سعد سامي نادر
الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 08:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحسّرنا..! وسنترحم أيضا !!تحسّرنا..! وسنترحم أيضا !!
ما زال العراقيون يحلمون بدولة ديمقراطية توفر لهم هامشا من حياة آمنة و "عدالة اجتماعية" تليق بمعاناتهم، فقد تم تغيير النظام عام 2003، ورغم الخوف وسيول دم أغرقنا فيها المحتل، فما زلنا نراهن على هامشنا الديمقراطي الذي تأسس بالدم. هكذا حوصرنا بالدم والموت والرعب، فلم يبق لنا غيره: بديلنا الوحيد، حواف هامشنا الديمقراطي الجارحة.
ذاكرتنا اتعبتها كثرة المقارنات ما بين مُرّْ الحاضر، وبين الأمرّْ، عقود الدكتاتورية . بين نار الديمقراطية وجنة الديكتاتورية، أو جنان الإسلام السياسي ، فهم سواء، يتشاركان في نهج التخلف ومنهج الحكم وفي موت الحياة .
هذا هو قدر فرس رهان مقارناتنا!! لكن حذاري من التمادي !؟ فقد اختلف الزمان وهامش الحرية الخلاق المخيف الذي لا يؤتمن. فحذاري ..!
يقينا نحن لا ننسى ان آليات الديمقراطية صنعت في السابق وما زالت تنتج الكثير من رموز واصنام وطنية ! جلبت الويلات والعار لشعوبها. كما لا ننسى ان طرق جنان ما وُعِدنا به، فرشت كما تـُفرش الآن، بأماني قادتنا الطيبة.! لا بل زادتها وعود السماء المغرية.!!
حين نحذر ساستنا، نحن ندرك ان اتهاماتهم ومخاوفهم المتبادلة فيما بينهم، صراع سياسي على السلطة والنفوذ وصراع مصالح شخصية، لا تغني الوطن بشئ. مخاوفهم مصالح مكشوفة تعدت الحياء والخجل . فمؤشر الاتهامات المتبادلة فيما بينهم بالتسلط والدكتاتورية مسخرة، يكشفها لنا حصان رهاننا : آليات هامشنا الديمقراطي، رغم بؤسه . فدُمنا لا نصدق سادة صراع المصالح المتحاصصة المتناحرة ، لا اتهامات المطلك و البرزاني ولا دفاعات المالكي و لا بقية الفاعلين ، فكلهم امامنا سواء، عُراة، يغطي عوراتهم الإعلام ، والمال والنفوذ. دليلنا الموثوق، شظايا مسخرة صراعهم "الوطني" .. لنقرأ معاً:
أكد عبد ذياب العجيلي رئيس لجنة التعليم العالي في مجلس النواب ان : "أعداداً كبيرة من أساتذة وموظفي الجامعات العراقية، تقدموا بشكوى إلى لجنته البرلمانية، بسبب استمارة طلب معلومات قدمت لهم من قبل وزارة التعليم العالي ، تطلب فيها، معلومات استخبارية تتضمن الاسم الكامل وجواز السفر والدول التي سافر إليها وكذلك معلومات عن الزوجة والزوج ومعلومات عن الأب والأم وعملهما السابق والحالي وعن الأعمام والأقارب والإخوة والأخوات وعناوين سكناهم وعملهم"، مؤكداً أن "الغريب في الأمر، طلب معلومات عن أصدقائهم وعملهم الحالي والسابق !!".
علامات ودوال تثير الكثير من التساؤل والشكوك حول مسار العملية الديمقراطية ! والتآمر عليها ! فتذرع الحكومة بأباطيل وحجج ملفنا الأمني باتت مسخرة! أليس ملفنا الامني وحده من يُسيِّر عمليتنا السياسية برمتها.؟!
لتأكيد مخاوفنا، نذكر ، ان أول استمارة طلب معلومات استخبارية أمنية أسست لنظام صدام باعتباره " مؤسسة دكتاتورية "، كانت قد وزعت ومُلأت بذات المعلومات، يوم مُنع التجول بحجة جرائم "ابو طبر" المزعومة!! أتذكرون ؟!
فما رأيكم دام ظلكم ، في مخاوفنا وتحذيراتنا، يا قادتنا الديمقراطيين العظام!!
#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟