غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 13:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أتصور أنه عندما تدلنا عملياتنا الفكرية أن هناك خطأ لا يمكننا تفسيره، (أى عندما نستشعر) أن هناك ما هو غير سليم فربما لا نملك القدرات الكاملة على تحليل ما حولنا من مدخلات نراها دون أن ندركها لكى نتمكن من معرفة مكمن الخطأ، فى نفس لحظة استشعارنا له، لكننا مع ذلك نملك المعلومات التى تخلق فى دواخلنا اليقين بأن تجربة أو وضع ما خطأ. فى هذه الحالة علينا أن نتعلم أن نثق فيما لدينا من يقين، لأن اليقين الداخلى هو فى الحقيقة معلومات حقيقية وسليمة وصحيحة على الأقل بالنسبة لصاحبها، وعلينا أن نبحث عن حافز التغيير فى داخلنا ولو حتى لنحقق هذا القدر البسيط من السعادة الناتجة عن الراحة لعدم تكرار الأوضاع الخاطئة. ذلك أن الشخص الذى يرضى بوضع يستشعره غير سليم بينما بإمكانه عدم الرضا به وتغييره هو شخص يستجلب لنفسه ولمجتمعه أكبر مصادر الأذى المتواصل، الأذى الذى يستمر متواترا لشهور أو أعوام وربما لعقود قبل أن تظهر جماعة (أو فرد) أكثر ذكاء تستشعر الخطأ وتحلله وتفهمه فى نفس لحظة استشعارها له، ويستمر الأذى لفترات طويلة أحيانا لمجرد كسل الأفراد عن التحليل والبحث فى الوضع الغير مريح لهم مما يدفعهم للتسليم به بدلا من محاولة معرفة أسباب استشعارهم عدم الراحة له وتغييرها، وكما لابد أن نعلم فإن الدافع للبحث والتغيير لكل ما هو غير مريح هو الدافع الأصيل الذى يؤدى لتطوير وتطور الحضارة البشرية.
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟