مصطفى القرة داغي
الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:06
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
خلافاً لكل التوقعات ورغماً عما حيك ويحاك للعراق وأهله من دسائس ومؤامرات لأيقاف عجلة حياتهم ولمنعهم من العيش الهانيء الرغيد أسوة بباقي شعوب الأرض توجه العراقيون اليوم من كل حدب وصوب الى مراكز الأقتراع ليشاركوا في رسم مستقبل بلادهم يدفعهم الى ذلك حب الوطن والرغبة الصادقة ببنائه على أسس صحيحة ويملئهم الأمل ببزوغ فجر غد مشرق لهم ولأولادهم ولأحفادهم غير آبهين بتهديدات الزرقاوي وأتباعه وأيتام النظام المقبور وأزلامه .
لقد ذَكَرتُ في مقالات سابقة بأن المؤامرة التي تحاك للعراق كبيرة وتفوق التصور وتشترك فيها أطراف عديدة فيها القريب والشقيق قبل البعيد والغريب لكنّني كنت ولاأزال مراهناً على أن العراقيين هم وحدهم القادرون على أفشال هذه المؤامرة وقلب الموازين لصالحهم وصالح بلادهم.. وما توجُّه العراقيون اليوم الى صناديق الأقتراع ألا أثبات لهذا الكلام وترجمة حية لما يمكن أن يفعله العراقيون الذين كانوا وسيبقون رقماً أساسياً ومؤثراً وصعباً لايمكن تجاوزه في تسلسل شعوب العالم أجمع .
وكما أثبت الشعب العراقي بكل شرائحه وأطيافه المذهبية والأثنية ودون تفريق أو تمييز أنه بمستوى المسؤولية كذلك نتمنى من كل القوى والتيارت السياسية العراقية أن تكون أهلاً للثقة التي ستمنحهم أياها أصوات العراقيين في هذه الأنتخابات وبمستوى حدث اليوم وكذلك الأحداث القادمة التي سَتَمُر على العراق والتي سيتقرر على أساسها مستقبل العراق فالعراق وأهله أمانة في أعناقهم .
وهنا لابد من الأشارة الى الدور البطولي الذي قامت به أجهزة الشرطة والجيش العراقي لتأمين سير هذه العملية بشفافية وأمان مفشلين كل الخطط الأرهابية ومسقطين جميع مراهنات الأعداء التي كانت تسعى لأفشال أول عملية أنتخابية يعيشها العراقيون منذ نصف قرن لبناء عراق جديد .
أنه يوم مميّز وتأريخي بكل المقاييس سيفصل بين عهدين تأريخييين عاشهما وسيعيشهما العراقيون.. عهد شمولي ديكتاتوري قمعي ولّى وأنقضى وآخر ديموقراطي تعددي دستوري هلّت بشائره وقادم بأذن الله على الرغم من بعض المعوقات البسيطة التي حصلت أو التي من الممكن أن تحصل هنا وهناك وسيبقى جميع العراقيين يذكرون هذا اليوم بكل فخر وأعتزاز .
ومبروك للعراق والعراقيين ....
مصطفى القرة داغي
[email protected]
#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟