أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسين صالح - الكليات الأهلية..حكاية مليارت














المزيد.....

الكليات الأهلية..حكاية مليارت


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 21:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حين أجازت وزارة التعليم العالي فتح كليات أهلية اشترطت على هيئاتها المؤسسة الالتزام بضوابط أن لا تتحول الى مصدر لجني الأرباح على حساب عناصر العملية التعليمية الثلاثة : المنهج والطالب والأستاذ. فلقد نصت المادة 28 من التشريع 57 لقانون الجامعات والكليات الاهلية للعام 2002 على استيفاء رسم سنوي مقداره 1% للوزارة من اجمالي الايراد السنوي للكلية الأهلية، وتخصيص صافي الوفر المالي السنوي لها بنسبة 10% للجهة المؤسسة، و15% للبحث العلمي والتأليف والترجمة والنشر، على أن يصرف المتبقي لتغطية نفقات توسيع وتطوير نشاط الكلية.
إن أرباح الكليات الأهلية عندنا تفوق أرباح كبرى الشركات، اذ تتعدى واردات بعضها عشرين مليار دينار في السنة! ومع ان القائمين عليها يؤكدون خضوع حساباتهم لديوان الرقابة المالية، وأن ارباحهم معقولة، لكن واقع الحال يفيد بوجود تحايلات بعقود وهمية تعقدها الهيئات المؤسسة مع مقاولين لا يعرف بحقيقتها مسؤول الرقابة، أو يعرف ويسكت! وأن بعضها يحظى بحماية برلمانيين كما يشاع!
ورغم أرباحها الخيالية فان رواتب التدريسيين تقل عن رواتب زملائهم في الكليات الرسمية بمقدار الثلث تقريبا، ويعامل الموظفون بطريقة مذلّة ومجحفة تصل الى خصم أيام العطل الربيعية والصيفية من رواتبهم! فضلا عن عدم احتساب مخصصات الزوجية والأطفال.
وللأسف، فإن بعضها يديره مستثمرون من بينهم من ليس له خبرة تربوية، وهي تركّز على جني الأرباح على حساب استنزاف طاقات العاملين فيها من التدريسين، والتعامل معهم بوصفهم أجرّاء تدفع لهم من جيوبهم، متفضلة عليهم، لا مما تتقاضاه من أجور عالية يدفعها الطلبة.
وبظهور مفهوم «الجودة الشاملة» بوصفها ثورة ثقافية لابتكارها طريقة جديدة تعتمدها الادارة بتوفير المناخ المناسب للابداع، بما يضمن تطويرا مستمرا للمؤسسة وللعاملين فيها، فإن واقع معظمها، وبسبب خبرتنا المتراكمة عن الادارة التي فهمناها بوصفها سلطة، وتوجيه أوامر، ومراقبة، وعقوبة، وضبط قسري... ليس مشجعا على الابداع والتطوير. فمع ان مؤتمر التعليم العالي السابع (ايلول/ سبتمبر 2004) اقرّ بتوصياته «الزام الكليات الأهلية باشراك قطاع التعليم الجامعي الأهلي بالنشاطات الثقافية والعلمية للتعليم الرسمي» فان هذه الكليات لا تشارك في المؤتمرات العلمية التي تقيمها وزارة التعليم العالي وجامعات العراق، فضلا عن الاقليمية والدولية... بل ان الذي يشارك يستقطع من راتبه بعدد الأيام التي يحضرها! ولا تعمل على تشجيع البحث العلمي أو تصدر مجلاّت محكّمة، مع أن تعليمات الوزارة تنص على أن «تتولى الجامعة دفع تكاليف البحوث المنشورة في المجلاّت العلمية المحكّمة»، وأن القانون نص بمادته 28 على صرف 15% لتشجيع البحث العلمي.
والمؤسف أن ادارة هذه الكليات تتعامل بعقلية الشركات الاستثمارية التي تبحث عن الأيادي الرخيصة.ورغم أن تعليمات الوزارة نصت على «الزام الجامعات والكليات الأهلية بتأمين أعضاء هيئة تدريسية مؤهلة» فانها تبحث عن العقول الرخيصة، والأمر لديها عادي جدا ان استبدلت بروفسورا بحامل ماجستير متخرج حديثا... لأنه أرخص!
نعم، هنالك كليات أهلية تحاول أن توازن بين العلم والأرباح، بتوفير مختبرات وورش موازية للدراسات الرسمية، ومرافق ترفيهية مريحة. كما تقوم بنشاطات علمية افضل من جامعات رسمية..وبينها من حصل طلبتها مؤخرا عاى جوائز في الابداع، وقسم منها يدفع للتدريسي الدائم 14 راتبا في السنة، لكنها جميعها تعتمد مبدأ قبول اكبر عدد ممكن من الطلبة، يصل في بعضها الى 60 طالبا في الصف الواحد، وهذا يتعارض مع معايير جودة التعليم التي توصي ان لا يزيد عدد الطلبة في القاعة الدراسية عن 30 طالبا... فضلا عن عدم وجود ضمان صحي. وتقاعدي للأستاذ.
نريد لهذه الكليات أن تكون عونا للتعليم الجامعي الرسمي بما يحقق اهداف التعليم العالي، الذي كان المميز في العراق، في اعداد المتخصصين والعلماء لخدمة مجالات التطوير والانتاج والبناء والارتقاء بالفكر ومتابعة التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم، والعودة الى الثوابت والقيم الجامعية الأصيلة، ورصانة المستوى العلمي، ورعاية العلماء والملاكات العلمية... وعندها تكون أرباحها مشروعة... حتى لو كانت مليارات!

________________________________________



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(62): للمدراء فقط!
- ثقافة نفسية(61):الأيمو ..ومسؤولية الأسرة العراقية
- القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)
- القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!
- ثلاثية الفساد في العالم العربي -العراق انموذجا-
- في سيكولوجيا قمة بغداد
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية
- ثقافة نفسية(58):عمر الحب بعد الزواج..ثلاث سنوات!
- العراقيون..صنّاع أرمات
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسين صالح - الكليات الأهلية..حكاية مليارت