أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق














المزيد.....


الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 14:57
المحور: حقوق الانسان
    


لعل (الغراب )الطائر الذي يحسب له الفضل الأول في تعليم الإنسان كيف يدفن أخيه الإنسان ويوارى جثمانه ،وإخفاء معالم الجريمة التي حدثت على الارض ،عندما أقدم قابيل على قتل هابيل،ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته،وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به ادم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحث عليه التراب حتى واراه .
فالتراب عندما يتحدث فانه لن يستطيع احد ان يوقف صوته،لأنه لايموت وليس لديه لسان كسائرالبشرليقطع،وان سكت لزمناً وعقود طويل الا انه يستعيد النطق ليفضح ابشع الجرائم التي ارتكبت بحق البشرية،وإخفاء معالمها ليختفي معها الزمان والمكان،فهو صوت الحق ،صوت المظلومين والمستضعفين الذين يدفنون وهم احياء ولافرق بين كبير وصغير إناث وذكور وأطفال ولعبهم ومقتنياتهم وحاجياتهم البريئة .
فقد تفنن الزعيم (ادولوف هتلر) بقتل النفس البشرية في مذبحة الهولوكوست والمصطلح استخدم لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. فهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية والتي تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون". في القرن التاسع عشر تم استعمال الكلمة لوصف الكوارث أو المآسي العظيمة.فأول مرة استعملت فيها لوصف طريقة معاملة هتلر لليهود كانت في عام 1942 ولكن الكلمة لم تلق انتشاراً واسعا لحد الخمسينيات، ومع السبعينيات أصبحت الكلمة تستعمل حصرياً لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر. اليهود أنفسهم كانوا يستعملون كلمة (شواه) في الأربعينيات بدلا من هولوكوست وهي كلمة مذكورة في التوراة وتعني الكارثة .
ولغاية هذا الوقت والعالم بأسره يتحدث عن هذه المجزرة ووحشيتها،واستفادت إسرائيل واليهود بشكلاً كبيرفي شرح مظلوميتهم للراي العام العالمي وما حل بهم،واخذ الكثير ...الكثير من الاستحقاقات والتعويضات من ألمانيا والمؤسسات العالمية .
والسؤال الذي لم أجد له اجابة هل تعامل العالم الاسلامي والعربي والعالمي بشكل موضوعي يفضح ما ارتكب بحق الشعب في (المقابر الجماعية ) من المجازر التي إطالته متوزعة من الشمال الى الجنوب بأرض العراق أثناء حكم الدكتاتور؟
الجواب (كلا) ومؤلم فهنالك صمت اعلامي عالمي في بقاء عدم اظهار الحقيقة ،وكأن الدم العراقي غير مرغوب به في ان يصل صوته ويكشف حقيقة واقع الظلم الذي وقع عليه،فالعالم لغاية اليوم يتغاضى أو يتناسى ماحدث من قتل عشوائي وجماعي ،في هولوكوست جديدة بالعراق وهي أكثر بشاعة من الاولى،انها المقابرالجماعية وصمة عارالنظام البائد،التي تضم جثث الآلاف ...الآلاف،منذ سقوط الصنم ،ووزارة حقوق الانسان مستمرة في البحث وكلما أرادت ان تغلق هذا الملف فتح من جديد بسبب اكتشاف جديد لمقابر وجدنا فيها الرجل العجوز والمرأة المسنة والطفل الذي يحتضن لعبته .
فماهو الوجه الشرعي والقانوني المبرر لأدفن هؤلاء،ففي مقبرة واحدة وجد اكثر من (10) الاف ،بحجج واهية واهمها تطهيرالبلد من الخونة ،وحماية مكتسبات وانجازات الثورة .
هي جرت قلم للقائد الضرورة ،ليس ألا وكما يقولون (شخطة قلم وكل شيء ينتهي ) ويذهب الأبرياء الضحايا في غياهب الصحارى،فالتراب هومن تحدث وقال أنهم في باطني وأنا متلئت منهم .
وهل قدمت لجنة الشهداء والسجناء في البرلمان من الحقوق الكافية في سن القوانين والتشريعات لأهالي المقابر تعويضهم ولو بشيء بسيط ؟
وماذا أنجزت وزارة حقوق الانسان كونها الجهة المسؤولة الاولى لهذا الملف الذي يعتبر حمله والعمل به مسؤولية شرعية ووطنية مضاعفة عن كل المسؤوليات ؟
على العالم ان يعرف ان الدم واحد وان اختلف لون البشر ودينهم بين المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي،فالروح واحدة فعلى الأمم المتحدة ان تسمي يوم السادس عشر من ايار في العراق باسم يوم (الإبادة الجماعية للأبرياء )وان تضع تمثال في اروقة بنايتها يخلد هذه المأساة،واقامة المعارض للصور التي تجسد وتحكي للعيان كيف يقتل العزل بدم بارد ،دون ان يعترف الجلاد بذنبه وجرمه ويقدم اعتذاره،فوجود نصب مهم جدا في العراق في كل محافظة من المحافظات وفي بغداد يكون النصب من التراب ،فهو المحقق في كشف الجريمة .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
- الصمت والاستبداد
- الانسان والطين في صراعاً مع الاثار
- أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي
- انقذوا البلد من الفاشلين
- خيانة الضمير الطريق لتحقيقي الدمار
- أبنتي رانية والارهاب
- ثقافة الفساد بين الرفض والقبول
- الحوار الديمقراطي ومايريده الشعب
- موقف مع الطائفة المورمونية
- علي مدرسة العدالة والنزاهة


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق