دعوة لاقامه نصب تذكاري في حديقة مجلس الشعب

شمس الدين العجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات

كتب الله على الأمة العربية أن يكون تاريخها جهادا ومسيرتها استشهادا فمن اليرموك إلى تشرين مرورا بحطين وعموريه وعين جالوت وميسلون وقانا , معارك مصير ومواقف عزة قدمت فيها الأمة قوافل من الشهداء 0
لقد خلقت هذه القوافل ثقافة للامة مفادها شجاع الأمة هو المقدام وبطل الأمة هو الشهيد وتأصل هذا الميراث الثقافي في نفوسنا وأضحى جزءا من تكويننا وحياتنا, ومن بين الأحداث الكثيرة, التي عصفت في بلادنا وقدمت فيها سوريه قافلة من الشهداء على مذبح الحرية والمجد وسجل التاريخ النضالي لهذه القافلة من الشهداء المجد والخلود , استشهاد حامية البرلمان 0

ففي الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم التاسع والعشرين من أيار عام 1945وجه الجنرال أوليغار روجيه إنذارا إلى رئيس المجلس النيابي سعد الله الجابري يطلب منه أن تقوم حامية البرلمان بتحية العلم الفرنسي عند إنزاله في المساء عن دار الأركان الفرنسية المواجهة للمجلس النيابي 00 رفض سعد الله الجابري الإنذار واوعز إلى قائد الدرك العام بألا تستجيب له قوات الشرطة والدرك 00 وفي الساعة الخامسة والنصف اتصل رئيس حاميه البرلمان بقائد الدرك ليخبره أن الفرنسيين طوقوا البرلمان بالمصفحات والدبابات 0 وفي الساعة السادسة والدقيقة الخمسين بدأت القوات الفرنسية والمشاة السنغال بالاعتداء المبيت على البرلمان 0 فوقعت المجزرة الوحشية بحق حاميه البرلمان أل 30 شرطيا ودركيا 0

في التاسع والعشرين من أيار استشهدت حاميه البرلمان أل 28 ونجا من هذه المجزرة الشرطيان محمد المدور و إبراهيم الشلاح , بعد أن قاوم أفرادها ونفذت ذخيرتهم 00 كانوا بضعة رجال وكان للمستعمر قواته وعدته وأسلحته 00 واستبسل حماة البرلمان لانهم حماة الوطن 0
حين واجهت حاميه البرلمان قوات المستعمر وصمدوا في وجه عمليات التدمير الوحشية ليسطروا إلياذة خالدة وأسطورة لا تنسى في الدفاع عن الوطن والمواطن لم يدافع هؤلاء الأبطال عن أنفسهم وارواحهم بل دافعوا عن كرامة وعزة شعب بكاملة وحرية أمة تصبو إلى التحرر والانعتاق من سيطرة الاستعمار بكل أشكاله وألوانه 0
لقد كانت دماء رجال الدرك السوريين من حراس البرلمان الذين سقطوا برصاص جنود المستعمرين التعبير الأعمق عن قدسيه الوطن ومعاني الوطنية 0

تذكرت كل ذلك وأنا اقرأ منذ أيام أن المئات من أسر وأصدقاء ضحايا تفجيرات بالي وبعض السكان المحليين ودبلوماسيين احتشدوا للمشاركة في مراسم افتتاح نصب تذكاري أقيم في حديقة البرلمان تخليدا لذكرى هؤلاء الضحايا الذين راحوا ضحية عمل إرهابي 000

والآن وقبل أن يأتي التاسع والعشرين من أيار والذي أضحى يوم قوى الأمن الداخلي في سوريه نوجهه نداء لمن يهمه الأمر بإقامة نصبا تذكاريا في حديقة مجلس الشعب تخليدا لهؤلاء الأبطال الذين قضوا دفاعا عن كرامة الوطن ومعقل الديمقراطية السورية ألا وهو البرلمان , ندعو لاقامه نصبا تذكاريا يمجد هذه البطولة متضمنا صورا لهؤلاء الأبطال مع لمحه عن حياتهم , ولمحه عن المعركة التي خاضوها إضافة للصور التي أخذت عقب الاعتداء الأثيم ليبقوا منارة يحتذي بها أبناء الوطن 0 وعدم الاكتفاء بوضع أسمائهم في استراحة أعضاء مجلس الشعب 0
---------
* إعلامي سوري

#شمس_الدين_العجلاني (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات