أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشرى علي وهيب - الإطار التاريخي لنشوء الدولة والقطاع العام في الدول النامية














المزيد.....

الإطار التاريخي لنشوء الدولة والقطاع العام في الدول النامية


بشرى علي وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 13:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



لم يكن موضوع تدخل الدولة في البلدان النامية محل جدل كبير طيلة الفترة الممتدة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، لعدم وجود مبررات إقتصادية حاسمة تدفع لهذا التدخل مادامت هذه الدول تحت السيطرة الإستعمارية . ولكن بعد حصول هذه الدول على إستقلالها السياسي ظهرت مبررات موضوعية عديدة محلية وخارجية إستوجبت عليها إجراء تحولات في سياساتها وواجباتها تجاه مجتمعاتها ، تمثلت المبررات المحلية أو الداخلية بالآتي :
1- رغبة هذه الدول بأكتساب صورة جديدة بعيدة عن صورة الدول الأوربية المُستَعمِرَة ولما كان القطاع الخاص هو المحور الإقتصادي الرئيسي في أيدلوجية هذه الدول ،فأخذت تنظر إليه كأمتداد لمرحلة الإستعمار وأمتداد للقطاعات الرأسمالية ،وخوفا من إقامة أي تحالفات بين هذا القطاع في الخارج ومثيله في الداخل عمدت إلى إتخاذ عدة إجراءات لتصفية هذا القطاع أو تحجيم نشاطه ،
2- وجود أنساق متعددة من القوى والمعتقدات دفعت الدول النامية إلى محاولة تحقيق نوع من التفوق المُعلن إزاء هذه القوى من خلال تحقيق شكل من التدخل المفرط كتضخيم مؤسساتها وأمتدادها إلى كل مجالات ومرافق المجتمع وبشكل مباشر .
3- الأهلية المالية التي توفرت لهذه البلدان سواء بشكل مباشر (البلدان النفطية ) ، دفعتها الى التوسع في نفقاتها فترسخ وجودها من خلال القطاع العام الذي أصبح نواة النشاط الإقتصادي ،
4- ضرورة تدعيم القوة الإقتصادية بقوة سياسية من خلال كسب تأييد ودعم الأطراف الأكثر نفوذا وقوة كالدول والهيئات الدولية ، وطالما أنها لاتستطع أن تضمن هذه الأطراف الخارجية فكان لابد من تأسيس قوة سياسية داخلية تضمن الحفاظ على وجودها ،تمثلت بتشكيل نوع من البرجوازية سُميّت(برجوازية الدولة ) تشرف على أجهزتها وخدماتها وتدير قطاعاتها الإقتصادية ،
5- إن توسع الدولة من خلال القطاع العام كان مدفوعا أيضا بالنظرة إلى الجوانب الإنتاجية لهذا القطاع والذي بقيت الدولة متمسكة به لأنه يعطيها فرصة لتحقيق بعض الترضيات لشعوبها لتستطع من خلاله أن توحي لهم بأنها سائرة على نفس الإتجاه والمنهج لتحقيق الأهداف المعلنة التي قامت من أجلها ،
أما العوامل الخارجية التي لعبت دورا بارزا في قيام أو توسع دور الدولة فتتمثل بالآتي :
1- سريان مفعول النظرية الكنزية في البلدان المتقدمة وأمتداد آثارها إلى البلدان المتخلفة بفعل حقيقة كون الأخيرة هي جزء من نظام رأسمالي عالمي ،
2- ستراتيجيات التنمية التي طبقتها هذه الدول بدعم وإسناد المنظمات الدولية ، وبالأخص ستراتيجية الحاجات الأساسية التي رفعت شعارات (العدالة ) و ( الرفاهية ) والتي إقتضى تطبيقها توسيع دور الدولة والقطاع العام ،
3- سياسة نشر الصناعة عالميا ساهمت في خلق قطاعات زراعية – صناعية –رأسمالية في البلدان المتخلفة ، بما أجبر هذه الدول على التدخل بشكل مباشر وغير مباشر من خلال حماية المستثمرين من المخاطر ، دعم الصناعة المحلية ،تأمين الوصول الى الأسواق العالمية بما قاد لتوسيع أدوارها تدريجيا من خلال تنظيمها لعمليات الإنتاج والتوزيع والإستهلاك ،
وهنا لابد من الإشارة أن ماسبق ذكره هو ملخصٌ لأهم المبررات الداخلية والخارجية التي وفرت الغطاء الشرعي لتدخل الدولة من خلال القطاع العام في البلدان المتخلفة بالإضافة إلى أن تلك المبررات التي ذكرناها أن وجودها غير قائم على إعتبارات إقتصادية فحسب ، بل وأيضا على إعتبارات سياسية وأيدلوجية ذات علاقة بالتراكيب الإجتماعية الموروثة والأفكار التي تتبعها الأنظمة الجديدة ،



#بشرى_علي_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيمنة الإقتصادية مابعد الحدود
- إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي / 3
- إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي /2
- إشكالية الفكر الإقتصادي التنموي / 1


المزيد.....




- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشرى علي وهيب - الإطار التاريخي لنشوء الدولة والقطاع العام في الدول النامية