أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية














المزيد.....

ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 10:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاجتهاداتُ الفقهيةُ المسايرة للعصر المطورة للناس، موجودةٌ وتتشكل، لكن كل فكرة حين ترتبط برأسمالية الدولة الشمولية تعجز عن إنتاجِ التحليل واكتشاف التطور الديمقراطي.

رأسماليةُ الدولةِ فيما قبل الشمولية وما بعدها، يمكن أن تكون إعادة لشعب ما في إنتاج التطور الديمقراطي المعيد تشكيل النظام التقليدي.

فرأسمالية الدولةِ عنصرٌ اقتصادي محايد يمكن أن يخضعَ لتوجهات سياسية متعددة ومتناقضة.

لكن حين تصبح ولاية الفقيهِ أداة تعبير سياسية عن رأسماليةِ الدولةِ الشمولية، فإن عناصر الإسلام النضالية من جهتي الماضي والحاضر، وعناصر الليبرالية من جهتي الحاضر والمستقبل، تتجمد وتُطرد.

لابد لاجتهاداتِ الفقهاء من مراكز متعددة تغدو مطورةً لحال المسلمين والمواطنين عبر التنوع والاجتهاد والحرية والعقلانية لكنها حين تصبح ولايةً واحدة مهيمنة متصاعدة متشابكة مع رأسمالية دولة تغدو دكتاتورية، ويتوقف الاجتهادُ والتنوع.

العناصرُ المتجمدةُ في الشرع حول تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عديدةٌ، ولكنها تتغير بفعل نشاطِ الوعي الديني المتفهم للتطور، والمسايرِ للحضارة الحديثة وهي تغدو ديمقراطية، وتعبرُ العناصرُ المتجمدة عن غياب تغيير أحوال المسلمين في الأزمنة الغابرة، وحين تظهر دولٌ فيها أشياء من التفتح والتعدد، فإن هذه العناصر يُعاد النظرُ فيها حسب مدى تطور هذه الدولة ومسايرتها للتحولات الديمقراطية العالمية.

مع نشوء سلطةٍ دكتاتوريةٍ منذ عهد الشاه الأب، فإن عناصر الديمقراطية للثورة المشروطية على سبيل المثال تُنحى جانباً، وتُؤخذُ العناصرُ الألمانية الفاشية في الإدارة، ويتم الحفاظ على البناءِ التقليدي الديني الاجتماعي المحافظ، وتؤدي الشموليةُ الحكوميةُ وترددها بين التقليد والحداثة، بين الإقطاع والرأسمالية الحديثة، إلى نشوء دكتاتوريتين: سياسية حكومية فوقية تفقدُ ركائزَها بين الناس، ودينية تتوغلُ بين الشعب وتسيطر عليه عبر أفكاره العتيقة وممارساته الشعائرية.

تغدو ولاية الفقيه معتمدةً على عنصرين كبيرين: ماض محافظ متخلف، وحاضر حكومي شمولي، يتصاعدُ في أدوات احتكار السلطة والاقتصاد والجيش.

ولاية الفقيه تقومُ بطرد العناصر الليبرالية والديمقراطية على مختلف المستويات، فالاجتهاداتُ الفقهيةُ الموجهة لتطوير أحوال الفلاحين والنساء والعاملين والحريات تتوقف، فالقطاع العام يتحول لخدمة الرأسماليين الحكوميين الذين يوجهونه حسب طرائق أحزابهم، فإذا كان هو الموسوي فإنه يقولُ اشتراكيةً إسلامية، حيث يحتكرُ الموظفون الكبار طرائقَ التوجيه، وعبر توسيع اقتصاد الحرب والعسكرة، على أساسِ وجودِ التهديد للقومية من قبل العدو، الذي يُهزم، لكنه يستمر في البقاء بصورٍ ايديولوجية موهومة، لعدم توسيع الملكيات الخاصة ونشر الليبرالية والديمقراطية وتحويل رأسمالية الدولة إلى الديمقراطية الوطنية، ثم تصبح هذه أداة الدولة المتصاعدة حوتاً يأكلُ الموسوي وجماعته، مثلما أكلَ الشيوعيين التابعين لولايةِ الفقيه، مثلما أكلَ المَلكيين، لكن الحوت لا يشبع، وهو غير قادر على تطوير العناصر الديمقراطية في الماضي والحاضر، فيعتمد على الأساطير والخرافات ونشر التعصب والحروب.

الفقيه الديني العقلاني يحتاج إلى الليبرالية والحريات على أساس أن تكونَ هذه رزقه المستقلَ عن سيطرة الدول، فيستطيع أن يفهم النصّ الديني تبعاً لحاجات المسلمين المتطورة دوماً، لا أن يتعسف تفسيره ويخضعه للسيطرات المختلفة، ولكن الفقيه حين يعادي الحريات ويقفز في معاشه من دون جهد، باعتماد أداة الدولة التي جعلته حاكماً أو متنفذاً، يغدو معادياً للعقلانية، ومروجاً للخرافات، وينشرُ بين العامة التخلف، ويبعدهم عن المقاربة بين الجنسين والمشاركة الأسرية الخلاقة، ويحولُ رموزَ الإسلام المناضلة المعتمدة على عقولها وعملها وتجارتها الحرة وديمقراطيتها إلى أيقونات وكائنات غيبية.

لهذا لا يستطيع أن ينمي الديمقراطيةَ كتتويجٍ لليبرالية والاشتراكية، أي كدولةٍ وطنية تجمعُ اليمينَ المنتج والطبقات العاملة بتعاونها وصراعها ضمن المؤسسات، لهذا يوسعُ دكتاتورية القومية الطائفة الموحدة التي لا يوجد فيها اختلاف، فلا توجد فيها ديمقراطية، وأي من يأخذ بفكرته يكرسُ النموذج نفسه، ففي خارج عالم ولاية الفقيه لابد أن تقبلَ الشعوب الأخرى بها، وتغدو شعاراتُ الديمقراطيةِ والمقاومةِ تكتيكات سياسية لا تستطيع أن تخفي الجوهر المفضوح كارثةً بعد أخرى.

هي الإمبراطورية الفارسية وقد لبستْ بذلةً عسكرية وتمشي عبر السفن الحربية والصواريخ والحرائق، والجمهور المخدر، غير قادرة على المراجعة وإعادة النظر الديمقراطية الحقيقية.

ولا شك أن الشعوب المجاورة لها تعيش في حالات قلق وعذاب مستمرة، لا تدري متى الكارثة ومتى الانقاذ، ومتى الخروج من هذه الدائرة المغلقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالخالق السامرائي بين النبل والخيال (٢-٢)
- عبدالخالق السامرائي بين النبلِ والخيال (١-٢)
- صراع قوتين في الانتخابات المصرية
- الشيخ يوسف القرضاوي والوعي بالديمقراطية (٢-٢)
- الشيخُ القرضاوي والوعي بالديمقراطية (١-٢)
- الإخوان المسلمون بين إعصارين
- صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحريةُ (٣-٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحرية (٢ - ٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرةُ السحريةُ (١٣)
- ميلاد سياسي فوضوي لشعوب عربية
- قضية حق أُريدَ بها باطلٌ
- مَن يخدمُ الاستعمار؟
- حمزةُ البهلوان وصراعُ العربِ والفرس
- ضد الفاشية وليس ضد الإسلام
- الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي
- المشروعُ الإيراني ينخرُ شعبَنا البحريني
- تطورُ الديمقراطيةِ مرهونٌ بهزيمةِ ولايةِ الفقيه
- الصراعُ غيرُ الخلاق
- مجددا حول السياسة الفاشية في إيران


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية