أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم مناع - حول وحدة المعارضة السورية














المزيد.....

حول وحدة المعارضة السورية


هيثم مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من جميل الصدف أن ترحل الحكومة اليمينية الفرنسية قبيل الذكرى السنوية لإعلان وحدة المجلس الوطني للمقاومة في فرنسا (27/05/1943). فقد كنا ننتظر، والنهج التدخلي الفرنسي سنة القوم، أن يستعيد الديغولي آلان جوبيه صورة توحيد فصائل المقاومة الفرنسية في تدخلاته المبالغ بها في الشؤون السورية، لكنه لم يعطنا الحق بأكثر من نسخ ومسخ التجربة الليبية. مدافعا عن أنموذج المجلس الانتقالي ونظرية الانضمام له l inclusion، مع كل ما ترك ذلك من شروخ وقروح في مشروع وحدة البرنامج والأداة للمعارضة السورية.
في 1943 كلف الجنرال ديغول رئيس فرنسا الحرة جان مولان بتوحيد صفوف المقاومة. ويروي مساعد مولان دانييل كوردييه أن الهم الأساسي في وجود مولان أصبح كيف نشبك ونقرب بين مكونات المقاومة تحت سقف برنامج مستقبلي وجامع لكل الفرنسيين، خاصة وأكثر من ستة مشاريع وتقارير جدية كانت متداولة آنذاك، وخلافات غير قليلة بين برامج تتناول التأميم والضمان الاجتماعي وحقوق المرأة وأخرى محافظة أقرب إلى الليبرالية منها إلى الاشتراكية. ناهيكم عن التفاوت بين الأحزاب التقليدية وحركات المقاومة الناشئة والنقابات العريقة العميقة التأثير في المجتمع الفرنسي. ولعل المؤرخ لوران دوزو أحسن من وصف عقلية التقريب بين مختلف الأطراف بالقول: كان البحث عن اتفاق عقلاني ومنطقي أكثر منه انتساب بدون تحفظ. ويجمع المؤرخون على أن أهم عوامل انجاز الاتفاق هي تمتع الحاضرين وعلى رأسهم جان مولان بكل صلاحيات التوقيع، عزلهم عن العالم الخارجي وضرورة الاجتماع على الأراضي الفرنسية، بحيث تكون جملة المؤثرات داخلية ووطنية، والقدرة على رسم معالم جمهورية فرنسية بعد الاحتلال تشكل مشروعا جاذبا لأغلبية حقيقية في المجتمع. من هنا وضوح البرنامج السياسي الممهد لمؤسسات ديمقراطية والتأكيد على البعد الاجتماعي والاقتصادي للحقوق السياسية والمدنية المتفق عليها. وقد تمكن جان مولان وفريقه من توقيع اتفاق بين حركات المقاومة والأحزاب الجمهورية التقليدية واتحادين عماليين كبيرين على نص أقر بالإجماع، ودون أية تدخلات من أي طرف خارجي.
أرجو أن لا يفهم من هذا التقديم أنني من أنصار نسخ تجربة المقاومة الفرنسية عوضا عن نسخ تجربة الانتقالي الليبي، فقط أحاول القول أن التجارب التاريخية الكبيرة ملهمة بالضرورة وفيها دروس وعبر يمكن الاستفادة منها. فمنذ أشهر ونحن نتعثر الخطوات في التقريب بين أطراف المعارضة السورية، وصار من الضروري، إن لم يكن تحديد ما يجب فعله من أجل التنسيق والتقارب، فعلى الأقل الابتعاد عن كل ما يشكل عائقا أمام التقارب والتنسيق والوحدة البرنامجية على الأقل.
- أول عوائق التقارب والعمل المشترك استمرار فكرة الحزب القائد في ذهن العديد من تكوينات وشخصيات المعارضة. وهذه الفكرة ناتجة أولا عن ترويج الدكتاتورية لهذه الفكرة ودسترتها في القوانين والعقول لأربعة عقود زمنية. وكون العديد من القيادات (أطال الله في عمرها) قد شهدت وتبنت في برامجها الحزب الثوري أو القائد أو الممثل الحقيقي للاشتراكية أو الشيوعية أو الإسلامية أو القومية.. فقد حمل بعضها أو نقل لأبنائه هذه الفكرة بأمانة. لذا يكفي أن نحفر قليلا في اللاوعي السياسي لتظهر هذه العقلية. من هنا كان من السهل ولادة فكرة الممثل الشرعي والوحيد في صفوف المعارضة، وأن نجد من يستبسل في الدفاع عنها دون خجل أو وجل.
- العائق الثاني، هو استقلال القرار السياسي. فقد تبين سريعا حرص عدة أطراف إقليمية ودولية على التدخل في الشأن السوري بما في ذلك شؤون المعارضة. ويتضح ذلك في حوارات كل أطراف المعارضة مع الإقليمي والدولي. وكون نظرية الأواني المستطرقة لا تسمح لأي سر بالعيش أكثر من زمن الضيافة العربية (ثلاثة أيام)، فكل الطلبات التركية حول القضية الكردية من المجلس وهيئة التنسيق والجيش الحر معروفة للقاصي والداني، وكل المواقف الخليجية (السعودية والقطرية بشكل أساسي) في اجتماعات اللجنة الرائدة لمؤتمرات أصدقاء الشعب السوري موجودة لدى هيئة التنسيق والمجلس الوطني على الأقل. وليس سرا الطلب علنا من أطراف إقليمية محاصرة هيئة التنسيق الوطنية ماليا وإعلاميا وسياسيا، بل والإلحاح على بناء بديل لها يذكرنا بدعاية (كندا دراي): مشروب غير كحولي له طعم الكحول ومذاق الكحول ولكنه بدون كحول!
- العائق الثالث هو غياب التعبيرات والأشكال الوسيطة للتنسيق والتقارب، فلم تطرح مثلا حتى اليوم فكرة صوت إعلامي جامع يقرب بين الأطراف في حوار نقدي شفاف من نمط صحيفة الشرارة (الأيسكرا) في روسيا، ولم تنظم ندوات بحثية مشتركة حول مواضيع جوهرية مثل معالم المرحلة الانتقالية، ممن مع من وكيف ومتى؟ ، العقوبات الاقتصادية وتأثيرها على السلطة الأمنية العسكرية، الدستور السوري المطلوب، ضرورة وجود مبادئ فوق دستورية إلخ..
- العائق الرابع حظر فكرة تواصل الحد الأدنى بين مختلف أطراف المعارضة، أي وجود لجنة تواصل دائمة في الطوارئ والنوائب والمستجدات لتبادل وجهات النظر وتقريب المواقف بين مختلف مكونات المعارضة في الداخل والخارج. أسباب الحظر معروفة لأهل البيت، والمهم القدرة على تذليلها بحيث لا نعيش في ظل مبدأ كل شيء أو لا شيء المغيب لفكرة التراكم المنطقي والجدلي للنضال الموحد.
لقد لعب المال السياسي دورا تخريبيا كبيرا في أوساط المعارضة، ولا شك اليوم ونحن نعيش فترة اضطراب لا سابق لها في تصور السوريين للمعارضات على اختلافها وتزعزع قناعات الغرب في مسيرة ظنها لخدمة الثورة والمجتمع بأننا بأمس الحاجة لمواقف جريئة تقطع مع أسلوب تأكد فشله وتمهد لخطوات أثبتت التجربة الإنسانية ضرورتها لترجمة النضال الميداني في برنامج سياسي قادر على إخراج المعارضة من حالة الاستعصاء التي تعيشها وإخراج البلاد من أزمة الثقة بوجود بديل ديمقراطي مدني قادر على تحمل مهمة الانتقال السلمي للديمقراطية.



#هيثم_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من اسطنبول
- الاغتصاب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية
- الحقيقة: أكرم خلق ثوري
- الخيار الثوري المدني في سورية
- إجابات على أسئلة الساعة
- نصائح مجانية في السياسة الخارجية
- الثورة السورية على مفترق طرق
- حماية التماسك الاجتماعي أثناء الانتفاضات وبعدها
- رسالة إلى مواطن، رسالة إلى مواطنة
- الثورة أم الحرب في بلاد الشام
- أحرار سورية والكوريدور الإنساني
- الربيع السوري والثورة المضادة
- وبدأ الأسبوع الثالث لحصار درعا
- من أجل استمرار إنتفاضة الكرامة
- يابا هذا مصيرنا.. الشهادة أو السجن أو الحرية
- هيثم مناع في حوار مفتوح حول: انتفاضة الكرامة والتغير الديمقر ...
- السلطة الأمنية وانتفاضة الكرامة
- انتفاضة الكرامة وانبثاق الجديد
- سورية والوضع الثوري العربي
- هل بدأت حقبة الثورة العربية


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم مناع - حول وحدة المعارضة السورية