ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 10:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ثقافة نفسية(63):
عاداتك..تحدد نوعية حياتك

العاده،هي ذلك الشيء الذي تفعله كثيرا حتى يصبح امرا" سهلا، او هي سلوك تداوم على تكراره، حتى يصبح اتيانه امرا لا اراديا. ولنضرب على ذلك مثلا، عادة التدخين. فأذا كنت مدخنا، فأنك تضع علبة السجائر في مكان ثابت(الجيب الايمن مثلا) والقداحة في مكان ثابت..وتعتاد يدك ان تمتد لعلبة السجائر كل نصف ساعة..تسحب السجارة بحركة آليه..وتشعلها وتدخنها بطريقة ثابته..وقل الشيء نفسه اذا كنت معتادا على اكل (التمن) في الغداء..فأنت تضع الكمية نفسها..في الماعون نفسه..وتتناوله بالطريقة ذاتها.او الافراط في مشاهدة التلفزيون، وكيف تستلقي على الاريكه ثلاث ساعات كل ليلة، وكيف تقلّب القنوات بجهاز التحكم (الريمونت كونترول). وقد تكون معتادا على ان لا تقول (لا) لمن يطلب منك شيئا، حتى لو كان يكلفك وقتا وجهدا..او ان زميلك في العمل معتاد على الكذب،وآخر معتاد على النفاق، وثالث معتاد على النميمه.
ولقد وجدت لدينا ،نحن العراقيين، عادات سلبية تؤثر في نوعية الحياة التي نعيشها.ففي المجال الصحي، اعتدنا على الأكل الدسم واللحوم والتمن..وما زلنا نقبل بشهية على أكل (المفطّح) في الولائم.. بوضع (ليّة) الخروف نتوج بها صحن التمن (ابو عراوي) ونشكل حوله حلقة دائرية..وحين ننسفه نأخذ التحية لمن أكل اكثر.
ومن عاداتنا السلوكية السيئة، الثرثرة الزائدة عن الحد اثناء المحادثات الهاتفية..التي تبدأ بــ: (اشلونك؟.. بعد اشلونك؟..اشلونك بعد..). وعدم انجاز الامور في الوقت الذي وعدنا بانجازها فيه، والمماطلة، وعدم اخذ وقت كاف مع اطفالنا، وعدم ممارسة الرياضة..اما ان نقبّل الزوجة حين نغادر في الصباح..فتلك ليست في قاموس عاداتنا!.
نعم، ان العادات السيئة تؤثر في حياتنا دون ان ندركها ، فهي تقصّر العمر ، وتقلل من نوعية الاصدقاء، وتجعل الحياة متعبة صحيا، نقضيها بمراجعة اطباء القلب والسكّر والقرحة والكلى، ونفسيا: نعيش حياة العزلة والاكتئاب واقامة المآتم في القلوب..نبكي ونلطم داخليا على فرص ضاعت او ماض نستحضر منه الفواجع وكأننا صرنا في حالة توحّد مع الأحزان لدرجة اننا صرنا نتباهى بها مع ان الأسوياء يتباهون بما حققوه من انجازات.
ان الحل بسيط في ان تعيش حياة ممتعة صحيا ونفسيا واجتماعيا، يبدأ بأن تتفحص نفسك وتحدد عاداتك السيئه، واستعن بأشخاص يعرفونك، وتكن لهم الاحترام والاعجاب، واسألهم عما يلاحظونه بخصوص عاداتك السيئة. واعلم ان الاشخاص الناجحين ما كانوا ليحققوا ذلك لولا انهم قاموا باكتساب عادات جديدة وناجحة، وفهم جديد للحياة بأنها تجربة طويلة من المعرفة والتعلم والقدرة على التغيير المستمر..الذي يستهدف عاداتنا السيئة..فبها تكون الحياة ممتعه..ولتحقيق ذلك..سجّل عاداتك السيئة وابدأ بتغيير اسوأها..وان احتجت لمساعدتنا تجدنا عند الطلب.. ولا تقل مع نفسك: (يابه دروح..اشكد بطران دكتور قاسم!).

#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات