أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد محمود - اصابع الحنه الى وطني














المزيد.....

اصابع الحنه الى وطني


فهد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان في دوامة التفكير وهواجس متعددة تراوده منذ ان فاق ذهنه على السياسة , لكن هذا الصباح انتابه القلق دون ارادة ذاتية رغم ان امره قد حسم منذ ان وضع الامنية في دائرة الحلم , استيقظ مبكراً كعادته رغم ضجيج المعامل في اليوم السابق وإرهاق الآلات والأفران ذوات الحرارة العالية وطرق المعادن والإشراف على الورشة الكبيرة بأقسامها المتنوعة , حيث يشغل هو المساعد الأول لرئيس القسم , نعم استيقظ في يوم عطلي جميل , لكنه يوم استثنائي في حياته , انه ذاهب يحمل صوته الى حيث يجب , انتبه إلى عقارب ساعته تتحرك انتباهه غير طبيعية وكأنما يريد القول , نعم سأسبقك أيتها العقارب الساعة اللعينة , هذه المرة لن ادعكِ تتنفسين الصعداء , فأنا في موعد مع القدر ,كان يسمع أجراس الكنائس ومآذن بيوت العبادة من عقارب الساعة تدق وتعلن إيذانا بالحدث اللامعقول في التاريخ العراق السياسي بعد عقود من الكبت والحرمان والاستخفاف بالعقل العراقي من لدن الدكتاتوريات القومية ومن أصحاب البطولات الوهمية والادعاءات الكاذبة بالدفاع عن الوطن والامة , فيما تثبت الأحداث بان الوطن والامة والقومية بأشكالها المتنوعة براء من هؤلاء المجرمين , قتلة الشعب العراقي على مر العقود , ومن اؤلئك الذين يذرفون الدموع على فقدان بطلهم القومي والمجاهد بين القصور السيادية في زمن جياع أطفال العراق والشجاع المقدام في بناء المقابر الجماعية والسجون والمعتقلات المرئية والمخفية .

نعم لقد آن الأوان لأصحاب المقالات ( لنواجه الشعب بما هو مشترك ) أن يطهروا أياديهم الملطخة بعار خيانة مصالح الشعب والوطن وان يلتحموا بالجموع الزاحفة لحناء أصابعهم لرسم الأحرف الأولى لبناء عراق جديد , عراق المؤسسات الدستورية , عراق التأخي , عراق الفيدرالية والمحبة بين أطيافه الجميلة المتناسقة , نعم آن الأوان للذين نفخوا ونفخت بهم الدكتاتورية القومية , أن يعتذروا لأطفال ونساء وشيوخ وشباب العراق , آن الأوان للعودة إلى جادة الصواب , فبناء العراق لن يتم إلا على أيادي الشرفاء من الوطنيين الذين ناضلوا لعقود من الزمن , من اجل وطن حر وشامخ وشعب متسامح ومحب وسعيد لـتأريخه الحافل بالأمجاد من الانتفاضات والوثبات ضد الاستعمار والرجعية .

استفاق من تفكيره المتشعب وهو قد وصل إلى تجمع العراقيين , إلى حيث العرس العراقي , نعم سيبدأ الاحتفال بعد بضع دقائق , تمعن في الوجوه الباسمة , الوجوه متنوعة من حيث المنشأ القومي والعرقي والاثني والمذهبي , الا ان تلك الوجوه تشابهت في التفكير لحظتها , ارتفعت الأصابع لتنادي , نعم سأضع إصبعي في الحناء لنرسم عراق جديد .

اخذ مكانه في الجموع الذاهبة إلى حيث المركز الانتخابي , حناجر تهلهل والأخرى تنشد موطني .. موطني .. الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك ...
هل أراك .. هل أراك
سالماً منعما وغانما مكرما ً ...

والأخرى تنشد لقائمة الجياع , لقائمة الشهداء , لقائمة " لا للطائفية .. نعم للتآخي " , لقائمة " وطن حر وشعب سعيد , لقائمة اتحاد الشعب .

دخل ذهنه في عالم وفي زمن قد اصبح من الماضي , لكن الماضي المليء بالتضحيات والنضال والكفاح من اجل أن يكون للإنسان قيمته الحقيقية , استفاق ثانية على صوت الموظفة المسؤولة عن تدقيق الاسم وطلبت منه أن يضع إصبعه في الحبر المخصص للتصويت , نظر باستغراب عجيب إلى إصبعه , هو ذا يقرر رسم العراق , تذكر أمه وهي ترقد في قبرها , وكأن صوتها ينادي ضع إصبعك في المدد يا بني , فأنا من ضحايا النظام البائد , انتظرتك لهذا اليوم , أنت والملايين من أمثالك كفوئين لرسم الخارطة السياسية الجديدة , أتاه صوت الموظفة مرة أخرى هنا ضع إصبعك وهناك استلم بطاقة التصويت , لم يبالي بصوتها بل عاد إلى ذاكرته , الشهيد أبو شهدي البصراوي , الشهيد أبو سحر الجنوبي , الشهيد خضر كاليل الكردستاني , الشهيد سعدون الكر بلائي والشهيد أبو فرات الفراتي الاوسط , حاول أن يتذكر كل الشهداء في لحظتها , لكن صوت الموظفة داهمه من جديد ضع علامة " صح " أمام القائمة المفضلة لديك .

دون أية مقدامات اتجه إلى قائمة " اتحاد الشعب " ليضع قبلة قبل علامة " صح " أمامها , وبهدوء متناهي اتجه صوب الصندوق ليضع البطاقة والقبلة سوية ً إلى حيث يجب , والتفت إلى إصبعه مخاطباً إياه , بعد رفعه الى الهواء ونادى بصوته :

إليك يا أمي حيث ترقدين بهدوء رغم انفجارات المجرمين القتلة .....

إليك يا وطني حيث جمالك السومري الرائع .....

إليكم يا شهداء الشعب والوطن , يا شهداء الحزب الشيوعي العراقي ...

إليكم يا شهداء الحركة الوطنية العراقية .....

إليكم يا أطفال بلدي الجياع .......

إليك يا عراق .....

إليكم جميعا اهدي إصبعي المحنا يه وقبلتي .



#فهد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل من خلف الحدود بالذكرى السبعينية لميلاد الحزب
- رسالة مستعجلة من فهدإلى صدام
- دردشة مع الهموم أو العودة الى الماضي
- دفاعاً عن الوطن أم دعم النظام


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد محمود - اصابع الحنه الى وطني