مراحل وفوائد تطبيق اعلان بولونيا لأصلاح التعليم العالي الاوربي/ الجزء الثاني

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 18:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

مراحل وفوائد تطبيق النظام الجديد لأعلان بولونيا لصلاح التعليم العالي الاوروبي/ الجزء الثاني
اعتبرت الدول الأوروبية مسألة إعادة هيكلة التعليم العالي قضية مصيرية أولتها الأهمية القصوى لكون هذا التعليم يمثل ما ستؤول إليه أوروبا مستقبلاً. فمن أهم بنود إعلان لشبونة سنة 2000 هو العمل على جعل الاقتصاد الأوروبي الأكثر معرفة وحيوية وتقدمًا في العالم، ولن يتأتى هذا إلا بخلق الفضاء الأوروبي الموحد للأبحاث العلمية الذي بدوره لن يتحقق بدون إقامة نظام تعليمي عال حديث يلائم مستلزمات التغيير المنشود.
ولهذا لم يبق هذا النظام الجديد مجرد حبر على ورق أو مجرد قرارات من دون متابعة بل قامت الدول الأوروبية بما يلي:
- تقرر تشكيل لجنة عليا مهمتها الإعداد الجيد للنظام الجديد، وتتألف من الكونفدرالية الأوروبية لرؤساء الجامعات والجمعية الأوروبية للجامعات والهيئة الأوروبية إضافة إلى مؤسسات أخرى متخصصة لها صبغة استشارية ضمن هذه اللجنة.
- إقامة دورات وندوات حول النظام الجديد سميت «دورات بولونيا» عبر كامل التراب الأوروبي يتم خلالها التحدث إلى الأكاديميين والمختصين للتعريف بالنظام الجديد ونوعية العقبات الذي قد يواجهها وسبل تذليلها.
- تنظيم لقاءات مخصصة مع الطلاب الأوروبيين للتعرف على آرائهم وهواجسهم اتجاه هذا التغيير المرتقب.
- تتم مراجعة شاملة لكل ما تحقق خلال الاجتماعات الدورية لوزراء التعليم العالي حيث تتم المصادقة على ما أنجز والتوصية بما ينبغي فعله مع تحديد واضح للأولويات.
- قامت كل دولة بتنظيم اجتماعات مكثفة لإعداد إستراتيجية وطنية للتطبيق مستعينة بكل مكونات المجتمع الفاعلة.
- قامت كل مؤسسة تعليمية باجتماعات دورية من أجل إعادة صياغة المقررات لكل الدروس ومختلف الشعب وتكييفها بما يتماشى مع أهداف نظام بولونيا إضافة إلى إعداد المرحلة الانتقالية.
وقد لاقى هذا النظام الجديد صدى أكثر مما كان متوقعًا، إذ بلغت الدول المعتمدة له 46 دولة أوروبية إلى حد الآن. وقد رأت فيه العديد من الدول وسيلة للنهوض بقطاع التعليم العالي وتحسين الجودة وفرصة للإصلاح لن تتأتى مرة أخرى في المستقبل القريب، كما أن اعتماده يضمن للدولة الاعتراف بشواهد جامعاتها ومؤسساتها على الصعيد الأوروبي.
ونتيجة للإعداد الجيد والمحكم والجهود المتواصلة على الصعيد الأوروبي وداخل كل دولة فقد بدأت الغالبية العظمى من هذه الدول بتطبيق هذا النظام الجديد منذ سنة 2005.
أما بالنسبة للفوائد فيمكن ذكر، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
- تعزيز وتسهيل إقامة مقررات مشتركة بين الجامعات داخل الدولة الواحدة ومن دولة إلى أخرى. وقد بدأنا نرى مقررات مشتركة لأنظمة الماجستير بين ثلاث أو أربع جامعات من دول مختلفة، حيث يمكن للطالب متابعة قسط من المقرر بجامعة وإتمامه بالجامعة الأخرى وربما بلغة أخرى إن أراد.
- دعم البحوث المشتركة بين الجامعات وإعطاء فرصة للأساتذة من جامعات مختلفة من أجل الإشراف على بحوث الدكتوراه في جامعة أخرى.
- قيام تنافسية بين الجامعات الأوروبية من أجل استقطاب الطلبة مما أدى ويؤدي إلى الحرص على الجودة وتقديم أفضل العروض.
- العمل على مساعدة الدول الإفريقية وبعض الدول الأسيوية على اعتماد هذا النظام مما سوف يسهل عملية هجرة الأدمغة حيث تحتاج أوروبا إلى أكثر من عشرين مليون خبير في التقانة الحديثة بحلول سنة 2050.
وقد دفع هذا عددًا من دول شمال إفريقيا إلى اعتماد هذه الهيكلة الجديدة مثل المغرب والجزائر وتونس، إلا أنه في بعض الجامعات بهذه الدول لم يتم الإعداد له جيدًا حيث غاب التدرج في تطبيقه مما ضاعف المشاكل.
وتبقى عملية الإصلاح التي انتهجتها أوروبا واستطاعت أن تصل إلى نموذج موحد لأكثر من 46 دولة في ظرف وجيز لم يتعد ست سنوات جديرة بالدراسة والتمحيص خصوصًا من دولنا العربية التي مافتئت تتحدث عن إصلاح هذا القطاع وتفعيل العمل العربي المشترك بدون أدنى نتائج موحدة على صعيد العالم العربي.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات