أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن فيصل البلداوي - هل لديك روح؟؟ لنرى جوابا علميا لهذا السؤال!/مترجم















المزيد.....

هل لديك روح؟؟ لنرى جوابا علميا لهذا السؤال!/مترجم


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقلم:روبرت لانزا
صحيفة الهافنكتون بوست

ترجمة:مازن فيصل البلداوي

هل لدى قطّتك او كلبك روحا؟ طيب،ماذا عن البرغوث؟

لقد حقق العلم ثورات متعددة كان لها تأثير عميق على مثل هذا السؤال الروحي القديم،بصورة تقليدية يتحدث العلماء عن النفس/الروح في سياق مادي ويعاملونها كمرادف ذو طبيعة شاعرية للعقل.وندرك هنا ان كل شيء معروف عن الروح نستطيع أن نتعلمه عن طريق دراسة آليات عمل الدماغ،ومن وجهة نظرهم فأن علم الأعصاب هو فرع الدراسة العلمية الوحيد القادر على ان يدرس موضوع الروح.لذا فلقد تم استبعاد الروح كجزء من معتقد الأنسان،او لنقل تقليل شأنها الى مفهوم نفسي يؤطر معرفتنا وفهمنا لعالم الطبيعة الذي ندركه.وهنا نقول ان مصطلحي(الحياة و الموت) ليسا الا مفهومين للحياة البايولوجية والموت البايولوجي.

وطبعا فأن مفهوم الروح بموجب السياق الروحي والديني يتم تعريفها بشكل لايقبل النقاش وبعيدا عن المفهوم العلمي، على انها الجوهر الذاتي للشخص او لأي شيء حي،ويقال بأنها في مقام عال وخالد اكثر بكثير من الوجود المادي.أن النموذج العلمي الحالي لايذكر الحياة بموجب هذه المفاهيم الروحية،فهو يقدم قوانين الفيزياء والأستجابة لها كعامل رئيسي يؤطر الحركة في الأنسان وباقي الحيوانات.وانا جالس هنا في مكتبي بين صفوف من الكتب العلمية والمقالات المنشورة،لا استطيع ان أجد اي أشارة الى وجود شيء سرمدي،خالد يحتل اجسامنا!في الحقيقة ان هذه الروح لم يتم مشاهدتها تحت اي مجهر اليكتروني او ان نسيجها كان في انبوبة اختبار او في آلة الفحص العاملة بطريقة الطرد المركزي،وحسب هذه الكتب المحيطة بي،فأنه لايبدو ان هناك شيئا يبقي حيا من جسم الأنسان بعد ان يموت.

وفي الوقت الذي حقق فيه علم الأعصاب تقدما هائلا ليلقي الضوء على مسار فهم آليات عمل الدماغ،نجد انفسنا امام تجربة ذاتية غير موضوعية مازل الغموض يلف جوانبها،وهنا بالضبط تكمن مشكلة(الروح)،في فهم طبيعة الذات،في فهم الـ(أنا) التي تشعر بالحياة وتعيشها،الا ان هذا لايعد مشكلة لعلم البايولوجي والعلوم المعرفية فقط،ولكنها مشكلة تجاه الفلسفة الطبيعية الغربية نفسها.اما مايجب علينا فهمه،ان نظرتنا الحالية للعالم (عالم الواقعية الساذجة وغير الموضوعية) فسنجد انه بدأ يظهر عدة صدوع مهلكة في هيكل هذه النظرة،وبالطبع فأن هذا لن يدهش العديد من الفلاسفة والعديد من القرّاء الذين يفكرون بطريقة تتماهى مع أعمال أفلاطون او سقراط او كانط وحتى بوذا وغيرهم من المعلمين الروحيين الأفذاذ،الذين بقوا يتساءلون و يبحثون في العلاقة مابين الكون وبين عقل الأنسان.

ومنذ وقت قريب،بدأت نظرية البايوسنترزم وغيرها من النظريات تتحدى المفهوم المادي التقليدي للواقع،حيث نرى وعلى كل الأتجاهات أن كل النماذج العلمية القديمة تقودنا الى نتائج عصية غير قابلة للحل!،تقودنا الى افكار غير منطقية بشكل كبير،الا ان مفهومنا للعالم يتحرك للّحاق بركب الحقائق،وأن نموذج التفسير الفيزيوكيميائي القديم قد تم استبداله بطريقة متسارعة واحلال نموذج آخر بدله يستطيع توضيح بعض جوانب السؤال الجوهري في كل دين.......هل هنالك روح؟؟ هل هنالك من شيء يستطيع الصمود امام ويلات الزمن زتأثيراته المتلفة .تعد الحياة والوعي مسألة مركزية بالنسبة لهذا المفهوم الجديد حول وجود الكائنات،الواقع و الكون.ورغم ان النموذج العلمي الجديد للوجود يرتكز الى الأعتقاد بأن العالم له وجود موضوعي مستقل و مراقب،لكن (التجربة الحقيقية*) أثبتت عكس ذلك.نحن نعتقد ان الحياة هي عبارة عن مجمل الفعاليات التي تقوم بها الذرات والجسيمات وتأخذ شكلا يشبه دوامة الغبار تظهر لفترة ثم تنتقل الى اللاشيء.لكن اذا ما أضافنا الحياة الى هذه الصياغة،فسيكون بمقدورنا ان نوضح بعض الألغاز الرئيسية بالعلوم الحديثة(**)،[وبضمنها مبدأ(الريبة)لهايزنبرغ،وتجربة الشق المزدوج،التشابك الكمّي]-(يرجى مراجعة نهاية المقال للتعرف على كل منها)-،بالأضافة الى التوليفة المضبوطة للقوانين التي تشكل الكون بالحالة التي نفهمه بها.لذا فأن هذا يحمل تأثيرا مهما على التساؤل القائم حول...........فيما اذا كان للأنسان وبقية الكائنات الحية روحا؟!

وكما ذكر الفيلسوف البروسي إيمانويل كانط[1724-1804] قبل 200 عام تقريبا حيث قال في احد أعماله المميزة المسمى(نقد العقل المحض)....ان كل الأشياء التي نتعامل معها وبضمنها كل الألوان،والأحاسيس وباقي الأشياء التي ندركها هي عبارة عن لاشيء سوى تمثّلات في عقولنا.ان الفضاء الكوني والزمن ماهي الا ادوات تعمل على جمع هذه الأشياء مع بعضها البعض.لننتقل الآن لنرى بعض التسلية من التي يطرحها(المثاليين-المثالي هو من يتأثر سلوكه بالمثل العليا حتى لو تعارضت مع الأعتبارات العملية)،حيث يقولون....(بدأ العلماء وبشكل خافت الأعتراف بأن هذه القواعد تجعل الوجود نفسه ممكنا).وفي الحقيقة ان[التجارب العملية/نظرية الكم- تقول ان كلما زادت عملية الرصد والمراقبة على مسار الجسيمات وأصبحت اكثر دقّة،كلما زاد تأثير المراقب/الراصد على استنتاج مايحدث فعلا]،الجسيمات تظهر فقط بالخصائص الحقيقية اذا ما تم رصدها.وتبدو احدى النقاط أكيدة،وهي ان طبيعة الكون نفسه لايمكن فصلها عن طبيعة الحياة،واذا ما تم فصلهما،فأن الواقع نفسه لن يكون موجودا!

نحن(كبشر)نمثل حالة اكثر من ان تكون عند حدود الوظائف البايوكيميائية،وحتى هذا البرغوث المتناهي الصغير جدا في حجمه،فهو كائن حي معقد له اجزاء فم تكيفت للتغذي على دم قطتك او كلبك المدلل،ولها ارجل طويلة تؤهلها للقفز لمسافة 13 أنج(وهو مايعادل 200 مرة من طول جسمها الحقيقي مما يجعلها افضل القافزين بين الحيوانات)،ولها عيون صغيرة و لوامس،وخلايا حسية تقوم على نقل الرسائل الى الدماغ،في الحقيقة فهي تملك كل الهياكل التي تعمل على التنسيق مابين الأدراك الحسي والخبرة الموجودة لديها،حتى انه بالأستطاعة تدريبها لتقوم بخدع مثيرة.
واذا ما كان الحديث عن الأنسان او البرغوث،فأن النتائج العملية لنظرية الكم تقول بأن(المضمون الذي يحتويه العقل هو مايمثل الواقع المطلق والأقصى بلا حدود بالنسبة له)،وبدون الوعي فأن الفضاء و الزمن لايمثلان شيئا ابدا،وانطلاقا من وجهة النظر هذه وبحكم الكينونة ككائن حي، فأنك لن تموت ابدا،ويسري هذا الأمر على كلبك ايضا.
يقول فولتير،الكاتب التنويري والفيلسوف الرائع،قال ذات مرة: "لاأحد يفكر في ان يعط روحا خالدة لبرغوث"،واليوم وبعد مرور 300 عام على هذا القول،وبوجود هذا الحجم الهائل من الأدلة العلمية المتراكمة نستنتنج بأننا قد نفعل ذلك!

خلاصة:
-------
طبعا كما بينّا في المقالين السابقين،فأن هذا الموضوع ينتمي الى ذات المسار الذي تجري فيه بحوث نظرية الكم والبايوسنترزم،واعتذر عن اني قد لا استطيع ترجمة وصلات مرتبطة لأنها تستحق ان تكون مقالا مستقلا بحد ذاتها،ومن هنا اقول،قد يتصور البعض ان للموضوع علاقة بمسألة تناسخ الأرواح كما هو في البوذية او الهندوسية او السيخية الا انه بعيد بمفاهيمه عن المسار الأسلامي تحديدا،في السيخية التي تعد ديانة تأسست على الدمج مابين الهندوسية و الصوفية الأسلامية تعد مسألة تناسخ الأرواح او العودة والحلول مسألة رئيسية فيها،لذا فهي تمجّد الأشخاص ذوي الطبيعة القتالية الحربية،ولفهم الأمر بشكل جيد فأنه يحتاج الى مقارنات مرتبطة بقراءة موسعة تستند الة تعريف وتحليل علمي جديد وبعيد عن التفسيرات التقليدية المبثوثة في المتوارث من المفاهيم القديمة.
وفي مقال قادم قد نتناول مقالات تتحدث عن هذا الموضوع بعيدا عن تداخل نظرية الكم كي يكون الأمر اسهل قليلا لفهم علاقات العوامل المتحكمة فيه وباستنتاجاته،فمثلا عندما يشعر الجسد بالتعب فأن نظام الميكانيكا البايولوجي هو الذي سيقوم بالترتيبات اللازمة كي يذهب الأنسان ليأخذ راحته او يخلد الى النوم ولا علاقة للروح في ذلك،وعند النوم فأنك تصبح بلا وعي(بشكل عام) ولاتشعر بما يجري حولك وكلما كنت تعبا كلما استغرقت في حالة بعيدة عن الوعي، ولن تنهض الا بموجب حركات او اصوات تصل الى الأجهزة الوظيفية المعنية كي تعمل بموجب النظام التي هي جزء منه كي تنهض من نومك،لذا فقد رأينا كيف ان عامل الوعي هو عامل مهم في تفسير المدركات من الأشياء داخل الدماغ.

تحياتي


رابط المقال:
http://www.huffingtonpost.com/robert-lanza/do-we-have-a-soul-a-scien_b_850804.html

التجربة الحقيقية*:
http://news.sciencemag.org/sciencenow/2007/02/16-04.html?etoc&eaf

توضيح بعض الألغاز**:
http://discovermagazine.com/2009/may/01-the-biocentric-universe-life-creates-time-space-cosmos/article_view?b_start:int=0&-C=

مبدأ الريبة لهايزنبرغ:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%A3_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A8%
D8%A9

تجربة الشق المزدوج:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9_%D8%B4%D9%82%D9%8A_%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%BA

التشابك الكمّي:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D9%83_%D9%83%D9%85%D9%8A



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الموت موجود؟؟ بعض النظريات الحديثة تقول......لا!/
- الفوائد المتعددة للزواج الأحادي على المجتمع
- التفكير التحليلي يصيب المعتقد الديني بالتآكل
- هنالك قفزة تطورية بشرية جديدة ستتحقق عام 2100 /مقال مترجم
- قصة أختلاف التقاويم المسيحية/مقال مترجم
- التطور العلمي وتأثيره على حياتنا/تقريران مترجمان
- اللغة كوسيلة للتواصل وأزمة الفهم
- نحن....... بين الرغبات الآملة وسبل تحقيقها
- ماذا نريد؟!
- هنري كيسنجر:اذا كنت لاتسمع طبول الحرب فأنت بالتأكيد تعاني من ...
- في الذكرى العاشرة لأنبثاق الحوار المتمدن......مسيرة ونتائج
- التقدمية الواهمة في المنطقة العربية
- مليونيرات العالم يسيطرون على ٣٩٪من الثروة ...
- كيف سيبدو الأمر لك بعد الموت/مترجم
- العلماء يأخذون خطوتهم الأولى نحو تخليق حياة من أصل غير عضوي
- الأنسان في العصور القديمة كان يقوم بتناسل مختلط
- متحجرة جديدة ربما تعيد ترسيم الأصل الأنساني
- تأثير المعرفة العلمية على صياغة النص المقدس
- منطاد ضخم وأنبوب يماثله بالحجم لضخ الماء الى السماء!
- حوار حول وجود آدم وحواء


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن فيصل البلداوي - هل لديك روح؟؟ لنرى جوابا علميا لهذا السؤال!/مترجم