نوال السعداوى وجائزة العقل

ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 21:04
المحور: المجتمع المدني
    

ألف مبروك للدكتورة الكبيرة نوال السعداوى على تقدير دولة السويد لها والتى منحتها جائزة ستيغ داغيرمان الأدبية لعام 2012 ، على دورها فى الثورة المصرية ونتاج عقلها الفكرى المدافع عن حقوق المرأة فى مصر والبلدان العربية، ونشاطها المستمر والفعال فى محاربة الفساد والدكتاتورية بقلمها الذى أثار أعداء الحرية ضدها مرات كثيرة، ولم تتوقف عن طرح أفكارها لتحرير العقل من القيود التى وضعتها الأنظمة والمؤسسات الدينية، ولا ننسى لها إعلانها عن تأسيس دولتها المدنية برئاسة سحر عبد الرحمن الصحفية بالأهرام وذلك سنة 2009، والتى أنبثقت من "التضامن العالمى من أجل مجتمع مدنى" ، الذى هو شعار حملة تقودها الدكتورة نوال السعداوى فى مصر كجزء من حملة عالمية تضم أدباء و مفكرين من معظم بلاد العالم بهدف فصل الأديان عن التعليم والقوانين ودستور الدولة، وترسيخ مبدأ المواطنة القائم على الجنسية وليس على الديانة. هذا المشروع له فروع كثيرة فى أنحاء العالم أهمها فى أمريكا كندا بلجيكا والنرويج.

ألف مبروك على هذا التقدير للمرأة صاحبة العقل الذى لا يهدأ والذى يعيش ثورة فى الإبداع ولا يخاف من القمع الذى كانت تفرضه الأنظمة السياسية السابقة، ذلك العقل الكبير يرجع إليه الفضل فى تحرير الكثير من عقول الشبان والشابات الذين تشبعوا بأفكارها التنويرية، وخرج إلى العلن بفضل جهودها قانون لحماية الطفل ويحظر ختان الإناث فى مصر، بأستمرار كان عقلها يخاف منه أصحاب الثقافات الظلامية المتخلفة، وكانوا يرفعون ضدها الكثير من قضايا الردة والتى أنتصرت فيها عليهم بفضل قوة عزيمتها وتضامن أصحاب العقل المصرى والمنظمات العالمية معها.

مقالى هذا أقدمه لشخصها الكبير تعبيراً عن مشاعرى وتقديرى لدورها فى إبراز قيمة العقل والمساواة بين الرجل والمرأة والذى بدى واضحاً فى شخصيتها القوية التى تحملت ظلام السجون وحروب المتخلفين والمغيبين عقلياً، كانت دائماً أقوى ممن يحاربوها الذين أظهروا ضعفهم أمام كتاباتها الإبداعية وأفكارها التى تدافع فيها عن الإنسان، لم تتوقف أمام الهجوم المتواصل الذى كان يريد حجب إبداعها وقلمها عن الملايين من الشعوب التى بدأت مسيرة الحرية والخروج من خندق التهميش الذى فرضته عليهم القوى الدينية بأسم الآلهة الغيبية التى يستعبدون البشر بأسمها.
نشاطها وإبداعها المتواصل والذى يتواصل مع شعوب العالم بترجمته إلى الكثير من لغات العالم، وحضورها الكثير من المؤتمرات التى ترفع فيها رأس وعقل مصر الحديثة عالياً، وغيره الكثير من أعمالها التى يتشرف بها كل مواطن مصرى والذى يتمنى أن يكون وجه نوال السعداوى هو عنوان مصر الجديدة مصر الثورة والتغيير، مصر الحداثة والحرية وإحياء أفكار الدكتورة نوال السعداوى عن ضرورة فصل الأديان عن الدولة والسياسة حتى لا تزداد دكتاتورية السياسة الدينية وقوانينها التى ستقمع حرية البشر وستلغى حقوق المواطنة التى يتمتعون ويحلمون بها.

إنها مناسبة جميلة تذكرنا حتى لا ننسى القامات الفكرية الكبيرة فى العالم العربى، والواجب علينا جميعاً أن نشكرها على إنتاجها الإبداعى الذى أنار عقول وفتح أبواب الأمل أمام الكثيرين بمستقبل جديد يتحقق فيه إحترام الإنسان بعيداً عن جنسه أو لونه أو دينه، مستقبل تحترم فيه العقول ولا يصادر فيه إبداعاتهم لا حريتهم فى التعبير عما يريدون من أفكار ستقود الأوطان إلى أفاق الحداثة والتقدم الذى يليق بإنسان عصرنا الحديث وليس بإنسان العصر الحجرى.

وأختم مقالى بعبارة للدكتورة نوال السعداوى جاءت فى نهاية مقال لها فى اليوم العالمى للمرأة:" نحن فى حاجة إلى ثورة جديدة، ترفع الحجاب عن العقل المصرى، وتحررنا - نساء ورجالا - من الجهل والتجهيل الذى نعيش فيه. ".

#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات