أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - لقــد إنتخبنـــا العـــــراق














المزيد.....

لقــد إنتخبنـــا العـــــراق


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت مسافة الطريق الطويلة التي ركبتها أنا وعائلتي المتلهفة أكثر مني للوصول الى المركز الأنتخابي الخاص بيوم القرار العراقي، وهو يوم الأنتخاب العراقي. لقد اختصرتْ تلك المسافة كل سنوات العمر بمفردة وجيزة ، وهي " أن أنتخب "، والتي من خلالها سأمارس لأول مرة حقي في أنسانيتي المفقودة منذ عقود ثقيلة كُممتْ فيها الأفواه وغُيبتْ فيها مفردة الحرية.
لقد كانت أشبه بدورة زمان مسجلة على رقاقةِ فلمٍ لم أتبين من تفاصيلها المريرة، أي لون غير الأسود والمعتم وقليل من اللون الأبيض المضبب.
لقد كانت دورة الزمان تلك، الطويلة نسبيا، تشكل زمن وعيًّ السياسي ومسافة علاقتي مع ظاهرة الأنتخابات مشاهدة وممارسة.
لم أشهد في رقاقة زمني تلك التي أدرتها في ذهني سوى مشاهد عراقية متفرقة حتى لا تُعد على اصابع اليد الواحدة، مشاهد شحيحة من كل شيء، تلك التي مارستُ فيها اللعبة الأنتخابية بتفاصيلها العامة، وقد كانت فقط في عملي السياسي (الحزبي) والمهني في فرقي المسرحية التي عملت فيها ( فرقتا مسرح الصداقة وفرقة المسرح الشعبي ـ الستون كرسي ـ في بغداد ) وما خلاها فأني لم أتعاطى مع مفردة الأنتخاب إلا من خلال ما كنت أسمع أو أقرأ. لذا لم تكن تشكل في وجداني كظاهرة عامة تمارس في أصقاع العالم، غير مشتهى مستحيل يقع في آخر المدى، ومستوى تحقق هذه الممارسة لا يعدو أن يكون أكثر من وجد مصلوب على قازوق لا يتصل بالأرض.
وحتى تلك المرات القليلة الضيقة الحيز التي مارست فيها تلك اللعبة الأثيرة، ما كانت لتخلو من فرط من اليقين والقليل من الشك في صحة سيروتها والى ما ستؤول أو تصير، ولكني كنت منسجما معها بكل تفاصيل المعنى التي تضمها، ومؤمن بالنتائج التي كان يتمخض عنها
فرز الأصوات ولا يتسرب الى وجداني الشك بصحة النتائج تلك.

اكاد لا أصدق هذه المشهدية الملونة، فها أنا اليوم أبحر قريبا من مرفا وجدي فأتطلع الى مسافة السنين الطويلة التي فصلتني عن الأقتراب من ذلك الصندوق العجيب الذ ي يشبه في نظري صندوق الدنيا الذي كان يلامس دوما كنانة طفولتي فتلوح في ظلمة ذلك الصندوق الخرافي، الكائنات والمدن العجيبة ، فأستريح لتلك النصوص البصرية المشبعة بروائح الأساطير، فيأسرني الحلم حتى وأنا أترك صف الصبية الذين ينتظرون فسحة ليشاهدوا ما شاهدت.
يا لهذا الصندوق الأنتخابي الذي سأضع فيه ورقة أحلامي الخالية من الشكوك فيمن سأختار ، هذا الصندوق الذي جذبني وغيري اليه كعيون الشمس، متطامنين الى ما سيكون من مرتجى .
في لمحات من ذلك الأسترسال المتراكض المح أبتسامات عائلتي التي تتفيأ بالسعادة، رفيقة العمر التي أحتملت أكثر مما أحتملت أنا من غربة ومشقة وعذابات زمن الأغتراب الممتد من أول زغب الحب الى آخر تصريح بعمر أبنتنا التي يسمح لها بأن تنتخب، أبنتنا التي أنجبتها غربتنا القاسيه، ولكنها تنشقت عشق العراق من عطور مشاعر العراقيين الذين رافقناهم ورافقونا في خضم تلك المساحة الشاسعة من جغرافية أغترابنا.
أشهد أن لحظة وقوفي أمام صندوق الأقتراع كانت لحظة ولا كل سنوات العمر،حتى اني كنت مملوكا لمشاعر أن أمسك بالورقة الأنتخابية أطول ما أستطيع من اللحظات فتحايلت على الواقف الى جانب الصندوق فَقَبلتُ الورقة ووضعتها على رأسي كي أكسب لحظات أطول ومن ثم أودعتها صندوق الدنيا العراقية التي نتمناها دنيا جديدة لكل العراقيين المؤمل فيهم أن يرفضوا أن يعود بهم التأريخ الى وراء عند ظهور أي ملمح لشبح دكتاتور كالذي كان، ومهما سيرتدي من قفطان وبأي الألوان حتى كان لون الحياة.
وضعنا نحن الثلاثة سباباتنا في حبر الجنة البنفسج كما فعل ذلك الملايين من العراقيين وكانهم وكأننا نقول نحن بنوك يا عراق أحببناك بعهد يشبه عهد الحرة التي قصت جديلتها حتى تتحقق أرادتها. مبروك للذين فرحوا للعراق ولهم، ومبروك للذين غشتهم الفرحة عبر ضحكة أو دمعة فقد رأيت فيهم أنهم قد صوتوا للعراق بغض الطرف عن الرقم الذي أشروه.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهامات الجلبي والشعلان تشبه ـ حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب ...
- رثاء غير متأخر للرفاق عايد وابو يسار وابو فرات
- كيف تنظر قائمة - إتحاد الشعب - الى الرياضة العراقية
- الى رفيقي العزيز شه مال ـ بمناسبة أربعينية الشهيد سعدون ـ رس ...
- الأرض التي تقف عليها قائمة - إتحـــاد الشـعـب -
- أتحاد الشعب.. القائمة الأنتخابية التي ستعمل على تحقيق الحلم ...
- قدرة ومصداقية الحزب الشيوعي العراقي أقوى سلاح في دعايته الأن ...
- قالـت الذاكــــرة.....
- ماركريت حسن.. شهيدةٌ.. وأيُ شهيدة
- كفاح... أيها الشهيد الذي لا يوارى
- التحالف الوطني العراقي الواسع ضرورة تكوين قائمة انتخابية موح ...
- الـمُـعـــــــــــــادِلاتْ - القسم الأخير
- الـمُـعــــــــــــــادِلاتْ 5
- حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد
- الـمُــعــــــــــادِلاتْ 4
- الـمُـعـــــــــــادِلاتْ 3
- المُعـــــــــــادِلاتْ 2
- المعادلات ( رؤية تسجيليةعن أستشهاد النصير أبو كريم في العملي ...
- طابا التي تأن، من يان لها؟!
- لم ترحل أيها الشفيف سلمان شمسه


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - لقــد إنتخبنـــا العـــــراق