومايريده الشعب
-
موقف مع الطائفة المورمونية
-
علي مدرسة العدالة والنزاهة
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|