ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 22:06
المحور:
القضية الفلسطينية
لعبة كرة ؛
كرة القدس من قداسة وذهب ودموع
محايدا ظل النهار .
غابت أصوات ، وحضرت ذكريات . صباح ملفّع بالترقب والانتظار .
انتظرت على طريقة العاشق الكسول .
انتظرت مطرا يغسل بلاط القدس ، وشوارعها ، وفضاءها . تمنيت مطرا يهطل بغزارة ليمحو آثار الغبار ، والصراخ ...
( تمنى ذاك الكسول أن يجمعه الله بليلى ، وأن يوفّقه بلقاء يحلم به ، وأن يرسل غيمة تغسله ....!! )
ما كل الأماني تأتي . ما كل الأماني تكون .... ( لا كانت أمنيات العاجزين القاعدين ) يقول لي صوت من أعماق روحي لحظة تجلّ ومصارحة .
(نحمل أضدادنا في دواخلنا ...ألهذا نتعب ، ونحتار ، وننتظر ؟!! )
ويسأل آخري الكامن بسخرية وتشفّ : ومن يغسل الرسائل السياسية التي أرسلت في الفضاء ؛ عقد جلسة للحكومة في الشيخ جراح بالقدس ؟ و" احتضان " الهتاف العالي للقدس ؟ ومفرقعات ملوّنة علت فضاء القدس ؟
أترك الإجابة لذاك المنتظر ، فلا ( ممحاة ) لديّ .
أسير في الحيّ المقدسي ؛ أمشي فوق طرق متهالكة ، وأحاذي عربات قمامة لم تفرغ محتوياتها ، وأمرّ من طرق ضيقة ...القدس هنا ليس كما هي هناك ...
اعترف ( أولمرت) بأن القدس ليست موحدة ، وبأنه أهمل (مهمة) توحيدها .
أقرأ (فتوى) جديدة ل(مفتي) التطرف (عوفاديا يوسف) تمنع على اليهودي علاج (غير اليهودي) يوم السبت ، ونصح بالتضحية بحياة المريض وعدم التضحية ب(قدسية السبت) .
لعبة كرة ، هذه الدائرة اليوم .
تطلق كرتك ليردها مقابلك ... كما الحياة تماما ؛
في الحياة الإنسان هو الكرة ، وفي القدس ( القدس ) هي المقذوفة في الفضاء تنتظر من يتلقفها ليسدد .
...(الكرة الآن في ملعب حماس ) ، ... لا ( الكرة الآن في ملعب فتح ) ...
الكرة حائرة تسأل : في أي الملعبين أنا ؟!!!
كتب صديقي الشفّاف ( محمد خليل عليان) : كنت قبل 27 عاما من بين محرّري صفقة التبادل (1985 م.) ؛ والدة محمد تعرف الله في السماء ، وأحمد جبريل في الأرض . هي لا تعرف ( لعبة الكرة ) بل تنتظر إنجازا على أرض الملعب (!!!) فلا يهمها مع من الكرة الآن !
زرت مباركا تخرج إحدى قريباتي فأخبرني زوجها بقصة حجزه في مكتب السفر من القاهرة . قال : طلبت من الموظفة الحجز للسفر إلى القدس ، فسألت مستغربة : أين هذه القدس ؟!! يوجد رحلة القاهرة – تل أبيب .
القدس في مكتب السفريات أيام (مبارك) لم تدرج على قائمة السفريات ...
القدس ( كرة) ، هل هي كذلك ؟ يسألني ذاك المتربص بكلماتي في داخلي .
نعم ، هي كرة ، أقول له ، لكنها من ذهب ، وقداسة ، وتاريخ ، ودموع ، وصدق ، ووفاء .
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟