|
انتخابات مصر 2012-5- احذروا الرسائل فيها سم قاتل
محمد طلعت
الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 18:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(نتيجة الانتخابات الرئاسية اعلنت من قبل ان يتم التصويت ) : احذروا مثل هذه الرسائل، فهذه الرسالة وغيرها كثرت خلال هذا اليوم على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل مريب، حيث تشكك فى الانتخابات المصرية الرئاسية.. هذه الرسالة ااو غيرها عادة تكون مجهولة المصدر اى تكتب تحت شعار (منقول) فمن الذى صاحبها فهو (مجهول) ، لكن الخطورة وكارثيتها تكمن فى أنها تلقى رواجا على الكثير من الصفحات المعروفة لعدد من المشاهير والكبار وصفحات المعارضة والثور... يتم تداوله هذه الرسالة على إنها حقيقة وامر قد حدث بالفعل بل يقسم صاحب الرسالة بالله العظيم إنها حدثت أمامه وشاهدها بام عين...
وإليكم نص الرسالة وأى طالب فى سنة أولى لدراسة النقد الأدبي سوف يكشف حبكة الحكاية وحدثها الموحى بالمصدقية الفنية حتى تحدث اللبس على القارئ فى أن يتعاطف مع السارد... فهى وللحق يقال تعد تحفة فنية فى التحليل النقدى لكشف مدى زيف الحكاية.!
وهاهى الحكاية منقولة كما كتبت دون أى تدخل أو تصحيح:
" طبعا كلنا نازلين تقطيع فى بعض على الاخر وكل واحد شايف ان هو ابو العريف والباقيين المختلفين معاه لا عندهم مخ ولا كبدة ولا حتى كلاوى.
المهم انا عاوزكم كلكم تهدوا كده وتسمعوا اللى حصل ليا النهاردة
كنت قاعد فى صيدليتى فى امان الله ودخل عليا صديقى امين شرطة اسمالله فلان الفلانى ولما لقانى مغرق صيدليتى صور ابو الفتوح وكمان كانت صورته على عربيتى قاللى والله يا دكتور انتم صعبانين عليا قوى قولتله ليه ؟ قالى يعنى تاعبين نفسكم على الفاضى والموضوع محسوم لصالح واحد ومنتهى من زمان قولتله مين؟ قاللى ماعلينا على العموم اللى هتجيبه الصناديق هنصقفله كلنا قولتله ماعدا شفيق وعمرو موسى قاللى هتعمل ايه يعنى قلتله انا اول واحد هكون فى ميادين التحرير ده حتى الغاز المسيل للدموع وحشنى قاللى اطمن يوم 17 او 18 يونيو قرار اعلان النتيجة هيكون مصاحب ليه قرار حظر تجول فى الجمهورية كلها لاى حد خارج من بيته والضرب فى المليان طبعا انا ضحكت وسخرت من امكانية حدوث ذلك ولان الضحكة استفزته قاللى انت مش مصدق طيب اقسملك بالله ان تم حشد ضعفين عدد الامن المركزى القديم لحد ما وصلوا دلوقتى 8 مليون وكمان طوروا انواع الاسلحة سخرت اكتر منه وقولتله الشعوب ما بتخلصش وزى ما قال عمر المختار قبل كده ننتصر او نموت لكننا لا نستسلم قاللى ماهى المعركة المرة دى مش هتبقى الشرعية معاكم لانكم ببساطة ساعتها اللى هتبقوا ضد الديموقراطية ده غير ان الناس زهقت منكم على الاخر ولا انت فاكر يا دكتور ان احنا لما سيبنا الاخوان ينجحوا فى الانتخابات التشريعية (خلى بالك بقه من الحتة دى) ولما سكتنا عن توجيههم للناس ومخالفاتهم لفترة الصمت الانتخابى واللى كان بيحصل قدام اللجان من استغلال للدين واللى كان كفيل بان مرشحين الاخوان كلهم يستبعدوا وكل ده متصور عندنا وسايبينه بمزاجنا علشان الاوامر كده علشان مايبقاش ليهم عين يتكلموا يوم انتخابات الرئاسة . حبيت استفزه اكتر وقولتله اطمن احنا مستقتلين قدام صناديق الانتخابات ومش هنسمح بالتزوير وان شاء الله الفلول مش هينجحوا لقيته ضحك على الاخر وقالى ده نجح خلاص ومش بعيد من اول مرحلة كمان قولتله هو مين ده؟ قالى احمد شفيق قولتله استحالة على جثتى لو قولت عمرو موسى ممكن اصدقك انما الاهبل بتاع قتلت واتقتلت ده لا قاللى انت مش مصدقنى طيب وراح حاطط ايده فى جيبه ومطلع محفزته وطلع منها بطاقته وقاللى اتفضل قولتله ايه قاللى اقرا خانة الوظيفة كده قريتها لاقيت مكتوب فيها حاصل على دبلوم فنى صناعى فقولتله مش فاهم قاللى مش الجيش والشرطة مالهومش تصويت قولتله ايوة قاللى تم تغيير الوظيفة لاكتر من 8 مليون جندى ام مركزى وفرد شرطة وامرهم بالتصويت لشفيق وانت لو حبيت تبحث عن اسمى كمان مش هتلاقى اى علاقة ليا بالشرطة فى يوم من الايام قولتله انت بتتكلم جد قاللى ماهى البطاقة بين ايديك اهيه فضلت باصص للبطاقى وانا مذهول لحد ما اخدها منى وقاللى فوق يا دكتور المهم هاتلى الفوار بتاع البلغم للحج روحت جيبتله الاستيل سيستايين فوار اللى ابوه بياخده ومشى وانا مذهول وبفكر اللى انا فيه ده حلم ولا علم.
اقسم بالله العظيم ان هذا حدث معى اليوم الاثنين ليلة الثلاثاء 22 مايو 2012 والله على ما اقول شهيد وانا لا ادرى نتيجة ما كتبته ولا ما قد يحدث لى الا ان دماء الشهداء تحاصرنى ولم استطع الصمت ........اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد وانا لله وانا اليه راجعون ".
حقا ،روعة .هذه الرسالة يجب أن تدرس للطلاب فى الدرسات العليا للوقوف على كيفية التحليل مابين الادبى والواقعى وربط الحدث بالمتن السردى بالحدث العام وهل بينهم تشابه ام لا؟ خاصة ربط المعلومة بواقعها هل هى معلومة حقيقة ام مرواغة، فمثلا فى سرد الحكاية مرر السارد معلومة "تم تغيير الوظيفة لاكتر من 8 مليون جندى امن مركزى وفرد شرطة "، فى حين ان واقع الامر (عدد الجيش باكمله 480 الف فردا ، الامن المركزى 300 الف فردا) وهذه معلومة حقيقية طبقا لواقع السجلات الرسمية بالدولة.!
أما ربط التحليل السياسى بالتحليل الادبى من خلال الرؤية السياسية التى اقترب منها الحدث السردي حيث تعد بمثابة المفجر والازمة لتوالى أحداث أخري، وهى اختيار البطل الوهمى هنا وهو"شفيق" بثمة اتفاق مسبق بينه وبين الابطال الثانويين فى الحكاية وهم مجلس قادة العسكر بالوقوف بجواره حيث يعد لهم البطل الأسطوري الذى يعيد المجد الغابر.. ومن خلال الواقع والتحليل السياسى فان البطل الثاني هنا(العسكر) ليسوا بالاغبياء الحمقى حتى يكررون أنفسهم بنفس الاخطأء، فالبطل الثاني يحتاج بطلا جديدا على الساحة وليس كارت محروق، بينما هو اى البطل الثانى حين قدم الكارت المحروق او البطل الوهمى "شفيق/ موسي" ليس إلا لعمل توازنات فى اللعبة ليس أكثر أو أقل.
أما ربط الكومبارس "الشخصيات الثانوية التى يتم تجهيزها للمرور فى مشهد واحد" وهم هنا اشار لهم السارد فى حكايته بـ 8 مليون مجند. ولإضافة المزيد من الحبكة الدرامية اراد السارد إن يجود فى ادائه بإنه قام بتلبيس هذا العدد المبالغ فيه ثمة أقنعة مع بعض الميكاج الخاص والمناسب الذى يمكن أن يصدقه المشاهد وفقا لطبيعة الدور الذى قد يمس قلب وعقل المشاهد فى التصديق حين يرمى عليه السادر ماهية التغيير الاستراتيجى الذى قام به البطل الثاني لخدمة البطل الاول بتحويل هؤلاء المجندين إلى موظفين. وبالطبع سوف يصدق المشاهد الساذج هذه الخرافة الدرامية. ووفقا لواقع الحدث هذا وربطه على ارض الواقع المعاش. فسوف نجد من خلال اعمال العقل واستخدام المنطق فى تناول هذه البنية التشكلية التى ارادها مؤلف الحكاية لأجهاض خصمه بقضاء الامر ونجاح مخططه فى سد الافواه بهذا الكم الهائل من المجندين المتحولين بأقنعة موظفين الذين سوف يحسمون المخطط العام لفكرة الحكاية الأم" بتحريض المواطن/القارئ= الخروج على شرعية من سيأتى رئيسا عبر الصندوق"، وحين نتأمل هذا بالتحليل الواقعى فنجد استحالة حدوث هذا الكلام الخاص بتغير وظائف المجندين... لان المجندين ليسوا بموظفين لا فى الداخلية ولا فى الجيش وبالتاكيد عندما تطالع بطاقة المجند الشخصية سوف ترى فيها مهنته الحقيقة سواء دبلوم صنايع او زراعة.. ومن هنا جاءت هذه الخدعة أو المكر الخبيث حتى يشعرنا صاحبها بمصدقيته. وعليه فأى خبر قصصي سوف يأتى بعد هذه المعلومة فسوف يصدقه القارئ الذي يريد أن يصدق هذا، وتتوج الحكاية مع مرارتها فى نجاح البطل الاول" شفيق" فى الوصول إلى قلعة الرئاسة المصونة وقتل الأشرار المعارضين له، لأن حينها سوف يتبدل الامر فملائكة أمس هم مع "شفيق" البطل المختار أعداء اليوم وسوف يكونون خارجون على الشرعية ومن هنا وجب سحلهم وفك أى عباية إنثى عابرة سبيل أو بائعة بطاطا فى ميدان التحرير.!
باختصار هذا حديث مغريا للنقد الادبي لكشف اسلوبية هذ الخطاب الموجه لغرض الإثارة، ويطول شرحه ولنا معه وقفة نقدية فى مجال أخر.
وأعود، وأكد.. احذروا هذه الرسائل، فهى مسمومة وخطيرة الهدف منها التخريب فى ثورة مصر. أعتقد أن هذا الكلام غير منطقى والقصد منه زيادة الشحن والبلبلة لما بعد الانتخابات لتوجيه الناس لشئ ما.... وهذه الرسائل أو غيرها من طرف واحد محدد ومميز من ناحية الصياغة والاسلوب وطريقة سرد الحدث وبث المعلومة.. (صاحبها واحد ومكتوبة بنفس الأسلوب). مصر فى خطر أكبر سواء نجح مرشحى أو مرشحكم.. المهم أن يمر بنا إلى بر السلام، وتحقيق مانريده من مصر الثورة.
أياكان من سيأتى فأمامه خطر أكبر والعن وصراع من كل الجبهات.. وعلينا جميعا أن نكف عن التخوين. ونبدأ العمل بتركيز شديد واخلاص حقيقى مع الرئيس الجديد.. إلى أن يثبت لنا العكس.
وأخيرا، أعلنها أنى مستعد اتعامل مع أي رئيس/ ابليس حتى تنهض بلدى مرة أخرى... وله كل الفرص والتقدير.... وإن لم يستقيم فالبصق عليه ثلاث مرات حتى تنطفئ ناره...!!
#محمد_طلعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتخابات مصر 2012-4- برامج المناظرات الرئاسية كذبة كبري فى ا
...
-
انتخابات مصر 2012-3- الكل يتاجر بها من أجل الوصول لعرشها أو
...
-
انتخابات مصر 2012-2- البرنامح أولا وأخيرا
-
انتخابات مصر 2012 -1- إن البقر تشابه علينا
-
إنهم كاذبون يحملون الخراب لمصر
-
انتبهوا عفاكم الله إلى كنيف -تضريط- الرغي المصري لتمرير كرة
...
-
غيمة سوداء مسمومة تسعى في البلاد فسادا
-
إنها جمعة الفتنة الدينية فانتبهوا.. ولتكن مصر مصرية هي بغيتن
...
-
قراءة لواقع الشباب –المعطل- الثائر بين مصر والمغرب
-
بنكيران والزعامة الوهمية بمطاردة حلم الشباب فى العمل
-
المشترك التاريخي بين اليهود الصهاينة والسلفيون الجدد
-
مرة أخرى يتم تجيش الناس في بلادنا للدستور باسم الإله رب السل
...
-
مصر تضيع يا وضيع منك له.. يا مصريون اخرجوا الآن وليس غدا فال
...
-
تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-
-
كلمات قليلة في حق خليل الرحيل فيصل الحمداني
-
من خبلي بها.. فى متون العشق -كل عام وأنا طيب-
-
العمل السياسي للمرأة بين الشريعة الإسلامية والواقع المصري بع
...
-
بعد قيلولة الجمعة - فك زنقتك تفك خنقتك- الترترة وأيامها
-
مهزلة المعونة المصرية.. لمن..؟ للأسف دعوتكم كدعوة قوم لوط لم
...
-
الذين لا يعرفون سوريا الآبية -1- يمزقونها على طبق الحرية الب
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|