|
الغزوالعصرى لأسلمة شعوب العالم
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 03:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الغزوالعصرى لأسلمة شعوب العالم طلعت رضوان لايزال الأصوليون يحلمون بغزوشعوب العالم لنشرالإسلام، على القاعدة الثابتة فى التاريخ العربى/ الإسلامى : الدخول فى الإسلام أوالجزية أوالقتال (فتوح مصروأخبارها لابن عبدالحكم- مؤسسة دارالتعاون عام 1974ص53نموذجًا) وهذا ماصرّح به أكثرمن أصولى (وأنا لا أفرّق بين إخوان أومن أطلقوا على أنفسهم سلفيين ومشى الإعلام وراءهم) وقد تصوّرالبعض أنها دعوة حديثة، فى حين أنها بدأتْ مع جمال الدين الإيرانى الشهيربالأفغانى الذى برّرالإحتلال على قاعدة (الرابطة الدينية) فقال (نرى المغربى لاينفرمن سلطة التركى. والفارسى يقبل سيادة العربى. والهندى يذعن لرياسة الأفغانى. لااشمئزازعند أحد منهم ولاانقباض) (العروة الوثقى 28/8/ 1884) ثم جاءتْ جماعة الإخوان بقيادة حسن البنا وروّجتْ لمقولة أنّ الدعوة الإسلامية الأولى انطلقت من عدة مبادىء: مطاردة اليهودية الماكرة وأنها ((صارعتْ المسيحية حتى انحصرظلها عن آسيا وإفريقيا.. وانطلقتْ الدولة الإسلامية من شاطىء إفريقيا الشمالى تهاجم القارة الأوروبية وتهاجم القسطنطينية من الشرق وتأتيها من الغرب فتقتحم الأندلس. وتصل جنودها المظفرة إلى فرنسا جنوبًا وشمال وجنوب إيطاليا. وتضم الدولة الإسلامية فى غرب أوروبا.. ثم يتم للدولة الإسلامية بعد ذلك فتح القسطنطينية فتحاصرالمسيحية فى جزء محدود من قلب أوروبا. وتمخر الأساطيل الإسلامية عباب البحريْن الأبيض والأحمرحتى يصيران معًا بحيرة إسلامية، فتقبض القيادة الإسلامية بذلك على مفاتيح البحارفى الشرق والغرب وتتم لها السيادة)) (د. رؤف شلبى- الشيخ حسن البنا ومدرسة الإخوان المسلمين- دارالأنصارعام 78ص324) وأضاف ((يشاء الله أنْ تنتعش الحركة الإسلامية فيفتح المسلمون القسطنطينية ويمتد سلطان المسلمين إلى قلب أوروبا وبلاد البلقان وتقوم الخلافة من جديد فى تركيا العثمانية. فلم لاتعود هذه الزعامة من جديد ومن قلب مصر؟)) (ص338) وأصرّعلى تأكيد هدف الدعوة الإسلامية فكتب ((الأندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائربحرالروم كلها هى مواطن إسلامية يجب أنْ تعود إلى أحضان الإسلام ويجب أنْ يعود البحرالأبيض والبحرالأحمربحيرتيْن إسلاميتيْن كما كانتا من قبل)) (ص343) ثم يُخصص عنوانـًا فرعيًا ببنط كبيربعنوان (أستاذية العالم) لنشرالدعوة فى ربوع العالم كله حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله. ولكى يُقنع الشباب شرح لهم أنّ غزوالعالم ((فريضة ماضية إلى يوم القيامة استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : من مات ولم يغز. ولم ينوالغزومات ميتة جاهلية)) وبذلك تعرف – أيها الشاب- معنى هتافك الدائم ((الجهاد سبيلنا)) (388، 389) السياحة تعنى الغزو تفضل د. رؤوف شلبى بأنْ قدّم تعريفـًا للسياحة يختلف عن التعريف المعاصر، فذكرأنّ رجلا طلب من الرسول أنْ يأذن له فى السياحة. فقال الرسول (ص) ((إنّ سياحة أمتى الجهاد فى سبيل الله)) وللتأكيد على ذلك ذكرالمؤلف عدة أحاديث نبوية ربط بينها وبين الغزو: ((من لم يغز. ولم يُجهّزغازيًا أويخلف غازيًا فى أهله، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة)) و((من مات ولم يغز. ولم يُحدّث نفسه بغزومات على شعبة من النفاق)) ثم ذكرأنّ هذه الأحاديث رواها البخارى ومسلم وأبوداود. وأكدّ على حديث ((من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهوفى سبيل الله)) أما إذا مُتّ أيها الشاب أثناء الغزو، فقد أصبحتْ شهيدًا والشهيد له ست مزايا من بينها ((الزواج باثنتين وسبعين زوجة من حورالعين. ويشفع فى سبعين من أقربائه)) ولكى يُقنع الشباب بأهمية الغزو ذكرلهم الحديث النبوى ((إذا تركتم الجهاد سلط عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) والأكثرمن ذلك فإنه يُحرّضهم على كراهية العمل (الزراعى بالذات) لأنّ الأفضلية للجهاد فذكرهم بحديث الرسول (إذا تبايعتم بالنسيئة. وأخذتم أذناب البقر. ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) (من 476- 480) لذا لم تكن مصادفة أنْ أنشأ الإخوان (القسم الخاص) للتدريبات العسكرية. ومن بينها اقتفاء الأثر. والتخاطب بطريقة السيمافورأوالمورس بمعدل 16حرف فى الدقيقة. وتسلق الحبال. والاستعراضات العسكرية للعرض فى الحفلات العامة. السباحة 50مترًا على الأقل. إجادة قراءة الخرائط وعمل رسم كروكى لأى مكان. يقطع العضو 14ميلا مشيًا على الأقدام ذهابًا وإيابًا. القفزالطويل فوق أشياء من الطبيعة. القفزالعالى. قيادة الموتوسكلات (تذكرقارئى أنّ معظم الاغتيالات تمتْ والمُنفذ على موتوسكل) المصارعة اليابانية. حفظ المصطلحات العسكرية. استعمال البوصلة المنشورية ورسم خريطة. سباق الموانع الصناعية والطبيعية وذلك من أجل (إعداد الرجل القوى لأعباء الجهاد) (من 228- 237) وبينما الأصوليون الإسلاميون مشغولون بالغزو، وفرض (أستاذية الإسلام) على العالم، فإنهم فى نفس الوقت ضد ثورات الشعوب، وهوماعبّرعنهم الإخوان ((أما الثورة : فلا يُفكرالإخوان المسلمون فيها ولايعتمدون عليها ولايؤمنون بنفعها ونتائجها)) كما جاءت فى المؤتمرالخامس للإخوان. لأنّ الثورة ((مفهوم غوغائى، فقد ثارعرابى وسعد زغلول فما زاد الوطن إلاّخسرانـًا)) (ص369) وهكذا بينما أدان الإخوان ثورة شعبنا فى برمهات / مارس19، امتلكوا جرأة السطوعلى ثورة طوبة/ يناير2011وزعموا أنهم مع (الشعب) رغم أنّ مرجعيتهم هى ((الحاكمية لله وحده) وليس للشعوب. أما غزوالشعوب المُتحضرة فهوواجب شرعى ويتم تنفيذًا للآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم) (ص366) أى أنّ الغزوسيتم بواسطة الخيول ضد الدول التى تمتلك الصواريخ عابرة القارات. ونقل أ. السيد يوسف ما قاله أ. عبدالقادرعودة (فى طبيعة الإسلام أنْ يعلو ولايُعلى عليه. وأنْ يفرض حكمه على الدول وأنْ يُبسط سلطانه على العالم كله) (الإخوان المسلمون وجذور التطرف الدينى والإرهاب فى مصر) هيئة الكتاب المصرية- تاريخ المصريين- عدد 138ص 579) وفى ظل المناخ الليبرالى المغضوب عليه من عسكريوليو، امتلكتْ صحف الوفد شجاعة نقد حسن البنا وأطلقت عليه ((الشيخ حسن راسبوتين)) وقالت صحيفة صوت الأمة (28/8/46) فى وصف زيارة لحسن البنا لأحد الأقاليم ((هتف الناس بسقوط الشيخ صنيعة الإنجليز)) وكتب أحمد حسين فى صحيفة مصرالفتاة (17/7/46) يُهاجم حسن البنا قائلا ((حسن البنا أداة فى يد الرجعية وفى يد الرأسمالية اليهودية وفى يد الإنجليزوصدقى باشا)) وفى 6يوليو46وقع صدام بين الإخوان والوفد فى بورسعيد ، استعمل الإخوان فى الصدام الرصاص وألقوا ثلاث قنابل فأسفرتْ عن قتل واحد من الوفديين وإصابة 35شخصًا) (المصدرالسابق- ص 332) فنشرت صحف الأحزاب كاريكتيرًا ظهرفيه حسن البنا يلعب بالسكاكين والمسدسات. وبعد انفجارات 4ديسمبر48كتبتْ صحيفة النداء الوفدية ((تلقى المركزالعام للإخوان المسلمين ألوف الاستقالات من شتى جهات القطر)) ونشرت الصحيفة صورالقنابل اليدوية وخلفها صورة ترمزلشخصية مرشد الإخوان. وعلقتْ الصحيفة على ذلك بتوقيع (المصرى أفندى) الذى أبدى إعجابه لأنّ تلك القنابل لها ذقون (المصدرالسابق- ص 274، 280) والإخوان الذين تعاملوا مع الإدارة الأمريكية بعد يناير2011يسيرون على نهج حسن البنا الذى ((أراد استمالة السفارة الأمريكية فى القاهرة بحجة أنّ الإخوان يستطيعون مساعدة أمريكا فى مكافحة الشيوعية. واقترح الشيخ البنا إنشاء مكتب مستقل مشترك بين الإخوان والحكومة الأمريكية لمحاربة الشيوعية)) (مصدرسابق- ص426،427) المُدهش أنّ السيد عمروباشا سفيرمصرفى بريطانيا ذكرأنّ الإخوان يتلقون الأموال من روسيا (ص290) وحسن البنا الذى نادى ب (أستاذية الإسلام) لفرضه على العالم الحر، هو- فى نفس الوقت- الذى نافق الملك فاروق فكتب فى مجلة الإخوان (9/2/37) مقالا بعنوان (حامى المصحف) قال فيه ((إنّ 300مليون مسلم فى العالم تهفوأرواحهم إلى الملك الفاضل الذى يُبايعهم على أنْ يكون حاميًا للمصحف فيُبايعونه على أنْ يموتوا بين يديه جنودًا للمصحف. وأكبرالظن أنّ الله اختارلهذه الهداية العامة الفاروق. فعلى بركة الله ياجلالة الملك ومن ورائك أخلص جنودك)) (390) ومن بين المشاهد الدرامية التى كتبها التاريخ الحى ، عندما شاع فى مصرأنّ هتلرأسلم. فنشروسيم خالد- المتهم فى اغتيال أمين عثمان- أنّ اتفاقا تم بين المرشد والإنجليزللتعاون على محوأسطورة الحاج محمد هتلرفى المساجد والامتناع عن أى نشاط معادٍ لبريطانيا مقابل التغاضى عن نشاط الإخوان فى المدن والقرى (404،405) وذكرأ. طارق البشرى ((كل مايُمكن الجزم به أنّ قيادة الجماعة وقفتْ بالإخوان بعيدًا عن الحركة الثورية وفى صف الملك.. وأنّ جماعة تـُسمى (إخوان الحرية) كانت على اتصال بالمخابرات البريطانية)) (الحركة السياسية فى مصر1945/52- دارالشروق- ط1983ص530) هؤلاء هم الحالمون بغزوشعوب العالم منذ الإيرانى الشهيربالأفغانى حتى أتباعه الذين سطوا على ثورة شعبنا فى يناير2011. تاريخهم تراجيكوميدى يصلح لسينما فنية رفيعة المستوى ، فلماذا يتغافل كتاب السيناريوعن هذا المنجم الذهبى الدرامى ، كما تغافلوا عن الكثيرمن المُبكيات/ المُضحكات فى تاريخ شعبنا؟ ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإبداع المصرى فى مجموعة (عيب إحنا فى كنيسة)
-
الحب والتعددية فى مواجهة الكره والأحادية
-
مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟
-
ثورة يناير والإبداع الروائى
-
الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل
-
الطبقة العاملة واليسار المصرى
-
مجابهة الأصولية الإسلامية
-
التقويم المصرى
-
الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ
-
السوداء والمشمية - قصة للأطفال
-
الشخصية اليهودية والروح العدوانية
-
ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
-
الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى
-
درس من خبرة الحركة الوطنية
-
صياغة التعصب الدينى بالإبداع
-
دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
-
شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب
-
السفر الأخير - قصة قصيرة
-
مجابهة التخلف الحضارى
-
الإبداع بين الدراما والسياسة
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|