أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الحكام العرب صبية تلاعبهم امريكا















المزيد.....

الحكام العرب صبية تلاعبهم امريكا


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى الآن فإن رياح التغيير العربي عجزت عن تبديد غيوم التبعية والترهل السياسي والمحسوبية التي كانت ولا تزال متلبدة في أجواء غالبية الأقطار العربية، فالتغيير الذي حدث بقي مقتصراً على قطاعات ودوائر ضيقة شملت بعض مراكز القوى الواقعة على قطاعات ودوائر ضيقة شملت بعض مراكز القوى الواقعة في قصور الرئاسة، لكن هذه القوى عادت وكيّفت نفسها لظروف المناخ السياسي الجديد كما تفعل بعض الزواحف عندما تفقد ذيلها أو بعض أطرافها فإنها تتحرك بما يلائم وضعها الجديد.

بعض صور هذا التكّيف ظهور وجوه قديمة جديدة أطلّت من شرفات قصور الفساد ذاتها ولكن بأزياء مختلفة، هذه الوجوه لم تعمل على تحرير أوطانها وشعوبها من سياسة التبعية التي سارت عليها الأنظمة السابقة، العكس هو الصحيح فإن خضوع القيادات الجديدة إلى الهيمنة الأمريكية قد تضاعفت وأصبحت مكشوفة أكثر.

في تونس مثلاً التبعية للإرادة الأمريكية اتخذت منحى جديد فلم تعد تونس كما كان عليه الأمر في الماضي دولة مواليه لبيت الطاعة الأمريكي، اليوم أصبحت تونس بعد أحداثها الأخيرة حليفة لأمريكا تستخدمها الأخيرة قاعدة لحبك مؤامراتها ودسائسها ضد كل القوى التي لا تزال تتصدى للمشروع الأمريكي الإمبريالي الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الجديد في تونس اليوم أنها لم تعد تقف في موقع الحياد ظاهرياً على الأقل كما كان الأمر في عهد رئيسها المخلوع خاصةً في الصراعات العربية العربية ، اعتبرها العرب دائماً في الوسط لأنها لم تكن تتحيز مع أي كتلة عربية إقليمية.

الدليل على ذلك أنه بعد ردة السادات تم نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس وعندما اضطرت منظمة التحرير الفلسطينية على الانسحاب من بيروت سنة 1982 اختارت المنظمة تونس كي تكون مقراً لها، هناك حالات كثيرة تثبت بأن تونس كانت تقف دائماً في الوسط، أما اليوم فإن النظام الجديد فيها أصبح جزءاً من التحالف ألتأمري على الحركات والقوى الوطنية العربية وضد المقاومة بشتى فصائلها ووجوهها وضد إيران .

تونس اليوم جزء من القوى والعناصر والأطر والأنظمة التي تتآمر على سوريا وتدعم الإرهاب فيها تحت غطاء أمريكي سعودي قطري وتركي، إن كل نظام عربي يقع ضمن القطب المغناطيسي الأمريكي غير قادر ولا يفكر بإغلاق أي باب من أبواب التطبيع مع إسرائيل رغم الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، هذا هو الحال في المغرب وفي مصر وفي قطر وكذلك الأمر في تونس، فعلاقة السلطة الجديدة في تونس مع إسرائيل لا تزال على حالها في مجالات التعاون الأمني والسياحة وخدمة المصالح المشتركة لأمريكا وإسرائيل.

أما ليبيا فقد تحولت الثورة فيها إلى نزيف دامي سياسي ووطني واقتصادي، لا يوجد في ليبيا اليوم منطقة أو مدينة آمنه أو مستقرة كما أنه لا يوجد للفئة الحاكمة فيها أية سياسة واضحة ذات اتجاه و مغزى وطني، فقد انتقلت السلطة من مزاجية القذافي ومساعديه إلى مزاجية قوى متصارعة ذات أطياف وانتماءات مختلفة، الشيء الوحيد الذي تتفق عليه جميع هذه القوى هو الطاعة والتبعية لأمريكا، هذا ما أنجزته وما قدمته الثورة الليبية للشعب الليبي وللعرب جميعاً، كما أن ليبيا أصبحت مصدراً لتصدير الإرهابيين القتلة إلى سوريا والعراق لتدمير هذين البلدين كي تبقى السعودية ومعها دول الخليج الربان الذي يوجه بوصلة مسيرة الأمة العربية في هذه المرحلة التعيسة.

أما في مصر فحالة الفقر والضياع والتسيب والانفلات ونفاق المجلس العسكري وتخبطه في الحكم ودعمه للثورة المضادة، كل هذا منع الثورة من الوصول إلى غاياتها.

السؤال الذي يطرح نفسه أين هي الثورة من سياسة مصر الخارجية؟ مصر أليوم هي مصر مبارك الذي ربط مصير الشعب المصري بكامله ومصير العرب جميعاً بعجلة النفوذ الأمريكي في المنطقة، هل قامت الثورة ضد مبارك الفاسد الضعيف المتردد المختلس التابع فقط؟ هل توقفت الثورة أمام عتبات مقر الرئاسة في القاهرة؟ أين الثورة من عروبة مصر وقوميتها والطبقات الكادحة فيها؟ أين الثورة من فلسطين والأقصى وحصار قطاع غزة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني؟ كيف يمكن اعتبار الثورة ثورة دون أن يكون لها مبادئ ذات أبعاد قومية واجتماعية ثابتة؟ كيف يمكن اعتبار الثورة ثورة وحكومة الجنزوري تحرك الأمور في مصر كما تريد أمريكا؟ الثورة لم تحرر مصرولم تخرجها من اطار الدول المعادية لحركات التحرر القومية والوطنية.

أين الثورة وشبابها وقياداتها وكوادرها من هيمنة عربان النفط الأجلاف على جميع مقدرات هذه الأمة الاقتصادية والسياسية والوطنية؟ كيف يمكن اعتبار هذه الثورة ثورة وهي لا تجرؤ على التضامن مع جميع القوى الذين يطالبون بالإصلاح في السعودية والبحرين والأردن ؟ ألم يصل إلى مسامع قادة ما تسمى بالثورات في تونس وليبيا والقاهرة عن إضراب الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية؟ لقد مضى على إضراب هؤلاء الأسرى أربعة أسابيع لم نسمع خلالها عن خروج مظاهرة واحدة داخل العواصم العربية باستثناء عاصمة العروبة دمشق وتوأمها بيروت، إذا كان إضراب هؤلاء الأبطال الإنساني لا يحرك مشاعر واهتمام العرب بطريقة وبمستوى قيمة حدث النضال وأهميته فتباً لهؤلاء جميعاً.

إذا كان الإعلان عن اجراء أكبر مناورات عسكرية في تاريخ الأردن و شاركت فيها 17 دولة جميعها معادية لحركة التحرر العربية وفي مقدمتها أمريكا و السعودية وبريطانيا وغيرها لم يحرك رمشاً واحداً في عيون هذه الأمة إذاً ما هي قيمة هذه الثورات، ومن الذي سيوقظ هذه الأمة من خمولها وسباتها وهزيمتها؟

من حق كل مواطن عربي أن يتساءل ضد من توجه قوة الردع في هذه المناورات؟ أليست هذه جزءاً من المؤامرة العربية الدولية ضد سوريا وضد إيران ؟ لو كانت إيران لا تزال مزرعة للمصالح الصهيونية والأمريكية كما كانت زمن الشاه لما دخلت إيران مع دول محور الشر بالمفهوم الأمريكي، أهلاً بإيران وشرها وأهلاً بسوريا وشرها وصمودها إذا كان هذا الشر لأمريكا وأذنابها في كل مكان.

وأخيراً يذكرني حال الربيع العربي الآن أمام الأصابع الأمريكية المرقصة للدمى ، بصورة " المعلمة " في الأفلام العربية التي تتحكم بالصبية وتأمرهم بتنفيذ مطالبها .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحيجة نتنياهو وطبل موفاز
- وما من طاعة للظالمين
- عمر بن اليعزر مرشح الرئاسة في مصر
- تركيا متعددة الوجوه والأقنعة
- القضاء على القضاء في مصر
- وفد إسرائيل العربي في الدوحة
- الرقص فوق جثث الأطفال
- قطار الربيع العربي خرج عن مساره
- نبيل العربي يصر على البقاء في بيت الطاعة الأمريكي
- غيمة في صيف صهيوني حارق
- سوريا الصخرة التي سوف تسد بوابة الانهيار العربي
- الرأس رأس نتنياهو والأيادي أيادي المستوطنين
- فتاوى في بورصة قطر
- عش عرباً ترى عجباً
- ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر
- من أعماق ذاكرة الحكم العسكري
- إذا ما ابتعكر ما ابتصفى
- حمار الجامعة العربية
- حكايات بلوم ( من الذاكرة الفلسطينية )
- لا يهزم أمريكا سوى أمريكا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الحكام العرب صبية تلاعبهم امريكا