أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبعوب - حق العودة .. الوجه الآخر















المزيد.....

حق العودة .. الوجه الآخر


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 15:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


حق العودة - عودة الفلسطينيين الى ديارهم وارضهم التاريخية فلسطين- الذي يعد واحدا من ابرز نقاط القوة في مشروع المقاومة الفلسطينية التي لا تقبل الجدل او التنازل عنها في اي تسوية للصراع في المنطقة، هذا الحق يجب ان يقترن بحق آخر مكمل له وهو حق العرب اليهود في العودة الى بلدانهم التي هُجِّروا أو هَاجَروا منها تحت ضغط الدعاية الصهيونية او بتواطؤ الحكومات العربية في فترة الاربعينات وخمسينات القرن الماضي مع المشروع الصهيوني لإقامة ما يعرف بـ"اسرائيل" على اشلاء الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده واغتصاب ارضه في خرق فاضح لكل الشرائع والقوانين الدولية.

حق عودة عشرات آلاف العرب اليهود الى بلداتهم وقراهم في الدول العربية التي هاجروا منها وتمكينهم من استعادة حقوقهم كافة، ومراجعة التشريعات والقوانين في هذه البلدان وتطهيرها من كل ما من شأنه التمييز ضدهم على خلفية دينهم او التقليل من انتمائهم الوطني ، خطوة يجب ان تبادر بها الدول العربية كافة و ان تتبنى جامعة الدول العربية هذا المشروع وتربطه مع حق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وارضهم .

وحتى لا يفهم الاعلان عن هذا الحق وطرحه للتداول الاعلامي والسياسي فهما خاطأ، لابد من ربطه بشرط ملزم ومسبق بتنازل العربي اليهودي الراغب في العودة الى بلده الاصلي عن الجنسية "الاسرائيلية" والالتزام بالثوابت السياسية لمجتمعه الاصلي وفي مقدمتها رفض مؤامرة الوطن القومي لليهود في فلسطين التي تستهدف بالدرجة الاولى امن اليهود وسلامهم كأفراد قبل الفلسطينيين، وذلك بحصرهم في بؤرة صراع لا ينته تجعلهم ضحية للعيش في قلق دائم و رهاب كراهية الآخرين لهم..

إن المعركة الحقيقية والمجدية التي يمكننا اليوم ان نخوضها ونكسبها ضد كيان الاحتلال، بعد أن أثبت القوة وسياسة الاستسلام أمام ترهل الحالة العربية وتصلب صهيوني متصاعد، عقمهما كخيار لتحرير الارض وإحقاق الحقوق، هي معركة تفكيك البنية السكانية لهذا الكيان الغاصب وتفريغه من موارده البشرية التي استطاع جمعها بفعل ماكينة الدعاية الاعلامية الصهيونية الجبارة التي تمكنت من تلويث عقول ملايين اليهود الذين كانوا يعيشون كمواطنين في بلدانهم الاصلية بخرافات توراتية وجرهم الى اتون صراع حوَّلهم الى كائنات مسكونة بالخوف الدائم من الاندثار وكراهية وهمية يكنها العالم لهم على خلفيتهم الدينية.

اول خطوة في هذه المعركة هي إطلاق إعلان عربي بحق العرب اليهود كافة في العودة الى بلدانهم واراضيهم التي نزحوا منها، مع ضمان استعادة حقوقهم التي تحت الحراسة او التي تم التصرف فيها، شريطة تخليهم عن الانتماء الى الكيان المؤامرة "اسرائيل" والاعلان عن تنصلهم من الارتباط بالمشروع الصهيوني.. بهذا الاعلان نفتح امام اليهود من أصول عربية الذين يلاقون اضطهادا وتمييزا في الكيان المصطنع "اسرائيل" على يد اليهود القادمين من اوروبا وامريكا ، بابا للتفكير وإعادة النظر في قرار اتخذوه قبل عقود تحت ضغط وإغراءات ثبت زيفها وبطلانها، كما نعيد لهم الأمل في العيش بأمان وسلام طالما فقدوه في ظل الكيان "الاسرائيلي" الذي حول حياتهم الى جحيم وألحق ضررا كبيرا بصورتهم كبشر عبر العالم ..

ويقدم الربط بين حق العودتين -عودة الفلسطينيين الى ديارهم وعودة العرب اليهود الى ديارهم في البلدان العربية التي غادروها قبل ستة عقود- حلا جزئيا لمشكلة الارض التي تحاول "اسرائيل" التستر وراءها في تبرير رفضها لحق عودة الفلسطينيين، حيث سيعيد كل عربي يهودي هاجر الى فلسطين خلال القرن الماضي-بعد ان تمكنه بلاده الاصلية من استعادة ارضه وممتلكاته هناك- يعيد البيت والارض التي يعيش فيها في فلسطين الى صاحبها الفلسطيني ، وبذلك يسحب من الاحتلال واحدة من أهم أوراق الضغط التي يستعملها في خلق مصاعب أمام التوصل لحل للقضية الشعب الفلسطيني..

وحتى يكون إطلاق هذا الاعلان ذو معنى وفاعلا ويلقى استجابة من الشريحة المستهدفة ، لابد لنا كمواطنين في مختلف البلاد العربية من تصحيح مفهومنا للصراع في فلسطين المحتلة الذي كرست له الآلة الاعلامية العربية والغربية صورة خاطئة في وعينا وصورته على انه صراع أزلي بين العرب والمسلمين وبين اليهود، لا ينته إلا باستئصال أحدهما للآخر، بينما الأزمة في حقيقتها لا تزيد عن كونها مؤامرة دبرتها القوى الاستعمارية في اوروبا بتواطؤ مع الحركة الصهيونية بداية القرن العشرين للتخلص من اليهود الذين ترى فيهم اوروبا مسببا لكل الأزمات والحروب التي نشبت في القارة ، بتهجيرهم خارجها وتجميعهم في منطقة يختارونها وكان الاختيار قد انتهى الى فلسطين استنادا على حكايا اسطورية عن دولة للعبرانيين لم يعثر لها على أثر حتى اليوم في فلسطين باعتراف علماء آثار يهود، وليكون هذا الكيان وكيلا وراس جسر للامبريالية في الابقاء على سيطرتها على المنطقة التي تحوي ثلثي احتياط الطاقة في العالم ..

يجب علينا اليوم طرح قراءة صحيحة وحقيقية خالية من كل الصور النمطية المضللة لحقيقة هذا الصراع ، تنقله من إطار صراع ديني لا وجود له على ارض الواقع، الى واقعه الحقيقي كصراع يخوضه شعب يريد استرداد حقوقه المغتصبة من كيان غاصب قائم على خرافات واساطير تجاوزها الزمن ، سنده الوحيد القوة الغاشمة التي توفرها له الامبريالية والتضليل واللعب على العواطف التي جرَّت جزء مهما من يهود العالم للسير وراء الدعاية الصهيونية والانخراط في مشروعها القائم على اغتصاب ارض الآخرين وقتلهم وتشريدهم. ولابد لنا ان نصحح خطابنا الاعلامي اليومي في الصحافة والقنوات والاذاعات والافلام وكذلك مناهجنا التعليمية من ذلك المفهوم الملتبس لحقيقة هذا الصراع، حتى نضمن عودة حقيقية للعرب اليهود الى مجتمعاتهم الاصلية في البلدان العربية كافة ليقدموا صورة فاعلة تثير تساؤلات حقيقية لدى بقية اليهود في الارض المحتلة عن جذوى استمرارهم في العيش في ظل كيان قائم على الاغتصاب والعدوان في ارض ليس لهم اي حق في الاقامة عليها، وتدفعهم أيضا للتفكير في المغادرة نحو بلدانهم الأصلية، للعيش في سلام وأمان بدل العيش في كنتونات عسكرية لا امن ولا أمان فيها ، وهو ما سينتهي الى تفكيك هذا الكيان وتخليص العالم وفي مقدمتهم اليهود من شروره .



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبعوب - حق العودة .. الوجه الآخر