أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مهرجان التصعيد














المزيد.....

مهرجان التصعيد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاتمر ساعة من نهارات أو ليالي العراق دون أن تتكشف عن خطوات إضافية من التصعيد في مهرجان التصريحات العبثية والمتشنجة، تصعيد متواصل بلا أفق أو هدف، تصعيد لايدرك أحد نتائجه ولا يهتم أحد بالتحسب والاستعداد لمواجهة هذه النتائج وكأن الساسة وخاصة الزعماء منهم قد ضاقوا ذرعا ببعضهم البعض وصاروا يتجهون الى جولة من تصفية الحساب فوضعوا كل ما أمكنهم من ملفات على طاولة التشهير والتحريض.
لقد وصل زعماء التصعيد والمناورات الى طريق مسدود، طريق مهدته الاتفاقات الغامضة والهشة، ويبدو إن الزعماء مصرون على عدم الذهاب الى مهرجان التصعيد منفردين، فالزعماء يريدون أن يسحبوا معهم أكبر قدر ممكن من الاتباع وإغواء كل من يقدرون على إغوائه وتوريط كل من تسمح الظروف بتوريطه من المواطنين في المواجهة التي يريدون إفتعالها، وفي سبيل حشد أكبر عدد ممكن من الاتباع صار الزعماء يقفزون من ملف الى آخر، يفتحون كل ملف ويلهبونه ببعض المواقف الاعلامية الاستعراضية وببضعة تصريحات (ع الطاير) تلقى في ممرات الفضائيات أو قاعة المؤتمرات الصحفية في البرلمان.
الزعماء يديرون الصراع وكأنهم يريدون تدشين مشروع سياسي جديد في العراق، مشروع يؤسس نقطة إنطلاق جديدة تتجاوز كل ما تم بناؤه حتى الآن، والعلامة الابرز الدالة على هذا المشروع هي حالة التجاهل التام لمؤسسات الدولة، حيث يدار الصراع على إنه مواجهة بين أفراد أو أحزاب في أفضل الحالات، بينما ما يحدث فعلا هو إن القوى السياسية وعلى رأسها الزعماء المتصارعون يديرون حلبة المواجهة بأموال ومقدرات ومؤسسات البلاد.
هناك تجاوز يومي واضح للمؤسسات الرسمية باعتبارها أدوات لتحقيق المصالح المشتركة للعراقيين أولا ولقواهم السياسية ثانيا وخلق توازن بين كافة القوى وفق سياقات الدستور والمصلحة العامة، أم إننا نجري في مضمار آخر لا علاقة له بكل ما كان يتم تسويقه للمواطنين على أنه مشروع "العراق الجديد" رغم إن الموقف من هذا المشروع كان أساسا لتصنيف بعض التنظيمات والشخصيات على إنها معادية للنظام السياسي وتعمل بالضد من مصالح العراقيين.
بعض الزعماء وصلوا الى مرحلة فقدان الشعور بالوزن وصاروا يتحركون وكأنهم يعيشون لوحدهم في كون فارغ إلا من ذواتهم، لقد أسكرتهم خمر السلطة وصاروا لايرون إلا أنفسهم التي يريدون لها أن تتضخم وتتضخم حتى تملأ الدنيا وتشغل الناس ليل نهار في مسعى جنوني لإلغاء الوطن والدولة والقوميات والطوائف والاحزاب وتحويل ذواتهم الى إختزال لكل ما هو على الارض، هذه الحالة الجنونية هي ما يؤسس للدكتاتور، وعندما يعيش شعب ما تحت حكم دكتاتور واحد فإن حياته ستكون ملوثة بالذل والهوان ومعرضة لشتى أنواع المخاطر والجرائم التي قد يرتكبها الدكتاتور في أي لحظة، لكن الكارثة تتسع عندما تقذف الاقدار شعبا ما بدزينة من المتولهين بذواته حد الجنون الذي يدفعهم لاضاعة فرص السلام والبناء والحرية والرفاه.
الاخطر الذي لا نتمنى حدوثه هو إنسياق العراقيين أو حتى بعضهم وراء زعماء التصعيد ومهرجانهم الكارثي الذي لا تباشير لنهايته، وحتى ما يبزغ من بصيص أمل فهو ربما لايكون أكثر من إستراحة عابرة أو هدنة هشة خاصة وإننا نقترب من إستحقاق إنتخابي إنتابت حماه القوى المتصارعة مبكرا حتى قبل التأكد من إمكانية إجراء إنتخابات، لذلك فلا أمل للعراقيين الا بالرهان على أنفسهم عبر الامتناع عن الانجرار الى غوايات الزعماء المهووسين بالتصعيد وتركهم في مواجهة بعضهم البعض إن لم يكن ممكنا ردعهم فأي منتصر سيتحول الى جلاد حتى لمن ساندوه ودعموه.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة
- العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات
- خطاب الأزمة
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4
- كثير من الصمت الغريب
- فصول الفوضى والهزال
- العراق والاشتباك الاقليمي
- المواطن المشجع
- إعتذار المرزوقي وما بعده
- إعتقال الهاشمي وإقالة المطلك
- جبال المال السائب
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت


المزيد.....




- -فجأة سمعنا طلقات نارية-.. ترامب يروي ما حدث بالتفصيل لحظة م ...
- رئيس وزراء العراق يكشف عن موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الد ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم مواطنا قصاصا وتوضح كيف قتل زو ...
- مراسلتنا: مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عز ...
- -الشاباك- يعلن إحباط محاولة اغتيال خطط -حزب الله- لتنفيذها
- الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
- إعادة سكان الشمال هدف إسرائيلي جديد لحرب غزة
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1960 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- ميلوني: سعداء بتعيين مرشحنا نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية ...
- القوات المصرية تنقذ 3 سياح في البحر الأحمر


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مهرجان التصعيد